تحتفل جمعية الصحافيين البحرينية غدا (الاثنين) بالعيد الثامن للاعلاميين الرياضيين العرب الذي سعت لجنة الإعلام الرياضي لاستضافته حتى تثبت وجودها بقوة في مجال الإعلام الرياضي العربي والقاري والدولي بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس لجنة الإعلام الرياضي وبقية أعضاء اللجنة الذين نجحوا حتى الان في العديد من الاختبارات الصعبة .على رغم انني اميل الى ان يكون تركيز عمل اللجنة في بداياتها على الشأن المحلي وتطويره واستصدار قرار من اللجنة الاولمبية بتخصيص موازنة سنوية تصرف منها على ايفاد المرافقين الاعلاميين مع الوفود الرياضية، مثل تواجدها مع المنتخب الكروي في نهائي كأس اسيا بأستراليا وهو الحدث الرياضي الابرزبداية العام 2015.
الحديث عن هذه الاحتفالية جعلني أغوص بالذاكرة في بدايات عملنا في مهنة المتاعب كهواية وجدنا فيها متنفسا لما يدور في داخلنا وما يعترينا من أفكار رياضية متنوعة، كان الهدف من طرحها المساهمة ولو بشكل بسيط في تحسين مستوى الرياضة البحرينية، على رغم مصاعب المهنة وعدم وجود التقدير المادي والمعنوي في تلك المرحلة.
فذاكرتي تقف دائما عند شخصية اعتبرها هرم الصحافة الرياضية البحرينية وعلما من اعلام الرياضة البحرينية والاكثر تأثيرا في حياتي الصحافية، انه المرحوم عبدالرحمن عاشير مؤسس أول مجلة رياضية في البحرين والخليج العربي «مجلة الرياضة» في فترة زمنية كان الناس والرياضيون لا يدركون أهمية هذا الإصدار الصحافي الذي ساهم بشكل بارز في تطوير الرياضية البحرينية.
فلم تقف سيرة المرحوم عاشير عند الصحافة الرياضية فحسب، بل تعدتها الى ان يكون رمزا من رموز الرياضة البحرينية وعلما من أعلامها على المستوى المحلي والخليجي بسبب ما يربطه من علاقات وطيدة بالقيادات الرياضية في دولنا الخليجية وتحديدا بالرمز الكويتي الشامخ الشهيد فهد الأحمد الذي كان يتبوأ رئاسة اللجنة الاولمبية الكويتية ورئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم ورئيس نادي القادسية في ذلك الوقت الذي كانت فيه الرياضة الكويتية تعتلي الصدارة في جميع الألعاب الرياضية على مستوى القارة الآسيوية.
مجلة «الرياضة» دخلت في كل ناد وفي كل بيت وكانت قبلة الرياضيين الأولى مطلع كل أسبوع بسبب خلو الساحة من منافسة التلفزيون والإذاعة وحتى الصحافة المحلية مثل ما هو موجود في وقتنا الجاري. فالمجلة سلطت الضوء على دوريات كرة السلة والطائرة واليد وبعض الألعاب الفردية التي كانت تفرض مكانتها في ذلك الزمن مثل العاب القوى والسباحة وكرة الطاولة وهي اللعبة التي كانت حاضرة في كل ناد من أندية القرى والمدن.
فساهمت «المجلة» في تعريف المجتمع الرياضي بنجوم ايام زمان من لاعبين ومدربين وحكام وإداريين، في فترة كان العمل في الأندية والاتحادات الرياضة شيئا كبيرا لا يدخله سوى الانسان المتعلم الفاهم القادر على العطاء. بعكس ما نشاهده الان فقد أصبحت الساحة الرياضية مرتعا لكل من هب ودب وفرصة لبلوغ الشهرة على حساب الرياضيين العاملين الذين يعشقون الرياضة ويجدون في العمل بين أروقتها اللذة والمتعة الحقيقية التي لا يشعر بها سواهم.
رحمة الله على عبدالرحمن عاشير الرمز الرياضي الكبير الذي ضاع اسمه من ذاكرة تاريخ الرياضة البحرينية على رغم ما قدمه من عطاء زاخر كبير للرياضة والرياضيين. وأستغرب من المسئولين عن الرياضة البحرينية ومن إدارة نادي المحرق بالذات ورابطة جماهير النادي التي عرف عنها تكريم نجوم الزمن الجميل من تقاعسهم في تكريمه وإطلاق اسمه على احد المنشات الرياضية المحرقاوية، وهو الذي تبوأ منصب أمين سر نادي المحرق لأكثر من 40 عاما عمل خلالها مع الرعيل الأول من أبناء النادي المخلصين على وضع اللبنات الأولى لصرح شامخ كبير يحمل اسم المحرق، أصبح اليوم من اكبر الأندية الخليجية وأكثرها شهرة وتحقيقا للبطولات والانجازات الرياضية بعد أن كان هذا الصرح مقره «دكانا» صغيرا في إحدى الشوارع الجانبية من جزيرة المحرق.
تحية للزملاء الذين عملت معهم في مجلة الرياضة بمناسبة عيد الإعلاميين ووجدت معهم المتعة الحقيقية في العمل، أتذكر منهم باحترام وتقدير كلا من حسن عثمان وحسن بهلول ونصرالدين حمد وعبدالرحمن بهلول وعلي حسن وماجد العرادي ومحمد لوري وسلمان الحايكي وتوفيق صالحي وماجد سلطان وحمزة محمد علي وجعفر علي ومسئول المطبعة يوسف ابوالليل. ومعذرة للزملاء الذين عايشتهم في المجلة وخانتني الذاكرة من ذكر اسمائهم .
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4488 - السبت 20 ديسمبر 2014م الموافق 28 صفر 1436هـ