وقع مركز عيسى الثقافي والسفارة الألمانية مذكرة تفاهم للتبادل الثقافي والمعرفي في أمسية ثقافية دشنت بمعرض للصور الفوتوغرافية، وعرض فيلم «وداعاً لينين» تزامناً مع مرور 25 على سقوط جدار برلين. وكانت السفارة الألمانية أهدت المركز مجموعة من الكتب والمواد الثقافية المختلفة في إطار التبادل الثقافي والمعرفي، وذلك مساء يوم الأربعاء (10 ديسمبر/ كانون الأول 2014).
جرياً على العرف الذي سنه مركز عيسى الثقافي في توقيع مذكرات التبادل الثقافي والمعرفي مع الكثير من الجهات الدولية والدبلوماسية المختلفة، وقع المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي خلدون أبا حسين مع السفيرة الألمانية زابينه تاوفمان مذكرة تبادل ثقافي، وذلك إسهاماً في تفعيل التعاون الثقافي والتبادل المعرفي بين المركز والسفارة الألمانية، وإتاحة الفرص لإقامة المزيد من الأنشطة والفعاليات الثقافية المشتركة.
وخلال الكلمة الافتتاحية أكد أبا حسن على أن توقيع هذه المذكرة يأتي تحقيقاً لأهداف مركز عيسى الثقافي، وسعياً للتبادل الثقافي والمعرفي، مع مختلف الدول والشعوب في أنحاء العالم، والتعرف على ثقافة الآخر وفهمها واستيعابها، ومد جسور التفاهم والتواصل الحضاري المنفتح على الآخر.
ومن جانبها عبرت السفيرة الألمانية تاوفمان عن امتنانها بتوقيع هذه الاتفاقية وعمق العلاقة وتجذرها مع مملكة البحرين، متطلعة إلى توسيع التواصل الثقافي مع المجتمع البحريني، عن طريق الشراكة مع مركز عيسى الثقافي، لما للثقافة من مكانة خاصة في البحرين وألمانيا، رابطة ذلك بطبيعة التحولات الثقافية والمعرفية التي شهدتها جمهورية ألمانيا الاتحادية.
وشهدت الأمسية افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية عن جدار برلين تزامناً مع مرور ربع قرن على سقوطه، بعدها تم عرض الفيلم السينمائي الألماني «وداعاً لينين» الذي يستحضر أجواء سقوط الجدار 1989 وإعادة توحيد ألمانيا الشرقية والغربية، عبر حكاية تختصر تحولات المرحلة وطبيعة تعامل الألمان معها والمفارقة التي تحدث بين جيلين، جيل صنعه السياسيون المتزمتون للاشتراكية وجيل صنعته مرحلة الانفتاح والعولمة الثقافية، وذلك عبر قصة الشاب ألكس الذي تدخل أمه في غيبوبة جراء اعتقاله أثناء مظاهرة مطالبة بحرية الصحافة وفتح الطريق أمام حرية التنقل، ولا تفيق أمه من غيبوبتها حتى يكون الجدار العازل قد أزيل تماماً وتوحدت الألمانيتان وبدأت بوادر التحول من الاشتراكية المتزمتة إلى الرأسمالية المنفتحة.
وخوفاً من الابن على والدته من الصدمة إذا عرفت بالتحولات التي حدثت وتهاوي البنية الاشتراكية التي طالما آمنت بها وانضمت في فعالياتها، تحدث مجموعة من المفارقات في ظل محاولة الابن إخفاء مظاهر التحول المجتمعي عبر عزل الأم وإعاشتها في صورة الماضي المصطنع الذي جرأه حتى على تبديل علب الأطعمة الحديثة بعلب من العهد القديم، بل وصناعة أفلام مفبركة بالتعاون مع زميله تبين استمرار المرحلة في صورة كوميدية، إلا أن حبل الكذب قصير، إذ تقوم الأم من سريرها وتخرج للشارع، وشيئاً فشيئاً تكتشف الحقيقة، لكن المفارقة الأكبر أن الابن الذي حاول أن يعيش أمه في هذه الكذبة والتمثيليات المصطنعة، وكأنه كان يحاول أن يوقف التاريخ، يكتشف أنه عاش كذبة أكبر، وذلك حين تكشف الأم لهم أنها لم تكن تؤمن بالوضع السابق الذي عاشته في ألمانيا الشرقية ذات الصبغة الاشتراكية القاتمة والقامعة والمتسلطة، وإنما هي اضطرت للقبول بالواقع لتحافظ على أبنائها ونفسها وأثبتت قدرتها على النجاح ومساعدة المعدمين والبسطاء من الناس والدفاع عنهم في ظل وضع صنعه السياسيون الاشتراكيون في ألمانيا الشرقية، ما يؤكد على قدرة الإنسان على النجاح حتى في أشد الظروف قسوة، ويتعالى على الأوهام التي تفرض عليه في ظل أي وضع سياسي أو ثقافي أو اجتماعي، وأن الإنسان لا يستطيع إيقاف التاريخ، وأن حبل الكذب قصير حتى لو تعاون الجميع على حبكه، إلا أن الواقع أكبر من أي وهم أو كذبة يحاول الآخرون إعاشتنا فيها.
العدد 4482 - الأحد 14 ديسمبر 2014م الموافق 21 صفر 1436هـ