عقد مجلس المديرين التنفيذيين لصندوق النقد العربي اجتماعه الثالث والسبعين بعد المئة يوم الخميس (18 ديسمبر/ كانون الأول 2014) برئاسة المدير العام رئيس مجلس الإدارة عبدالرحمن الحميدي، وبحضور جميع الأعضاء، حيث استهل الاجتماع بالترحيب بالشيخ الكبير ولد ملاي الطاهر المحافظ المساعد للبنك المركزي الموريتاني، الذي انضم إلى مجلس إدارة الصندوق ممثلاً لمجموعة المغرب العربي خلفاً لمحمد الأمين الرقاني.

وقد استعرض الاجتماع، تطورات أنشطة الصندوق، وأهم ما قام به في مجالات عمله المختلفة خلال الفترة منذ الاجتماع الأخير للمجلس في سبتمبر/ أيلول 2014، ففيما يتعلق بتقديم القروض والمعونة الفنية للدول الأعضاء، فقد أخذ المجلس علماً بنتائج بعثة المتابعة التي زارت المملكة الأردنية الهاشمية خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 للوقوف على سير تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع الحكومة الأردنية، والذي يغطي عام 2014، والتشاور بشأن عناصر برنامج إصلاح مكمل لعام 2015.

أيضاً استعرض المجلس نشاط الدعم الفني الذي يقدمه الصندوق لدوله الأعضاء، وفي هذا الإطار، استعرض نتائج البعثة الفنية المشتركة بين صندوق النقد العربي والبنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي، التي زارت الجزائر في بداية شهر ديسمبر 2014، تلبية لطلب السلطات الجزائرية الحصول على دعم فني لتعزيز الجهود الحكومية الرامية لتطوير مصارف القطاع العام لتعزيز مساهمتها في تمويل الاقتصاد، وتحسين إدارتها للأعمال لتتوافق مع المعايير الدولية في هذا الشأن. كما أُحيط علماً بالبعثة الفنية التي أوفدها الصندوق للجمهورية الإسلامية الموريتانية، في إطار مبادرة «عربستات»، والتي بدأت عملها يوم 15 ديسمبر الماضي، بمشاركة صندوق النقد الدولي، وارتكزت مهامها على تقديم الدعم الفني لتحديث الحسابات القومية في موريتانيا.

أيضاً استعرض المجلس نشاط التدريب في الصندوق والذي يقوم به معهد السياسات الاقتصادية، حيث تم منذ الاجتماع الأخير للمجلس في سبتمبر 2014 عقد عدد من الدورات عن مشتريات الحكومة، وتطبيق المراجعة الرقابية في إطار بازل III، ونمذجة الاقتصاد الكلي والتنبؤ، والسياسة النقدية وسياسة سعر الصرف. وقد شارك في هذه الدورات عدد من الكوادر العربية بالمؤسسات الاقتصادية والمالية الرسمية في الدول العربية.

من جانب آخر، استعرض المجلس ضمن جدول أعماله تطورات النشاط الاستثماري للصندوق ومنها نشاط قبول الودائع من المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية وأداء المحافظ الاستثمارية، والتطورات في الأسواق المالية العالمية، وكذلك تحديث السياسة الاستثمارية للصندوق لتطوير استراتيجية الاستثمار للأموال المدارة. ومن جانب آخر استعرض المجلس أيضاً تطور العمل في مشروع تطوير إدارة المخاطر وتحديث إجراءات العمل الذي يقوم الصندوق به حالياً.

