كانت معلمة الجغرافيا المثقفة والتي يعجبني اطلاعها على الكثير من مجالات الثقافة العامة، ترشدنا دائماً إلى ضرورة الحفاظ على الكهرباء وعدم التبذير في أي مورد من موارد الطاقة مذ كنا في المرحلة الابتدائية. وكانت دائماً ما تردّد: «سينفد النفط من البحرين بحلول العام 2000»، فعشتُ هوساً وحالةً من الترقب لأنني قد أحرم من سياقة السيارة التي كنت أحلم بها منذ ذلك الوقت.
اليوم مرّ على الموعد المرتقب أربعة عشر عاماً ومازال النفط موجوداً – وإن شحّ- لكنه ليس بأفضل حالاته، وكذلك نحن؛ فسعر برميل النفط يتراجع، والاقتصاد المحلي يتراجع، والأحلام البحرينية بتوفير سكن ووظيفة وبنية تحتية مناسبة للجميع تتراجع، فيما الدين العام في ازدياد مطرد.
الموارد البشرية تهاجر كلما سنحت لها الفرصة بحثاًً عن الأفضل، بعد أن فتح سوق العمل البحريني أحضانه للكثير من المواطنين الجديد؛ فبوجود كل هذا العدد من المواطنين الجدد الذين لا يعرف أغلبهم اللغة العربية بعد، ولا يعرفون شيئاً عن تاريخ البحرين ولا عادات أهلها، والذين تطالب حكوماتهم بتوفير جامعات خاصة بهم تعلّمهم بلغتهم الأصل، سيكون الوضع أبشع مما لو كان النفط قد نفد بشكل تدريجي، واضطرت الحكومة للبحث عن بدائل تنعش الاقتصاد المحلي وتنقذ البلاد من الغرق في محيط من الديون؛ فالحصول على مسكن كان حلماً للمواطن البحريني قبل كل هذه الأعداد المتزايدة من المواطنين الجدد، وكان عليه أن ينتظر ربع قرن ليحصل على منزل لا يكفي عدد غرفه كل أفراد الأسرة الذين يكون قد تزوّج بعضهم وأنجب، فيما ينتظر أكبرهم الحصول على مكان يضطر لدفع قيمته ربع قرن آخر.
اليوم، والأرض هي الأرض، والمساحة هي المساحة إن لم تتقلص بفعل وضع اليد الذي مازال يستحوذ على الكثير من الأراضي من غير رقيب، ربما تتضاعف هذه الفترة؛ وفي القريب العاجل لن يحصل مواطن على منزلٍ لشحة الأراضي، وسيكون مضطراًً للقبول بشقة سكنية لن يعرف مصيرها بعد ثلاثين عاماً بعد أن تحتاج للهدم أو الترميم.
وفيما تعاني البلاد من أزمة سكنٍ، وأزمة ديون، وأزمة بطالة وهجرة للكوادر البحرينية التي لم تجد فرصاً لها في وطنها، وفي حين لايزال المسئولون والوزراء في يصرحون كل عام بخلاف الواقع، بأن كل هذه الأزمات ستحل خلال عامين، نجد أنها تتفاقم ولا نرى إلا مزيداً من التصريحات حتى صار المواطن لا يستطيع تصديق أي تطمين من الجهات الرسمية.
وبعد كل هذه التطمينات والوعود التي لا تثمر، ربما يلتفت المسئولون في البحرين لتطمينات حقيقية من نوع آخر، كما طالعتنا بها صحيفة خليجية حين «طمأنت» مواطنيها أن المقابر تكفي لعشر سنوات قادمة!
النفط لم ينفد بحلول العام 2000، لكن موارد البلاد جميعها في طريقها للنفاد حتى الأرض التي لن تتسع لجميع الأحياء!
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4482 - الأحد 14 ديسمبر 2014م الموافق 21 صفر 1436هـ
ليس انعاش فقط بل سرير دائم
في السبعنات وماقبلها كان الآلاف من الاسر يمتهنون الزراعه والصيد وجميع الاعمال اليدويه كالبنا والنجاره وبعض الصناعات التي عرف شعب البحرين بالأبداع فيها كصياغة الدهب وتطريز الذهب والنسيج وصناعة السفن وعشرات المهن التي اندثرت كان الناس لاياكلون الااللحم والحليب العربى وبيض البيوت والخضار التي تروى بالدلو وليس بمياه المجاري النتنه ماذا بقى لقد غار الماء وماتت الزراعه ودفن البحر وابتلعت الاراضي وحوطت القرى بالكمبونات وحضر الذهاب لمعظم مناطق البحرين ذهبت ايام صبانا ايام الفرقان ايام الخير والطيبه
من سيئ الى اسوأ
لنرى مجلس "الاجماع الوطني" ما سيفعله
انه ولادة الشعب الموالي الجديد
ما يعملونه يعرفون تبعاته ونتائجه فلا يهم ان ينتظر الفرد مائتين سنة للحصول على بيت الأهم هو ان اكون الفرد الصمد ليس لا احد القرار او المشاركة بمال باطن الأعراض الا برضائه ونقول القادم اسود اسود اسود