سادت حالة من الغضب والصدمة مدينة نيويورك اليوم الأحد (21 ديسمبر / كانون الأول 2014) بعد مقتل شرطيين اثناء عملهما برصاص رجل قال انه يسعى للانتقام لمقتل شبان سود بايدي رجال شرطة بيض.
وقتل الشرطيان وينجيان ليو (32 عاماً) المتزوج منذ شهرين، ورافايل راموس (40 عاماً) بالرصاص بعد ظهر السبت في مدينة بروكلين في نيويورك في هجوم هز اكبر المدن الاميركية قبل ايام قليلة من اعياد الميلاد.
وقالت الشرطة ان مطلق النار يدعى اسماعيل بريسنلي (28 عاما) ويقال انه عضو في عصابة "عائلة الغوريلا السوداء". وفر إلى محطة قطارات قريبة بعد الهجوم وانتحر باطلاق النار على راسه في المحطة. وقال قائد شرطة نيويورك بيل براتون في مؤتمر صحافي ان الشرطيين "قتلا دون ان تتاح لهما فرصة سحب اسلحتهما. وربما لم يشاهدا المهاجم القاتل مطلقا".
ويبدو ان برينسلي تباهى قبل ساعات من الهجوم على موقع انستغرام بانه يريد ان يقتل رجال شرطة.
وفي تعليق يعتقد ان برينسلي كتبه على صورة لمسدس فضي "مقابل كل واحد ياخذونه .. دعونا ناخذ اثنين"، في اشارة الى مقتل شبان سود عزل برصاص الشرطة.
والاحد تراكمت الشموع والورود عند ضريح ارتجالي في موقع اطلاق النار.
وندد عمدة نيويورك الديموقراطي بيل دي بلازيو بالهجوم، وشارك في قداس في كاتدرائية القديس باتريك في نيويورك.
إلا ان مقتل الشرطيين في مدينة انخفضت فيها عمليات القتل إلى ادنى مستوياتها منذ 20 عاماً، زادت من توتر العلاقات المتوترة اصلا بين بلازيو والشرطة.
وادار عدد من الضباط ظهرهم لبلازيو في المستشفى ليل السبت الاحد تكريما لزملائهم القتلى.
ويتهم ضباط الشرطة بلازيو بالفشل في دعمهم وبتعاطفه الشديد مع المتظاهرين الذين يحتجون خلال الاسابيع الاخيرة على عنف الشرطة ضد الاميركيين السود.
وقتل اريك غارنر، وهو اب لستة اولاد، اختناقا في تموز/يوليو اثناء توقيفه في شكل عنيف من جانب الشرطة في نيويورك بسبب بيعه سجائر بشكل غير قانوني.
وقتل الشاب الاسود مايكل براون برصاص الشرطة في فرغسون بولاية ميزوري في آب/اغسطس، ما اشعل احتجاجات استمرت اشهرا.
ومؤخرا قررت هيئة محلفين عدم ملاحقة شرطي ضالع في مقتل غارنر.
وقال ادوارد مولينز رئيس رابطة للشرطة تضم 11 الف ضابط حالي ومتقاعد في شرطة نيويورك "السيد بلازيو .. ان دم هذين الشرطيين يلطخ يديك".
وفي وقت سابق من هذا الشهر تقدمت الشرطة بطلب من بلازيو بعدم المشاركة في جنازاتهم في حال مقتلهم أثناء ادائهم الواجب.
ودان المحافظ الجمهوري السابق لنيويورك جورج باتاكي "هذه الاعمال الوحشية" وقال إنها "نتيجة متوقعة للخطاب المعادي للشرطة".
ورد بلازيو الاحد بالقول انه "من المؤسف في هذه الماساة العظيمة ان يلجأ البعض إلى خطاب غير مسئول وتحريضي يغضب الناس ويؤدي إلى انقسامهم".
ودعا العديد إلى الهدوء والوحدة بمن فيهم الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي دان "بلا تحفظ" مقتل الشرطيين.
وقال اوباما في بيان في وقت مبكر الاحد "ادين بلا تحفظ قتل ضابطي الشرطة في مدينة نيويورك". واضاف ان "رجلين شجاعين لن يعودا هذا المساء إلى احبائهما وما من تبرير لذلك"، مشيرا الى انه "هذا المساء اطلب من الناس نبذ العنف والكلمات التي تجرح واستخدام الكلمات التي تشفي".
ودعت عائلتا غارنر وبراون الى تجنب "اي نوع من انواع العنف الموجه إلى عناصر تطبيق القانون. لان ذلك لا يمكن التسامح معه. وعلينا ان نعمل معا من اجل احلال السلام في مجتمعاتنا".
واكد رئيس منطقة بروكلين اريك ادامز على ان المسئولية تقع اولا واخيرا على مطلق النار.
وقال "دماء الشرطيين لا تلطخ ايدي رئيس البلدية. بل يدي الشخص المريض الذي قتل ضابطين بريئين". وحاولت شرطة بالتيمور السبت تحذير شرطة نيويورك بشان خطط برينسلي الا انها تاخرت.
ووصف مدعي الدولة في نيويورك اريك شنايدرمان ما حصل بانه "عمل عنف بشع"، فيما اعرب عدد كبير من عناصر الشرطة من مختلف مراكز نيويورك عن صدمتهم عبر موقع تويتر وقدموا تعازيهم إلى عائلتي الضحيتين.
قتلة بقتلة
لما قتل الشرطي شابا اسود ما ثار اللي يقولون ان عندهم ضمير لكن على قتل شرطي غضبتون
الرصاصي لوني المفضل
العنف لا يمكن القضاء عليه بالقمع فقط بل هناك طرق أخرى ذات جدوى وأكثر نفعا لأي بلد تستخدمها