بدأ المدرب العراقي السابق لمنتخبنا الوطني عدنان حمد وبغرابة كبيرة يُهاجم الاتحاد البحريني لكرة القدم على خلفية إقالته من تدريب (الأحمر)، بعد المباراة الثانية لمنتخبنا في خليجي 22 الشهر الماضي أمام السعودية.

وبعيداً عن رأيي في قرار الإقالة إن كان صحيحاً أم خاطئاً، فإنني أستغرب من هذا الهجوم غير المُبرر من العراقي، وهي مجرد أحاديث أخرجها من بين شفتيه دون أي أدلة أو براهين يستند عليها، فأخذ يوزع الاتهامات يميناً ويساراً ويُهدد ويتوعد دون أي سبب مُقنع، حتى أنه أوصل الأمر للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ونريد أن نعرف السبب (الجوهري) الذي جعله يرفع الأمر للفيفا من خِلال متابعتنا تصريحاته التي لم تتوقف منذ شهر ومؤتمره الصحافي الذي أقامه في العاصمة الأردنية عمَّان، وكان يُناقض نفسه بنفسه فيه. فبعد أن صرح لـ»الوسط الرياضي» قبل شهرين تقريباً من كأس الخليج أنه سيذهب للرياض للفوز بالبطولة وإن المنتخب لديه الإمكانات اللازمة لرفع الكأس، ثم في مؤتمر الأردن قال إن الكرة البحرينية تُعاني من شح المواهب، فأي ارتباط بين هذين التصريحين، فإذا كان منتخبنا يمتلك الإمكانات اللازمة لتحقيق كأس الخليج فهذا يعني ان المواهب موجودة.

وقول المدرب إنه يريد من الاتحاد الدولي أن يرد اعتباره كونه اعتبر إعفاءه من مهمته وكأنه فصل تعسفي، ولكنه لم يذكر ان العقد هو شريعة المتعاقدين، ففي أي وقت من المُمكن أن يقوم الاتحاد بإعفاء المدرب مع تسليم الشرط الجزائي، وفي نفس الوقت المدرب من حقه أن يقدم استقالته في أي وقت يشاء مع الالتزام بالبنود المتعلقة بذلك، وبالتالي فإن أي طرف من حقه إلغاء هذا العقد، ولكن التذرع بأعذار واهية ووصول الأمر لحد الإساءة فهذا الأمر المرفوض، ونحن شاهدنا كثيراً من المدربين العالميين يتم إعفاؤهم من مناصبهم دون أي ردة فعل سلبية منهم، لأنهم في النهاية يحتكمون إلى عقد موقع من النادي والمدرب أو الاتحاد والمدرب، ومن ضمن آخر الشواهد هو إلغاء مانشستر يونايتد عقد مدربه ديفيد مويس مع نهاية الموسم الماضي وتم تسليمه الشرط الجزائي المُقارب من 6 ملايين جنيه أسترليني دون أي ضجة من مويس، بل نسي الأمر وبدأ يُفكر في مستقبله التدريبي إلى أن وصل به الحال إلى ريال سوسيداد الاسباني حالياً، فلو كل مدرب أو لاعب تم إلغاء عقده سيلجأ لمثل مافعله عدنان فإننا حينها سنعيش في وسط من المهاترات والتصريحات التي ليس لها أي داعٍ إطلاقاً. وتساؤلنا هنا... هل كان المدرب يريد أن يسأله أعضاء الاتحاد عن أي طريقة تريدنا إخبارك بها حينما قررنا إلغاء عقدك، فمن أخبر المدرب بالقرار هو رئيس الاتحاد الذي يمثل أعلى رأس في اتحادنا، فأين هي الإهانة في الموضوع؟

وإذا كان العراقي متأكد من كلامه بأن قرار الإقالة جاء من خارج الاتحاد ومن أشخاص أعلى من أعضاء مجلس الإدارة فهذا ليس من شأنه وليس من خصوصياته، المهم أنه استلم القرار من رئيس الاتحاد، ثم أين الدليل على هذا الكلام، لكل الحق في قول ماتقول حينما تستند على أدلة، ولكن أن تتوعد وتُهدد وتصرح بدون براهين ومستندات، فالسكوت حينها أفضل.