صرحت وزارة الصحة بشأن ما نشر حول وفاة المواطن سعيد علي حبيب أبوعلي البالغ من العمر (37 عاماً) من سكنة منطقة النعيم والمصاب بمرض فقر الدم المنجلي (السكلر)، والذي توفي من جراء المضاعفات التي تعرض لها نتيجة إصابته بهذا المرض الوراثي المزمن.
ورداً على ما نشر في صحيفة «الوسط» العدد 4483 يوم الثلثاء (16 ديسمبر/ كانون الأول 2014) في عمود الكاتب قاسم حسين بعنوان (من سعيد أبوعلي إلى وزير الصحة)، تود وزارة الصحة التأكيد في هذا الصدد أن الوزارة تعمل وفق منهجية طبية متكاملة للتعامل مع مرض السكلر في البحرين، ويأتي حرصها واهتمامها بهذا الملف الهام، تنفيذاً لتوجيهات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حيث يبدي سموه حرصاً بالغاً بهذه الفئة وأهمية تسخير أقصى الجهود الطبية الممكنة لمتابعة جميع المصابين بالسكلر وضرورة حصولهم على خدمات علاجية ذات جودة عالية.
وتفيد وزارة الصحة بأنه وبعد الاطلاع على الظروف والملابسات التي أحاطت بوفاة المواطن تبين من البحث ومتابعة الإجراءات التي مر بها المريض من بعد إدخاله مباشرةً إلى المستشفى، أنه قد كانت هناك استجابة سريعة من قبل الطاقم الطبي بمجمع السلمانية الطبي مع حالة المريض، حيث تم إعطاؤه العلاج والدعم المطلوب واللازم في مثل هذه الحالات، ويذكر أن حالة المريض كانت مستقرة وقت الإدخال إلا أنه بدت عليه أعراض مفاجئة عدة، كصعوبة في التنفس ونقص حاد في الأوكسجين، ما حدا بإجراء الفحوصات والأشعة التي يتم إجراؤها في مثل هذه الحالات، والتي كشفت عن تعرض المريض إلى جلطة في الأوعية الدموية المغذية للرئتين، الأمر الذي تسبب في انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم، وبالتالي في حدوث انتكاسة مفاجئة للمريض أدت إلى وفاته، على رغم جهود جميع الأطباء والكادر المختص لإنقاذه.
يشار إلى أن حالة المريض ودرجة حرجها حالت دون نقله للعناية المركزة، حيث إن عملية النقل في حد ذاتها تشكل خطورة جسيمة، لذلك كان من الأجدى ذهاب طبيب العناية المركزة إليه، وليس العكس، وهذا ما حدث بالفعل.
كما يشار أيضاً إلى أن حالة المريض كانت مستقرة في البداية عند دخوله إلى مجمع السلمانية الطبي، فكان إدخاله إلى مبنى أمراض الدم الوراثية إجراءً روتينياً لمثل هذه الحالات، وأن تدهور حالته حينها وحدوث جلطة رئوية مفاجئة له يعتبر أحد أكثر المسببات المعروفة والمؤدية إلى حدوث الوفاة لدى فئة المصابين بفقر الدم المنجلي (السكلر).
علماً أن وحدة العناية المركزة بمجمع السلمانية الطبي هي مخصصة للحالات الخطيرة وغير المستقرة، ولكون مجمع السلمانية الطبي هو المركز الرئيسي في مملكة البحرين الذي tالداخلية - والتي هي حالات تحتاج أيضاً إلى عناية ومتابعة كما هو الحال مع مرضى السكلر - فإن وحدات العناية القصوى فيه والتي تنقسم إلى العناية المركزة للنوبات القلبية والعناية شبه المركزة للجراحات والإصابات البليغة فإنها كثيراً ما تكون ممتلئة بالمرضى مع عدم وجود أسرة شاغرة، وهذا هو حال العديد من الوحدات في أغلب المستشفيات الجامعية والمركزية عالمياً، ورغم ذلك إلا أن هناك سريرين مخصصين بشكل دائم لعلاج حالات مرضى السكلر الطارئة في وحدة العناية المركزة بالسلمانية.
وفي هذا السياق تتقدم وزارة الصحة وجميع منتسبيها بأحر التعازي والمواساة إلى ذوي الفقيد، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
وفي هذا الإطار وبموضوعية تامة ترغب وزارة الصحة ومن خلال الأدلة والبراهين والتقارير الإحصائية الطبية في بيان وتوضيح عدد من الأمور الجوهرية حول ما تناوله كاتب العمود بشأن واقع مرضى السكلر، وأبرز تلك الأمور هي أن عدد وفيات مرضى السكلر في مملكة البحرين هو في تباين مستمر، إذ تشير الإحصاءات التي تم رصدها إلى أن العام 2002 شهد وفاة 18 مريضاً بالسكلر، في حين بلغ عدد الوفيات في العام 2005، 43 حالة وفاة. أما في العام 2012 فقد بلغ 46 حالة وفاة، وفي العام 2013 29 حالة، والمؤشر الذي وصل لهذا العام لعدد حالات الوفاة من جراء حدوث مضاعفات مرض السكلر والبالغ 43 حالة، قد حصل وبالعدد ذاته في العام 2005، الأمر الذي يلخص اتجاه المرض ووتيرته وحدته المتباينة.
