مأساة مقهى سيدني مؤلمة. طيلة أيام، ملأت أخبارها الدنيا. حادثة بدأت مأساوية وانتهت دموية. رجل اسمه هارون مؤنس يبلغ من العمر 50 عاماً، يقتحم مقهىً بمنطقة مارتن بليس وهو يحمل علمَ «داعش»، ويحتجز 17 رهينة. تنتهي العملية بمقتل استرالي عمره 34 عاماً واسترالية عمرها 38 عاماً (بالإضافة إلى المختَطِف) وإصابة أربعة آخرين.
هذه الحادثة ليست الأولى في استراليا. ففي سبتمبر/ أيلول الماضي أحبطت شرطة مكافحة الإرهاب هناك عملية ذبح لمواطن استرالي. بعدها قُتِلَ «شاب بالرصاص في مدينة ملبورن بعد مهاجمة ضباط مكافحة الإرهاب بسكين». الجانب المكتوم أو الضائع في كل تلك الحوادث وأجوائها، أنه وبعد كل حادثة، يضع العرب والمسلمون هناك أيديهم على قلوبهم خوفاً من انتقام الاستراليين منهم.
من حق مليون مسلم في استراليا (نصفهم يعيشون في المدينة التي وقع فيها مقهى لينت) أن يخشوا من ردود أفعال مناهِضة للمسلمين. لقد أفادت نسوة يرتدينَ الحجاب في استراليا بأنهن «تعرضن للبصق عليهن» في الوقت الذي دعت فيه «رابطة الدفاع الاسترالية اليمينية» أنصارها «إلى الاحتجاج عند مسجدين كبيرين» في استراليا حسب وكالة «رويترز».
أثناء عملية خطف الرهائن جاء رجل استرالي وصَرَخَ في وجوه الشرطة التي كانت تُطوِّق المكان قائلاً: «شخصٌ ما سيموت هنا بسبب الإسلام. لا يوجد شيء اسمه إسلام معتدل، استيقظوا وافهموا الوضع على حقيقته». نَهَرَه رجل استرالي آخر قائلاً له: «مرحباً بالمسلمين هنا». وعندما طلبت الشرطة من الرجل العنصري الابتعاد، صفَّق لها الجمهور المتجمِّع هناك، مبدين استهجانهم له ولعنصريته، وإبداء التأييد للشرطة.
الشيء الذي يُثلِج الصَّدر، في عملية لَجْم ردود الأفعال العنصرية في استراليا، أنه وبعد الحادث الذي وقع في مقهى لينت، انتشر هاشتاغ على تويتر بين الاستراليين باسم: سأرافقك في الطريق (#Iwillridewithyou). أصل الهاشتاغ انطلق عندما رأت امرأة استرالية كانت في المترو أن راكِبة مسلمة كانت تجلس بجوارها قد نزَعَت حجابها بهدوء قبل أن تغادر المترو خشية أن تتعرض لاعتداء انتقامي وهي تمشي في شارع مظلم.
التفتَتْ لها المرأة الاسترالية، وقالت لها: «ارتدي زيك الإسلامي وأنا سأرافقك في الطريق»، كتعبير منها عن دعم المجتمع الاسترالي لها وللمسلمين في استراليا، رغم الحادث الذي قام به مَنْ يدّعي الانتساب للإسلام.
شخصياً، تتبعت هذا الهاشتاغ، ووجدت أنه ينتشر كالبرق بين الاستراليين على «تويتر». بل إنني قرأت في أثناء البحث أنه قد حقق وخلال 12 ساعة فقط نصف مليون من التداول التويتري.
الحقيقة، أن الأمر يجعلنا نتنبّه، نحن العرب والمسلمين، إلى أن التحدِّي الأكبر أمام الدول، هو ليس معالجة الحوادث الأمنية بشكل صرف، بل معالجة ارتداداتها الشاملة والمزدوجة. قد تكون هناك تأثيرات على السياسة والاقتصاد وعلى قوانين الهجرة والتجريم والقضاء، لكن تبقى ارتداداتها الأكثر أهميةً هي التي تؤثر على اجتماع الناس، وسلمهم الأهلي، خصوصاً وأن تمازجهم وتعاملاتهم متحققة في كل نواحي حياتهم اليومية.
