وصل رئيس بلاروسيا الكسندر لوكاشينكو إلى العاصمة الاوكرانية اليوم الأحد (21 ديسمبر / كانون الأول 014) على امل احياء محادثات السلام المتوقفة في اوكرانيا والتي استضافها بهدف تهدئة المناطق الشرقية المضطربة من اوروبا.
إلا ان مسئولا اوكرانيا بارزا قال ان لوكاشينكو سيغتنم هذه الزيارة كذلك لبناء الجسور مع اوروبا بشكل يخفف اعتماده على روسيا التي تزداد عزلة.
وفي ايلول/سبتمبر اسفرت جولتان من المفاوضات في العاصمة البيلاروسية مينسك عن اتفاقات هدنة ونزع اسلحة نصت على منح حكم ذاتي محدود لمنطقتين تتحدثان اللغة الروسية في شرق اوكرانيا تمردتا على كييف في نيسان/ابريل الماضي.
وادت الاتفاقات إلى وقف المعارك العنيفة، إلا إنها لم توقف القتال بشكل تام حيث وقعت بعدها اشتباكات ادت الى مقتل نحو 1300 شخص على الاقل.
وارتفع إلى 4700 عدد قتلى اسوأ نزاع تشهده اوروبا منذ حرب البلقان في التسعينات، وهو الرقم الذي حذر مسئولون في الامم المتحدة بأنه تقدير متحفظ.
وادى القتال إلى تدمير الاقتصاد الاوكراني، وحول روسيا في اعين الغرب إلى دولة منبوذة عالميا تقوم بتاجيج النزاعات في الدول المجاورة التي تتطلع الى قطع العلاقات مع الكرملين.
ونفت موسكو دعمها للانفصاليين الاوكرانيين ووصفت المقاتلين الروس في منطقة الحرب ب"المتطوعين". كما دافعت عن ضمها لشبه جزيرة القرم الاوكرانية في اذار/مارس وقالت انه جاء نتيجة استفتاء وليس عملية نشر سري للقوات.
وتاتي زيارة لوكاشينكو الاولى إلى كييف منذ تحولها إلى تأييد الغرب الشتاء الماضي، في الوقت الذي يبذل فيه الاتحاد الاوروبي جهودا لاعادة محادثات السلام إلى مسارها واستئنافها بشكل كامل.
وليل السبت الأحد اجرى الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ثالث محادثة مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل منذ عطلة نهاية الاسبوع الماضية حول التاخير المستمر للمحادثات.
وكان من المقرر مبدئيا اجراء المحادثات في التاسع من ايلول/سبتمبر إلا إنها معلقة منذ ذلك الوقت بسبب رفض كييف مناقشة استئناف دفع المعونات الاجتماعية الى المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون والتي امر الرئيس بوروشنكو بوقفها الشهر الماضي.
واتفق بوروشنكو وميركل على ان المحادثات الجديدة يجب ان "تسفر عن ترسيم خط فاصل ووضع خارطة طريق لسحب القوات والافراج عن الرهائن"، بحسب ما ذكر مكتب الرئيس الاوكراني على موقعه على الانترنت.
وقال المكتب ان "بترو بوروشنكو اعرب عن امله في ان يبذل جميع اطراف عملية السلام جهودا لضمان انعقاد الاجتماع قريبا".
وكان بوروشنكو وزعماء دول الاتحاد الاوروبي اعربوا عن املهم في عقد محادثات مينسك في حضور مبعوثين اوروبيين وروس الاحد.
إلا ان اثنين من كبار المفاوضين نيابة عن الانفصاليين صرحا لوكالة فرانس برس انه لا توجد اية محادثات مقررة في موعد قريب.
وصرح ممثل الانفصاليين فلاديسلاف دينيغو هاتفيا "لم يتم بعد تحديد موعد لاجتماع مينسك".
واضافة إلى لوكاشينكو يزور رئيس كازاخستان نورسلطان نازارباييف كييف الاثنين. وقال مصدر بارز في الحكومة الاوكرانية لوكالة فرانس برس انهما يسعيان الان تحسين الاجواء بعد انضمامهما إلى اتحاد سياسي واقتصادي تقوده موسكو.
وتعاني روسيا حاليا من ازمة مالية طاحنة بسبب انخفاض اسعار النفط بشكل كبير اضافة الى العقوبات الغربية القاسية التي حدت من قدرة الشركات الروسية على الحصول على اموال من الاسواق الاميركية والاوروبية.
الا ان لوكاشينكو لا يلقى قبولا لدى الغرب بسبب قمعه للانفصاليين واقامة ما وصفته واشنطن مرة بانه "اخر دكتاتورية في اوروبا".
وقال المصدر الاوكراني البارز ان لوكاشينكو ونزارباييف "شعرا بان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ضعيف .. ويودان ان تساعدهما اوكرانيا في تحسين علاقتهما باوروبا".
واجرى لوكاشينكو محادثات مع بوروشنكو الاحد قال مسؤولون انها استمرت عدة ساعات.
وبدا انه يشير الى بوتين عندما قال لبوروشنكو "يواصلون القول ان لوكاشينكو خائف من شخص ما. ولكنني لست خائفا".
ونقل الاعلام البلاروسي الرسمي عن لوكاشينكو قوله انه يدعم اجراء مفاوضات "سرية" لبحث بناء علاقات اقوى مع اوكرانيا.
واضاف "دعونا لا نقول اي شيء لاي شخص مطلقا، وان نفعل كل شيء سرا -- طالما ان تقدما يحدث في هذا الاتجاه".
وانضمت كل من بلاروسيا وكازاخستان إلى روسيا في اتحاد جمركي في 2010. وتعزز التحالف لتشكيل "اتحاد اقتصادي" مفتوح لدول اخرى.
وكان بوتين يامل في ان تمنح مشاركة اوكرانيا المجموعة مزيدا من القوة لتصبح منافسا حقيقيا ينمو في اسيا التي تشهد ازدهارا.
إلا ان الاطاحة بالرئيس الاوكراني الموالي للكرملين فيكتور يانوكوفيتش في شباط/فبراير ومصادقة اوكرانيا اللاحقة على اتفاق شراكة تجارية وسياسية مع الاتحاد الاوروبي ادتا إلى تحطيم طموح بوتين.