وتود وزارة الصحة التوضيح هنا بأن طبيعة مرض السكلر تختلف عن غيرها من الأمراض المزمنة الأخرى، كأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم من حيث عوارض وحدة المرض وأساليب العلاج والأدوية، حيث إن مرض السكلر مرض لا علاج له وهو مرض يعتمد بطبيعته على اهتمام المريض بنفسه وصحته، ما يرفع من معدل الحياة للفرد المصاب بالمرض.
كما أن تقييم مستوى الأداء الصحي المرتبط بمستوى الخدمات الطبية ككل لا يمكن أن يتم قياسه على أساس الارتفاع والانخفاض في أعداد وفيات مرضى السكلر المزمن في البحرين عبر مراحل متباينة، فهذا أمر ليس له أساس من الصحة ولا يراعي مطلقاً الدقة والواقعية في رصد الحقائق، وخاصة أن مريض السكلر يتعرض لمضاعفات مختلفة بشكل وارد، وتتراكم تلك المضاعفات نتيجة طبيعة المرض ومع تقدم المريض بالعمر.
وتود وزارة الصحة ورداً على أبرز النقاط التي تعرض لها الكاتب مشكوراً من خلال عموده أن توضح بأن مرض فقر الدم المنجلي (السكلر) هو أحد الأمراض الشائعة في المملكة، ومن مهام الوزارة الأساسية الاهتمام بهذه الفئة وبذل ما في وسعها من جهود وطاقات من خلال تنفيذ العديد من الخطوات والمشاريع الكفيلة بتقديم الدعم الطبي الشامل للمصابين بهذا المرض، وفقاً لاحتياجاتهم ومتطلباتهم، حيث إن الشراكة المجتمعية القائمة بين وزارة الصحة وتواصلها الدائم مع جمعية السكلر البحرينية، وبتوجيهات صاحب السمو رئيس الوزراء، يتجلى من خلال حرص وزير الصحة صادق الشهابي شخصياً على تنظيم اجتماعات بصورة دورية مع رئيس الجمعية زكريا كاظم، وعدد من الأعضاء إلى جانب الإسهام باستدعاء الطواقم الطبية إلى مثل هذه الاجتماعات، وذلك بهدف تعزيز سبل التواصل والاستماع للملاحظات والمشاكل المطروحة، والتي يتم رصدها بعناية تامة سعياً وراء العمل على إيجاد أفضل الحلول الممكنة، وتعتبر الوزارة تعاونها وتنسيقها المشترك مع جمعية السكلر من أبرز وأهم أولوياتها.
من جهه أخرى تؤكد وزارة الصحة أن افتتاح مبنى أمراض الدم الوراثية مطلع العام الجاري 2014 يعتبر من أهم الإنجازات التي نفذت لصالح المرضى، حيث أسهم وبشكل إيجابي في تحسين الخدمات الصحية الموجهة للمرضى المصابين بالسكلر في البحرين من حيث تواجد مبنى متكامل مجهز بجميع الخدمات والمعدات الطبية والكوادر التمريضية المدربة على التعامل مع هذا المرض، إلى جانب تواجد أطباء مقيمين في هذا الجناح بشكل دائم.
وفي إطار السعى إلى تقييم مستوى الخدمات المقدمة إلى فئة مرضى السكلر في مملكة البحرين، عملت وزارة الصحة وبمتابعة مباشرة من وزير الصحة على الاستعانة بالخبرات المتخصصة من الخارج، وذلك من خلال تنظيم زيارة لطاقم طبي استشاري من إحدى الشركات المعنية بالمملكة المتحدة بهدف تولي مهام تقييم الخدمات الصحية، وإبداء المقترحات ورفع التوصيات الكفيلة بتطوير وتحسين مستوى الخدمات وتحقيق سبل التعامل الأمثل مع تحديات هذا المرض.
وعلى الصعيد ذاته تتواصل جهود التنسيق ومساعي التعاون المشترك مع مستشفى (جونز هوبكنز) الذي يعتبر من أعرق المستشفيات المتخصصة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يضم مركزاً متخصصاً ومعنياً بعلاج مرض السكلر على وجه التحديد، والوزارة هي حالياً بصدد الانتهاء من الاستعدادات اللازمة لزيارة فريق طبي متخصص مبتعث من قبل هذا المستشفى نهاية يناير/ كانون الثاني المقبل، وذلك للاستعانة بخبراتهم في هذا المجال ومقارنة الإجراءات والخطط الطبية والعلاجية المتبعة بالدول المتقدمة الأخرى.