إن استيعاب الدول والشعوب لتلك الارتدادات «اجتماعياً» هو الصورة الجليَّة في كل ما يجري من أحداث، بحيث تستطيع المجتمعات بعقلها الفردي والجَمْعِي، أن تتخلَّص من غريزة الانتقام وأخذ الثأر كيفما اتفق، ومن أي أحد كان، فقط لأنه ينتمي إلى ذات المعتقد الذي يؤمن به الجاني.
المجتمعات الغربية، دخلت في اختبارات حقيقية، كي تُثبت بأنها على قدرٍ من التسامح بالإجمال. فالاندماج والتعايش العربي والآسيوي المسلم لازال قوياً في أوروبا والأميركيتين واستراليا، على الرغم من مئات العمليات الإرهابية والتفجيرات التي جرت على أرضهم، سواءً في الأراضي الأميركية أو البريطانية وعموم أوروبا، فضلاً عن عملية حزِّ الرؤوس التي قام بها إرهابيون لرهائن غربيين في العراق وسورية وأفغانستان وباكستان واليمن وغيرها.
قبل عدة أيام، تظاهر الآلاف في مدن ألمانية وبالتحديد في دريسدن عاصمة سكسونيا، ضد ما أسموه بظاهرة «الأسلمة» في ألمانيا، واستغلال عمليات اللجوء، مُشَكِّلين تحالفاً باسم: أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب. ورغم أنهم (كما يقولون) يتظاهرون بشكل سلمي «ضد الجهاد على الأراضي الألمانية» إلاَّ أن المجتمع الألماني لم يقبل أن يظهر على يمينه خطاب يُشَمّ منه رائحة «عنصرية» أو «تمييزية» حتى.
لم يتحمَّل المجتمع الألماني تلك التظاهرات خشية أن يحدث انشطار في الفسيفساء الاجتماعية الألمانية. فقد خرجت مظاهرات مناهضة لهذه الجماعة، أدت إلى اختفائها من الشوارع بشكل سريع، فاجأ الكثيرين، ممن كانوا يؤمنون بأن «ربع سكان ألمانيا هم عرضةٌ للأفكار اليمينية الشعبوية» حين ظهرت لهم قراءة أخرى.
لقد تحالفت الأحزاب السياسية والكنائس والنقابات في كاسل، وفورتسبورغ ودريسدن ومدن أخرى رافعين شعار: تسامح سكان منطقة الراين ضد الإقصاء والهستيريا. لقد أدى ذلك لأن ينحدر عدد المتظاهرين ضد الأسلمة من الآلاف إلى 70 شخصاً في كاسل و25 آخرين فقط في فورتسبورغ.
هنا، وأمام هذه التطورات والمشاهد، يتوجب أن تصِل رسالتان. الأولى هي أن العالم الغربي ليس كله جورج بوش الإبن ولا طوني بلير اللذين دمَّرا العراق، ولا أن شعوبه هي بذات توجهات أنظمته، بل يجب أن يُذكر أيضاً أن أكثر من خمسين مليون غربي خرجوا في مظاهرات عارمة ضد الحرب على العراق.
أما الرسالة الثانية، فعلى المنظمات المتطرفة التي تدّعي انتساباً للإسلام، أن تعلم، بأن ما تقوم به من أفعال لا إنسانية هو لا يقضم الحاضر العربي والإسلامي في الغرب، بل هو يهدم كامل الجسر الحضاري من باليرمو ولغاية سيدني، لأن أحزاب اليمين هناك، تتغذَّى على حماقاتهم، حين لا تجعل أمام المواطن الغربي سوى الإيمان بالتطرف لمواجهة التطرف. ورغم أن الحال لم يصل إلى هذا الحد إلاَّ أنه أمر ليس بمستبعد في المستقبل إذا ما وصلت الأمور إلى نقطة الانفجار.
العدد 4487 - الجمعة 19 ديسمبر 2014م الموافق 26 صفر 1436هـ
متابع
............. .ليس كل الشعب الاسرائيلي وحوش ضارية ، فيهم السيء وفيهم الجيد ، كثير منهم مضللون كالشعب الأمريكي
.....
