البحرين

* في سـماء لندن... أوراق شجر نديّة يحضنها الغمام

والشّمس ذابلة كأنفاس مريض.

* وعلى الأرصفة تذرو الرياح... براعم وأزهاراً أنسيّة ذوات فكر ووجدان.

والناس في أمان... تنتظر... ولا تفزع من الانتظار..

في صناديق الاقتراع تكلّ السيوف وتتكسر الرماح وتخرس البنادق وينتصر»الصوت» وتعود (أسكوتلندا) إلى حضن الوطن الأكبر... والكلّ مرتاح... فلا حرب ولا طعان.

* كلّ الأحياء هنا تتنفس... تتنفس عطراً... تتنفس حبّاً... تتنفّس ما شاءت رئة الإنسان. وهموم الفكر هي الإنسان... في لمسات حنان.

* عملاق الشعر «شكسبير» متواضعاً يقف في برد نحاس يستقبل رواد المسرح... ينزع قبعته، ويمد يده للزائرين...

* وبجنبي تمثال جسور وضع إصبعه في عين السلطان...

رفض التكريم من أجل الإنسان.

أقرأ تحت التمثال: توماس كارليل... غارقاً في التأمل، وضع كتبه تحت الكرسي

وكأنها تحبس أنفاسها حذر الكارهين... وشوق العارفين.

كتب عن سيرة أبطال... ثم اختار نبي الإسلام.

* في لندن... يحترم الناس في الإنسان لون قلبـه لا جلده، ومن يدعو إلى فكر مهما كان

ومن في يده كتاب لا مسبحة... ويفيضون حناناً على من هو في الصغر، ومن بلغ به الكبر أو كاد.

عفواً سيدي... قالت لي امرأة... دعني أساعدك في حمل حقيبتك فهي ثقيلة عليك...

* في لندن يجتمع كـلّ الغرب... يولي الوجه إلى المشرق والمشرق «مغرب»، وكأنه يقول: الناس سواسية كأسنان المشط!!

والشمس ذابلة كأوراق الخريف...