استيقطت باكستان على يوم حداد أمس الأربعاء (17 ديسمبر/ كانون الأول 2014) بعد أن مقتل 148 شخصاً بمدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور في هجوم مروع لمسلحين من حركة «طالبان» أحدث صدمة في البلاد وشكل ضغطاً على الحكومة لبذل المزيد من الجهود في مواجهة المتشددين المسلحين.
وأوقد الناس الشموع في أماكن مختلفة بأنحاء البلاد وسهروا الليل في أجواء حزينة بينما يستعد الآباء لدفن أبنائهم بعد جنازات جماعية في بيشاور ومحيطها.
وحضر قائد الجيش وحاكم ولاية خيبر باختونخوا إضافة إلى مسئولين كبار عسكريين ومدنيين الصلاة على ضحايا مأساة بيشاور.
وأعلنت حكومة رئيس الوزراء نواز شريف الحداد العام لمدة ثلاثة أيام لكن شغل الناس الشاغل انصب على ما يمكن أن تفعله السلطات لحماية البلاد.
وقال سلمان أحمد والد تلميذة في الصف الثاني «أنا كأب أدين هذه الواقعة. ما حدث كان عاراً. زرع الخوف في قلوب كل السكان. الحكومة يجب ان تنتبه. الحكام بجب أن ينتبهوا ويتخذوا إجراءات».
وكان شريف قد تولى رئاسة الحكومة العام الماضي ووعد بالتفاوض على السلام مع حركة «طالبان» الباكستانية لكن تلك الجهود باءت بالفشل هذا العام مما أضعف موقفه ودفع الجيش لشن حملة جوية وبرية على المتشددين المسلحين على الحدود مع أفغانستان.
من جهة أخرى، قال متحدث باسم الحكومة الباكستانية إن رئيس الوزراء نواز شريف ألغى وقف العمل بعقوبة الإعدام أمس بعد مقتل 132 طالباً وتسعة مدرسين في الهجوم. وقال المتحدث محيي الدين واني إن رئيس الوزراء وافق على قرار للجنة وزارية بالغاء وقف العمل بعقوبة الاعدام.
وقال «لقد تقرر رفع هذا الوقف. ورئيس الوزراء وافق.»
في غضون ذلك وفي تصرف لافت دانت حركة «طالبان» الأفغانية الهجوم على المدرسة، معتبرة أن قتل أطفال يتعارض مع الإسلام.
وقال ناجون من الهجوم إن المسلحين قتلوا أطفالاً تبلغ أعمارهم 12 عاماً خلال الهجوم الذي كان الأكثر دموية. وأكدت حركة «طالبان» الباكستانية أنها أرادت الثأر لمقاتليها الذين قتلوا في الهجوم العسكري الكبير على المنطقة.
وقالت حركة «طالبان» الأفغانية في بيان نشر في وقت متاخر الثلثاء أن «إمارة افغانستان الإسلامية دانت على الدوام قتل أطفال وأشخاص أبرياء في أي ظرف».
وأضافت أن «القتل المتعمد لأشخاص أبرياء، نساء وأطفال يتعارض مع تعاليم الإسلام وكل حكومة إسلامية وحركة يجب إن تلتزم بهذا المبدأ الجوهري».
العدد 4485 - الأربعاء 17 ديسمبر 2014م الموافق 24 صفر 1436هـ