تساءل الباحث المتخصص بالشأن الإيراني والعلاقات الدولية تامر بدوي في دراسة له على موقع العلاقات العربية والدولية عن الموقف الإيراني من التحولات الجارية والقادمة في مراكز ثقل اللاعبين الإقليميين والدوليين في أفغانستان.
وأشار بدوي في مقاله إلى أن قواعد لعبة التحالفات في أفغانستان تجري بين اللاعبين بشكل مختلف نوعياً عن ساحات أخرى حيث يجمع الفرقاء عامل تثبيت الوضع الأمني وتفرقهم العوامل الجيو-اقتصادية. وتتنافس الكتل والتجمعات الإقليمية على ملئ الفراغ في أفغانستان.
وأعتبر أن موقع إيران من التحالفات الإقليمية والدولية أعقد من حسمه في ثنائية منافسين لواشنطن أو حلفاء لواشنطن أو الصين في حسابات مركبة. كذلك هو أعقد من تبسيطه في الفكرة الشائعة التي تفيد أن مصالح إيران تتوافق كلياً مع مصالح القوى الغربية (أو ما يسمى بالمجتمع الدولي) في أفغانستان.
وتابع بدوي إيران التي لها مصالح جيو- اقتصادية وسياسية فضلاً عن مخاوف أمنية في أفغانستان، تمتعت بعلاقات تاريخية، لغوية، وجغرافية ممتدة مع جارتها الشرقية تجعل لها موضع في الذاكرة السياسية لإيران. وواصل وتعود مرحلة نضج وتشكل علاقات إيران بأفغانستان كقطر سياسي منفصل عن إيران إلى فترة القرن التاسع عشر في ظل الصراع الذي اُصطلح على تسميته بـ"اللُعبة الكبرى" (The Great Game) الذي تنافست فيه كل من بريطانيا وروسيا على مناطق النفوذ في وسط آسيا وجنوبها. كانت بريطانيا تهدف إلى تحويل أفغانستان لمنطقة عازلة (Buffer Zone) بين مستعمراتها الهندية وتقدم الجيوش القيصرية.
وبين أن الدراسة ستتناول في المحاور التالية ارتباط وتشابك مصالح إيران الأمنية والاقتصادية في أفغانستان ومحيطها الإقليمي الممتد شمالاً إلى آسيا الوسطى في سياق التفاعلات مع القوى الإقليمية:
1- مدخل تحليلي: مدرسة كوبنهاجن للأمن الإقليمي
2- المرتكزات العامة لسياسة إيران الأفغانية
3- موقع طهران في ديناميكيات التنافس الإقليمي على أفغانستان
4- موقع كابول في ممرات التجارة الإقليمية والدولية
5- سيناريوهات محتملة