وفي مجال تطوير الأسواق المالية العربية ومبادرات المعونة الفنية للقطاع المالي والمصرفي في الدول الأعضاء، استعرض المجلس جهود الصندوق في هذه المجالات خلال الربع الرابع من عام 2014، ونتائج التعاون مع اتحاد هيئات الأوراق المالية العربية وشركة طومسون رويترز، والتي تمثلت في تنظيم المؤتمر الأول لأسواق المال العربية، الذي عقد في مدينة دبي يومي

25-26 نوفمبر الماضي، لمناقشة العديد من القضايا والمواضيع المتعلقة بأسواق رأس المال. وقد تم على هامش هذا المؤتمر، التوقيع على مذكرة تفاهم مشتركة بين الصندوق واتحاد هيئات الأوراق المالية العربية، في إطار تعزيز التعاون بين المؤسستين لدعم فرص الارتقاء بأسواق المال العربية. كذلك ناقش المجلس تطورات أنشطة الصندوق من خلال مبادرتي تطوير نظم الاستعلام الائتماني ومركزيات المخاطر، ونتائج الورشة التدريبية التي نظمها الصندوق خلال الفترة (22-25 سبتمبر 2014) بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية وبنك المغرب، لمناقشة القضايا الخاصة بتطوير البنية التحتية للقطاع المالي في الدول العربية.

وفي السياق ذاته، استعرض المجلس نتائج التعاون بين الصندوق وشركات الاستعلام الائتماني بالدول العربية، في تنظيم المؤتمر الدولي التاسع للمعلومات الائتمانية، خلال الفترة 19-21 أكتوبر الماضي في مدينة دبي. وقد نظم الصندوق على هامش هذا المؤتمر، اجتماعاً أولياً لشركات الاستعلام الائتماني في الدول العربية لمناقشة سبل تعزيز التعاون وتبادل التجارب فيما بينها بما يساعد على الارتقاء بمستوى الاستعلام الائتماني في الدول العربية.

كما ناقش المجلس، الترتيبات المتخذة لتنظيم المؤتمر الإقليمي خلال الفترة 14-15 يناير/ كانون الثاني 2015 بالقاهرة، بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية وباستضافة البنك المركزي المصري، بشأن دور السلطات الإشرافية والبنوك المركزية تحديداً في دعم فرص وصول الشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى التمويل.

أيضاً استعرض المجلس تطورات تعاون الصندوق مع المنظمات والمؤسسات المالية الدولية، حيث نظم الصندوق على هامش المؤتمر الدولي لمراقبي المصارف الذي نظمته لجنة بازل للرقابة المصرفية وهيئة الرقابة المصرفية الصينية، خلال الفترة 22-25 سبتمبر 2014، اجتماعاً ضمّ عدداً من أعضاء اللجنة العربية للرقابة المصرفية المشاركين في المؤتمر، لمناقشة أفكاراً أولية عن كيفية تطوير أعمال اللجنة وفقاً لتوصية مجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية. ومن جانب آخر، فقد زار مقر الصندوق، خلال الربع الرابع من عام 2014، وفود متعددة من المنظمات والمؤسسات المالية الدولية، كما قام ممثلون رفيعو المستوى لكل من صندوق النقد والبنك الدوليين ومؤسسة التمويل الدولية وأمانة الأمم المتحدة، بتقديم عروض عن قضايا ذات أهمية للصندوق. وقد شارك الصندوق كذلك في فعاليات الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين التي عقدت في واشنطن خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2014، وتضمن ذلك حضور اجتماعات لجنة التنمية واجتماعات مجموعة الأربع والعشرين. كما شارك في الاجتماعات الوزارية للمجموعة العربية مع كل من رئيس البنك الدولي ومدير عام صندوق النقد الدولي، إلى جانب المشاركة في الاجتماع الوزاري لمبادرة دوفييل للشراكة من أجل التنمية. كذلك عقد وفد الصندوق اجتماعات عديدة مع مختلف إدارات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لمناقشة الأنشطة والمبادرات المشتركة مع هذه المؤسسات.

من جهة أخرى، استعرض المجلس نشاط الصندوق كأمانة فنية لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، حيث نظم الصندوق خلال الفترة 15-17 ديسمبر الجاري بمدينة الدار البيضاء، الاجتماع السنوي الرابع والعشرين للجنة العربية للرقابة المصرفية. وقد حضر هذا الاجتماع ممثلون عن لجنة بازل، وصندوق النقد الدولي، ومجلس الاستقرار المالي، حيث قدموا عروضاً عن آخر المستجدات في قطاع الرقابة المصرفية.