بدت شوارع العاصمة التونسية صباح اليوم الأحد (21 ديسمبر/ كانون الأول 2014) خالية، وسط إقبال ضعيف من الناخبين على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية على النقيض مما شهدته الانتخابات التشريعية قبل شهرين.
وتأمل الهيئة العليا للانتخابات أن تتجاوز نسبة التصويت العامة مثيلتها في الدور الأول للانتخابات الرئاسية والتي بلغت أكثر من 62.90 في المئة.
وحث رئيس الحكومة المؤقتة المهدي جمعة ووزير الداخلية الناخبين بالإقبال بكثافة على مراكز الاقتراع وإنجاح المسار الانتخابي في مرحلته الأخيرة.
وبانتهاء الانتخابات الرئاسية تكون الحكومة المؤقتة الحالية التي تشكلت بداية العام الجاري قد أنهت المهمة الرئيسية المناطة بعهدتها وهي تنظيم انتخابات ديمقراطية وناجحة تتوج كامل مسار الانتقال الديمقراطي الذي امتد لأكثر من ثلاث سنوات.
ودعا رئيس البرلمان المنتخب في 26 أكتوبر القيادي بحزب حركة نداء تونس محمد الناصر الفائز في الانتخابات التشريعية الشباب إلى الإقبال على مراكز الاقتراع، بعد ان كان عزف بنسبة كبيرة عن التصويت في محطات انتخابية سابقة.
وتوافد الناخبون التونسيون على مراكز الاقتراع صباح اليوم الأحد لانتخاب رئيس الجمهورية في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي يخوضها الباجي قايد السبسي و المنصف المرزوقي.
وكانت مراكز الاقتراع وعددها أكثر من 11 ألف في أنحاء البلاد قد فتحت أبوابها أمام الناخبين عند الساعة الثامنة (السابعة بتوقيت جرينيتش) بينما تأخر فتح أكثر من 100 مكتب أغلبها على الجهات الغربية إلى الساعة العاشرة لدواعي أمنية.
ويستمر التصويت حتى الساعة السادسة بينما سيغلق عدد من المكاتب عند الساعة الثالثة ظهرا.
ودفعت السلطات التونسية بأكثر من 100 ألف عسكري وأمني لتأمين العملية الانتخابية.
ويحق لأكثر من خمسة ملايين ناخب مسجلين إراديا التصويت اليوم علما أن عدد المؤهلين للانتخاب في تونس يقارب ثمانية ملايين شخص من بين قرابة 11 مليون نسمة.
وسيكون الرئيس المقبل الأول الذي يجري انتخابه مباشرة من الشعب منذ الثورة في 2011 وأول رئيس تفرزه صناديق الاقتراع بصفة ديمقراطية في انتخابات تعددية فعلية.
وفي ختام حملة انتخابية حامية سيطر عليها التوتر والشحن في الشارع بين مرشح نداء تونس السبسي (88 عاما) ومنافسه الرئيس المنتهية ولايته المرزوقي (69 عاما) امتدت على جولتين، يأمل أنصار حزب نداء تونس الذي فاز بالأغلبية في الانتخابات التشريعية أن يضيف مرشحهم فوزا جديدا في السباق الرئاسي.
وحذر نداء تونس من أن فوز المرزوقي قد يدفع إلى الصدام بين مؤسسات الدولة لغياب الانسجام بين الحكومة والرئاسة.
ويقول المرزوقي في المقابل إن فوزه سيضمن عدم الارتداد إلى الوراء وسيمنع حزب نداء تونس من التغول واحتكار السلطات لكنه تعهد أيضا بالعمل مع حكومة يشكلها حزب نداء تونس.
ويتوقع أن تظهر المؤشرات الأولى لنتائج الانتخابات بعد مرور الساعات الأولى بعد انتهاء التصويت ليل الأحد لكن هيئة الانتخابات قالت إن الانطلاق في الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات سيكون مساء الاثنين.