المدرب العراقي عدنان حمد الذي درب منتخبنا الوطني لكرة القدم لفترة قصيرة قبل دورة كأس الخليج الأخيرة التي أقيمت في الرياض عقد العديد من المؤتمرات واللقاءات التلفزيونية بعد إعفائه من التدريب بسبب سوء نتائج المنتخب في المباراتين اللتين لعبهما في الدورة والأداء الهابط للاعبين.

والإقالة في حد ذاتها ليست غريبة على عالم كرة القدم بل وما أكثرها... وفي مثل هذه الحالات ينفذ ما هو منصوص عليه في العقد والمتمثل في الشرط الجزائي الذي يدفعه النادي او الاتحاد اذا كان هو من طلب الإعفاء والعكس حينما يطلب المدرب ذلك.

إلا أن الغريب في الأمر إصرار المدرب حمد على عقد المؤتمرات الصحافية واللقاءات التلفزيونية التي كان آخرها قبل أيام في المملكة الأردنية مقر إقامته ليتحدث مجددا عن سبب الإقالة ويكرر نفس الكلام الذي قاله للقنوات الرياضية في «خليجي22» وتعرضه للاعب البحريني والقول إنه لا يملك مواهب كروية وهو اتهام باطل يوجد لدينا ألف دليل يدحضه يكفيه نتائج منتخباتنا ولاعبينا في الألعاب الفردية. ولكن الصحيح الذي عجز عنه المدرب هو التغلغل في نفوس اللاعبين وأن يكون قريبا منهم لبث روح الحماس، والإصرار من اجل تقديم أفضل ما لديهم في الدورة بعكس المدرب المساعد مرجان عيد الذي نجح في المباراة الثالثة في الدورة في ما فشل هو فيه.

وأقول له إنه لن يكون أفضل حالا من المدرب العالمي البرازيلي زاجالوا والمدرب البرازيلي كارلوس البرتو اللذين اقالهما الاتحاد السعودي لكرة القدم، كما أنه ليس بأفضل حالا من المدرب البرازيلي اسكولاري الذي اطاح به النادي الانجليزي تشيلسي بعد 5 شهور من تدريبه الفريق. فجميعهم حققوا مع منتخب السامبا ألقابا بطولات كأس العالم لكرة القدم، وهذا لا يعني أنهم مدربون فاشلون، بل هم مدربون عالميون يؤدى إليهم تعظيم سلام، وما حققوه من انجازات كروية سيبقى في سجلات تاريخ كرة القدم العالمية على مر العصور والأجيال.

ولكن ما يحز حقيقة في النفس بأن ما قاله المدرب العراقي عدنان حمد وجميع الوفود الفنية التي وفدت إلى البحرين لمعرفة أسباب تراجع اللعبة عن ضعف البنية التحتية في الأندية وقلة الإمكانات المالية وانعكاسها على مستوى اللاعبين والدوري المحلي، كلها صحيحة وسبق ان كررناها مرارا وتكرارا في مقالاتنا، ونحن لسنا بحاجة إلى خبراء يؤكدون لنا ذلك، وكل ما نحتاجه هو بناء البنية التحتية في الأندية والمراكز الشبابية من ملاعب ومنشات رياضية متكاملة وتوفير المال لأندية الدرجة الثانية والأولى على حد سواء ما دامت تشارك في مسابقات كرة القدم. فعلى سبيل المثال وهو المضحك المبكي ميزانية نادي الاتفاق الذي يقول عنها رئيس النادي الأخ احمد مرزوق إنها لا تكفي رواتب الأيدي التشغيلية من عمال وسواق وفواتير كهرباء وماء ورواتب المدربين والمساعدين واللاعبين وإداري الفرق. فالنادي يتحصل على ما يزيد عن 80 ألف دينار سنويا، فهل هذا المبلغ يكفي لإبرام عقود 3 العاب رياضية (القدم واليد والطاولة) مادمنا نسعى لتطبيق الاحتراف المنشود؟

من واجب الرياضة وكرة القدم البحرينية علينا ان نتوقف عن تنظيم البطولات الاستعراضية التي لا تفيد الا للبهرجة الإعلامية والفذلكة الصحفية. فمثل هذه البطولات والمصروفات الإدارية الكبيرة جدا في الأجهزة الحكومية هي التي أكلت زيادة الموازنة ولم تذهب في مكانها الصحيح.

ختاما اقول إنني في هذا المقال لا أدافع عن اتحاد كرة القدم؛ لان اتحاد كرة القدم قام بالرد عليه وهو ما تقتضيه المصلحة العامة ولكني ارفض ان يشكك أحد في مواهبنا الرياضية التي اعتبرها من أفضل ما يملكه الإنسان البحريني، كما ارفض أن يعلق هذا المدرب شماعة خسارته على اللاعب البحريني الذي يكدح بجد وتفانٍ من اجل فرض موهبته.