كما تود وزارة الصحة التأكيد على أن افتتاح العيادات متعددة التخصصات بمجمع السلمانية الطبي، والتي تصنف بأنها الأولى من نوعها على مستوى منطقة الخليج في مجال رعاية مرضى السكلر، قد ساهمت في مهام توفير مجمل الخدمات العلاجية والرعاية الصحية الثانوية لمرضى السكلر في البحرين بكفاءة عالية، من حيث توفير 7 عيادات متخصصة إلى جانب عدد من الأطباء الاستشاريين في مجالات أمراض الدم والعلاج الطبيعي وعلاج الألم والصحة النفسية وغيرها من التخصصات الطبية التي تلامس واقع مرضى السكلر واحتياجاتهم المتعددة.
وكما حرصت وزارة الصحة على تقديم الخدمات العلاجية إلى هذه الفئة فإنها لم تغفل أيضاً عن تقديم سبل الرعاية الوقائية من خلال خدمات الرعاية الصحية الأولية المتوافرة بجميع المراكز الصحية المنتشرة في جميع محافظات المملكة، من حيث توافر العيادات المتخصصة لمتابعة مرضى السكلر، وكذلك تقديم فحوصات ما قبل الزواج كإجراءات وقائية بالغة الأهمية، حيث بينت نتائج الإحصاءات انخفاضاً كبيراً وملحوظاً في عدد المواليد المصابين بمرض فقر الدم المنجلي (السكلر) في البحرين كنتيجة إيجابية نظير الجهود التوعوية والتثقيفية القائمة، والتي تعتبر من أهم الخطط المستقبلية للتقليل من فرص الإصابة الوراثية بهذا المرض المزمن.
ختاماً... تتوجه وزارة الصحة بجزيل الشكر إلى صحيفتكم وإلى الكاتب قاسم حسين.
إقرأ أيضا لـ "وزارة الصحة"العدد 4485 - الأربعاء 17 ديسمبر 2014م الموافق 24 صفر 1436هـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
ختاماً... تتوجه وزارة الصحة بجزيل الشكر إلى صحيفتكم وإلى الكاتب قاسم حسين.
وزارة الصحة
الكثير من مرضاء السكلر ينتضرون القتل علي ايدكم البريئة دائما وابدا و تغتزلونها بمقالا لا يعترف بالتقصير والاعتذار
رد متناقض
ويبرر الأاخطا ويحاول تغطيتها. الأفضل ان تعملوا على تلافي الأاخطاء وسد النواقص بدل تسويق التبريرات.
هذا الرد
ادان الوزارة أكثر ولم يبرؤها. كان الافضل ان تعلموا على علاج النواقص وتدارك الاخطاء بدل اللف والدوران. الأاولى بكم العمل على انقاذ أرواح املرضى الذين يموتون خلال 24 ساعة بدل هذا الكلام المصفوف.
رد محمد موسى 3
8-الصحة“طبيعة مرض السكلر تختلف عن غيرها من الأمراض المزمنة الأخرى”
قانون البحرين والوزارة لم يصنف السكلر مرض مزمن، من أنتم؟!
9- الصحة“مبنى متكامل مجهز بجميع الخدمات والمعدات الطبية”
المبنى ليس فيه فريق طبي وأجزته تصادر للسلمانية والمرضى بحاجة لها!!
11- الحديث يطول حول هذا الرد المتهالك والفاقد للمصادقية
شكراً للسيدقاسم حسين على مقالك الذي أصبتهم في مقتل بحقائق عامة وظاهرة
محمد موسى
رد محمد موسى 1
رد وزارة الصحة على مقال قاسم حسين
إفلاسٌ في الحجج وإعترافات متوالية في حقائق طلما أنكرتها وزارة الصحة…
1: إن إعتراف وزارة الصحة بما تصرح فيه (جمعية السكلر) من أرقام وفيات هي الأولى من نوعها
لأنها عادةً ما تنقص من العدد!
2- ذكرت الوزارة الأرقام بأعداد تفوق 45 ضحية في العام، على إنها معدل طبيعي، أمرٌ كارثي، حيث أنها تبرر أي إهمال مسبق أو قادم!
3- ذكرت الوزارة أن حالته تستدعي حضور طبيب العناية له وليس ذهابه للعناية، تهرب من عدم وجود الأسرة بذلك وتخفي طريقة نقل المرضى..
ضحك على أذقان العامة يا سعادة الوزير
هل الضحك على أذقان العامة يوفي حقه بعصرنا الراهن يا سعادة الوزير فالتعلم يا سعادة الوزير إن السلطة الإعلامية ترعب السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية فلا داعي لتبرير الإهمال ...