العدد 4487 - الجمعة 19 ديسمبر 2014م الموافق 26 صفر 1436هـ

عمتنا النخلة

منذ القدم كانت البحرين تعرف باسم بلد (المليون نخلة) وان كان عدد النخيل فيها تقلص خلال السنين الماضية لعدة اسباب، وعلى راسها نضوب عيون المياه الجوفيه والآبار الارتوازية في كثير من المواقع والأراضي الزراعية ما ادى الى تضاؤل كميات المياه الجوفية المتاحة للري، كذلك اختلاط طبقات المياه العذبة بالمياه المالحة، ناهيك عن تحول الكثير من الأراضي الزراعية الى مناطق سكنية نتيجة الزحف العمراني واقتلاع النخيل لاقامة المنشآت المختلفة... لكن نتساءل هل يتحقق الحلم وتعود البحرين بلد المليون نخلة؛ لأنها رمز الحياة واول القاطنين على الأرض، استضافت الانسان واعطته مفردات اللغة حياتها سكينة وهدوء، ولها سحرها الاخاذ. تنمو بصمت وتموت بعد عمر مديد وان ماتت فتموت وهي واقفة تاريخها عطاء تمنحك الصفاء والنقاء والوفاء، اسرارها كالبحر، زاخرة بالمعرفة تهتك روعة الألوان الطبيعية، توحي لك الشعر فهي واحة الصحراء والروضة الخضراء باسقة خضراء فقد قال فيها شاعرنا المعري:

شربنا ماء دجلة خير ماء

وزرنا اشرف الشجر النخيل

وقال الشاعر العراقي بدر شاكر السياب:

عيناك غابتا نخيل ساعة السحر

أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر

وقد غنى لها المزارع من الفلكلور

يا نخلة في الحوش محلى رطبها

جاها سموم القيظ يبَّس عسقها

وهناك قصائد كثيرة أخرى تغنت بالنخلة، ومنها:

عندما رثى نزار قباني بلقيس قال:

بلقيس...

كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل

بلقيس...

كانت أطول النخلات في أرض العراق

كانت إذا تمشي...

ترافقها طواويسٌ ...

وتتبعها أيائل...

مشروع نخلة في كل بيت

سعيا وراء تمكين الأفراد والعائلات معاَ من العيش في بيوت صديقة للبيئة والتمتع بمناظر حية تسمح بالتنفس والحركة في الهواء الطلق، كما تؤمن في الوقت ذاته نوعاَ من المواد الغذائية الصحية تتوافق مع معطيات البيئة المحلية، لتحقيق هذا الغرض وبأقل تكلفة وبأساليب علمية وتقنية حديثة:

أولاَ:

المساهمة في انجاح مستوى الوعي المجتمعي، وهو أمر بالغ الأهمية نسعى إلى تحقيقه بالاعتماد على الذات متوجهين إلى جميع فئات المجتمع لبث ثقافة العناية والاهتمام بتطوير هذا المشروع المفيد للطفل والأسرة، على حد سواء بمن فيهم المعارف والجيران في بيئة صحية سليمة وضرورة الاهتمام بالمساحات الخضراء ان وجدت، وزيادة رقعتها من خلال تكوين مزارع منزلية في اطار شروط بناء المنازل بالتعاون مع الجمعيات ذات الصلة بالموضوع، مثل جمعية المهندسين الزراعيين والتنمية الزراعية والبلديات وإقامة العديد من ورش العمل وتقديم الوسائل الارشادية التي تدعم هذه الفكرة.

وعليه، فإننا نعلن من هذا المنبر الاعلامي اطلاق الحملة الوطنية لمشروع نخلة لكل بيت، كمشروع وطني متكامل نتطلع من خلاله الى المحافظة على النخلة كموروث حضاري للأجيال القادمة والمستقبلية وتعريف الطفل بمفردات ثمرة الرطب، مثل الخلاص والمرزبان والخنيزي والبرحي، ويعلَّم ذلك في رياض الأطفال؛ لأن ما يعرفه الطفل حاليّاً من الحلويات مثل الكيت كات والماكنتوش وغيرهما من الحلويات الحديثة أكثر مما يعرفه عن ثمر النخلة، فيجب التركيز على النخلة لارتباطها بهوية تراث البحرين منذ القدم، ولما لها من فوائد ومميزات ولملاءمتها لظروف البحرين المناخية، وخصوصاَ انها الشجرة الوحيدة التي يمكن الاستفادة من جميع مكوناتها من ثمارها وليفها وسعفها كمصدر غذائي وحرفي.

لقد تعرضت النخلة لعدة أمور أثرت على استدامتها، وهي: الزحف العمراني، شح المياه العذبة الجوفية، تملح التربة، الاصابة ببعض الآفات الحشرية، مثل سوسة النحل الحمراء.

ان اهمية الحملة تتمثل في تحرك الشراكة المجتمعية لاعادة مكانة النحلة الى المجتمع البحريني وبمساعدة ودعم الجهات المعنية، واعتمادها ضمن شروط المجتمعات السكنية حيث ان الوزارات تبذل مجهوداً شاقّاَ ولا تستطيع تحقيق اهدافها الا بمساعدة افراد المجتمع ورفعها الى الجهات العليا.

اما فيما يخص اهداف الحملة وأهميتها، فهي:

- تعزيز مكانة النخلة لدى المواطنين وزيادة أعدادها.

- السعي لتحسين الظروف البيئية في الأحياء السكنية والمساهمة في توفير مصدر غذاء للمواطنين.

- إضفاء جمال لحديقة المنزل وتوفير الظل وتخفيف الحرارة وتلطيف الجو والتخفيف من وهج حرارة أشعة الشمس خلال فصل الصيف.

- المساهمة في تنقية الهواء والحد من تلوث البيئة.

العدد 4487 - الجمعة 19 ديسمبر 2014م الموافق 26 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً