أحيى المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي للعام الثالث على التوالي يوم اللغة العربية، والذي صادف يوم أمس الخميس (18 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، تحت شعار “الاحتفاء بالحرف العربي”.
وفي ذلك قال مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج نجيب فريجي إن ما لا يقل عن نصف مليار شخص يتحدثون اللغة العربية في العالم وأنها تدرس بشكل رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي، كما أنها لغة رسمية في كل دول الوطن العربي، إضافة إلى كونها لغة رسمية في تشاد وإريتيريا وحتى إسرائيل، وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة.
وذكر أن العربية أكثر لغات المجموعة السامية تحدُّثاً، وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، إضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا، منوهاً إلى أن اللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها، وأنها لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
وأضاف أن أثر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولاً، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية، وخاصة المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.
وتابع أنه يكتسي تعدد اللغات، بوصفه عنصراً أساسياً في الاتصال المتناسق بين الشعوب أهمية خاصة جداً بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة، إذ يشجع على التسامح، فإنه يكفل أيضاً مشاركة فعالة ومتزايدة للجميع في سير عمل المنظمة، وكذلك فعالية أكبر ونتائج أفضل ومشاركة أكبر. ورأى ضرورة الحفاظ على تعدد اللغات وتشجيعه بإجراءات مختلفة داخل منظومة الأمم المتحدة، بروح الإشراك والاتصال.
وقال:” قد كان التوازن بين اللغات الرسمية الست، أي الإنجليزية والعربية والصينية والإسبانية والفرنسية والروسية، شغلاً شاغلاً لكل الأمناء العامين، واتُّخذت إجراءات عدة، منذ العام 1946 إلى يومنا هذا، لتعزيز استعمال اللغات الرسمية حتى تكون الأمم المتحدة وأهدافها وأعمالها مفهومة لدى الجمهور على أوسع نطاق ممكن”. وبين أنه وفي إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة لشئون الإعلام قراراً عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم الذي يُحتفل به في 21 فبراير/ شباط من كل عام بناء على مبادرة من “اليونسكو”، للاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. وتقرر الاحتفال باللغة العربية في (18 ديسمبر) كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190 (د-28) المؤرخ (18 ديسمبر 1973) وقررت الجمعية العامة بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
ورأى أنه يتمثل الغرض من هذا اليوم في زيادة الوعي بين موظفي الأمم المتحدة بتاريخ كل من اللغات الرسمية الست وثقافتها وتطورها، ولكل لغة من اللغات الحرية في اختيار الأسلوب الذي تجده مناسباً في إعداد برنامج أنشطة لليوم الخاص بها، بما في ذلك دعوة شعراء وكتاب وأدباء معروفين، إضافة إلى تطوير مواد إعلامية متعلقة بالحدث.
وأضاف أنه تشمل الأنشطة الثقافية: فرق العزف الموسيقية، والقراءات الأدبية، والمسابقات التنافسية وإقامة المعارض والمحاضرات والعروض الفنية والمسرحية والشعبية، كما تشمل أيضاً تجهيز وجبات طعام تعبيراً عن التنوع الثقافي للدول الناطقة باللغة، وإقامة عروض سينمائية وحلقات دروس موجزة للراغبين في استكشاف المزيد عن اللغة.
وقال إن رئيس الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) السفير المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى “اليونسكو”، زياد الدريس أكد على أن قرار الهيئة جاء بالتنسيق مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الذي اقترح على الهيئة الدولية أن يكون الحرف العربي العنوان الرئيسي للاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي للعام 2014، وذلك لما يمثله الحرف العربي من قيمة في الرمز للغة العربية المحتفى بها. وما يمثله كذلك من حضور لافت على مستوى الثقافات والحضارة البشرية بوصفه إحدى الصور التي تجاوزت الرسم التواصلي إلى الأعمال الفنية والإبداعية، وأن الاحتفاء بالحرف العربي يكرس إعادة لفت الانتباه إلى أهميته وجماله، واستحضاراً لقيمته العالية التي تمثل ما يشبه الاتفاق الجمعي العالمي على مكانته في الحضارة البشرية، حيث سيشارك في الندوات المخصصة لهذا الموضوع عدد من الخبراء اللغويين مع جمهرة الكتاب والباحثين والدبلوماسيين والإعلاميين والعاملين في “اليونسكو”، كما سينظم معرض للخط العربي على هامش الاحتفالية يشارك فيه عدد من الخطاطين من مناطق جغرافية متنوعة.
وواصل أن رئيس الهيئة الاستشارية للمؤسسات والهيئات الثقافية والتعليمية والإعلامية في العالم العربي دعا إلى حشد الطاقات للتحضير لهذه المناسبة بما يليق بمكانة اللغة العربية ومدلولاتها الحضارية.
وبدورها قالت رئيس مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: “للعام الثالث على التوالي نلتقي لكي نسجل أن البحرين تحتفي بهذا اليوم ونأمل أن يعود الاهتمام باللغة العربية”.
أما نائب مدير المركز الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، فقد تحدث عن مخطوطات تمبكتو وما طالها من تدمير ومساعي الأمم المتحدة و “اليونسكو” للحفاظ عليها، منوهاً إلى أنه ومن منطلق وجود المركز الإقليمي فقد أطلق مشروعاً لحماية هذه المخطوطات، والذي بين أن هذا الدعم يأتي ضمن استراتيجية المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، الذي تتوافق أهدافه مع اتفاقية التراث العالمي فيما يتعلّق بحماية التراث الثقافي والطبيعي.
وشملت الفعالية مشاركة للخطاط البحريني سلمان أكبر وفقرة موسيقية لمبادرة تاء الشباب محمد الحسن، محمد أسيري وعلي العليوي، فضلاً عن مداخلة لمدير مشروع نقل المعارف طاهر لبيب والذي وصف وضع اللغة العربية في العالم العربي بالمأساوي، داعياً إلى الحفاظ عليها.
وقال: “نحن في وضع لم يعد فيه العربي قادراً على التعبير عن حياته، في ظل تدهور وضع اللغة العربية، وهذا دليل على عجز لغوي، وقد تضمحل يوماً، وقد يصبح لكل بلد عربي لغة خاصة به وقرار الحفاظ عليها هو قرار سياسي ويحتاج إلى جرأة وموقف واحد ومن دون اللغة العربية لن نتقدم فكرياً”.
العدد 4486 - الخميس 18 ديسمبر 2014م الموافق 25 صفر 1436هـ
اشرف اللغات
اشرف و أعظم اللغات انها لغة القرآن و لغة أهل الجنه و شرفها الله و شرف اَهلها عن بقية الخلق
ما اكثر الضجيج
حديث عن اهل البيت عليهم السلام: "ما اكثر الضجيج وما اقل الحجيج"