متابع
ارتاحت نفسي وأدركت أنه حتى في اسرائيل بشر رائعون
متابع . . . أشياء أخرى تثلج الصدر ، من أمريكا إلى (( اسرائيل )) .. ( 2 )
المفاجأة بالنسبة لي عمل تجربة أخرى بالكاميرا الخفية في (اسرائيل) هذه المرة، حيث يرفض بائع اسرائيلي عنصري البيع لشاب عربي و يقول : لا نبيع للعرب !! (وكلاهما أيضا البائع و الشاب و الشابة ممثلون)، و ردود أفعال الناس هذه المرة كانت فوق التصور فمنهم من رفض الشراء من المحل ثانية نكاية بهذا البائع العنصري ، ومنهن فتاة اعطت حاجياتها التي اشترتها هدية للفتاة العربية ، ومنهم من صاح بالبائع : (في أي عالم تعيش أنت ؟!)، ومنهم عجوز قال : لقد أرضعتني عربية في صغري و تربيت على يد العرب . . .
متابع . . . أشياء أخرى تثلج الصدر ، من أمريكا إلى (( اسرائيل )) .. ( 1 )
هناك فيديو آخر على اليوتيوب للبرنامج الأمريكي الشهير (( what would you do )) حيث عملوا تجربة بالكاميرا الخفية لبائع أمريكي عنصري يرفض البيع لفتاة مسلمة محجبة (وكلاهما البائع و المحجبة ممثلان)، وأخذوا يراقبون ردود أفعال الناس ، و كانت المفاجأة وقوف الكثيرين مع المسلمة المحجبة إلى حد استعمال الحدة مع البائع العنصري ، بل إن أحد الذين وقفوا مع الفتاة المسلمة كان ابنه مجندا في الحرب ضد العراق و لكن لم يمنعه ذلك من الوقوف مع المسلمة والقول : (لن أحضر لهذا المحل مرة أخرى) وهدد بابلاغ الناس بما حصل !!
صوت الجنون أقوى من صوت العقل
وا أسفاه على دين الرحمة
أحسنت أستاذ محمد
المشكلة ليست في داعش بل في أنظمة المسلمين والعرب فمعضمهم أشد من داعش والاخوان والوهابية وغيرهم.
إذهب الى سجون البلدان العربية التي تدعي العروبة والاسلام إذهب اليهم وسوف ترى كيف يعذب من يطالب بحريته وحقه ورزقه ...اذهب الى القضاء العربي ..سوف ترى كيف يبرىء المجرم ويجرم المواطن الغلبان..مثال بسيط ..مصر ماذا فعلت بالرئيس السابق حسني مبارك ..برئته مع مرتبت الشرف..
والأغرب هو تدخل ح.......... وسفراتهم ورشوتهم لمسئولين عرب لتبرئة حسني مبارك...في النهاية أباحوا قتلنا في أرضنا.
ياريت يصلنا تسامحهم
نصارى وكفار لدي المتأسلمين للغرب لكنه يحيا بقيم كبيرة عنوانها التسامح وانظر لنا نحن أبناء البلد كيف يفتك بنا انتقاما ممن يحمل يازعم قيم الاسلام العظيم الذي اقسم ثلاثا بانه وهم لا يومنون به وأقول يزرعون الانقسامات العمودية والأفقية ويشطرون المجتمع او المجتمعات كي لا يلتقي المسلمين من كل المذاهب على قاعدة المواطنة الحقة وأقول ياريت ينعكس وضعنا وتصلنا وهي موجودة في إسلامنا العظيم قيمهم وعدالتهم وحتى حكوماتهم وبرلماناتهم لكنا سعداء لكنه الحظ
القاعدة وداعش وبوكو حرام تنظيمات ومخرجات الإسلام المقلوب
نبي السلام لكل البشر نبي الرحمة للعالمين نبي الأخلاق الفاضلة ليس هذا دينه وليس هذه طريقته وليس هذا ما بعثت به السماء، كفى اساءات للإسلام باسم الإسلام . لقد تم تشويه الصورة الناصعة لأفضل الأديان بأيد هي في الحقيقة ابعد ما تكون عن خلق الاسلام.
حروب النبي وغزواته التي فاقت الثمانين بين سرية وغزوة لم يقتل فيها 800 شخص وهي حروب دفاعية اكثر منها هجومية ويسبقها الانذار. بينما قبل يومين يقتل المجرمون في باكستان قرابة 155 طفل بريء