حين تفرض على نفسك إجازة إجبارية تبتعد فيها عن القلم بغرض التأمل والتفكر في نتائج الأحداث الرياضية المتسارعة المحلية والدولية، من دون ان تخط به كلمة واحدة تبدي فيها وجهة نظرك، فتلك الفترة لا تعد إجازة إجبارية وليست استراحة قلم، بل هي فترة يشعر فيها الكاتب بأن هناك خللا يشوب حياته، رغم أن لتلك الإجازة أهميتها للتحفيز والاستعداد لما هو مقبل بروح عالية.
في حياتي المهنية الطويلة التي مارست فيها مهنة المتاعب بجانب العمل الحكومي كمدرس ثم موظف في المؤسسة العامة للشباب والرياضة، كانت مليئة بالشد والجذب ما جعلني أعايش الرياضة على حقيقتها دون رتوش، وهو الأمر الذي جعلني أدرك بعد مرور عشرات السنين بأن الرياضة البحرينية تدور في حلقة مفرغة، رغم بداياتها المشجعة الصحيحة، حين تم إشهار المجلس الأعلى للشباب والرياضة وبناء الصالات والأندية النموذجية وزرعت الملاعب الرياضية وتوج ببناء استاد البحرين الوطني.
إلا أن مرحلة الانتعاش صادفتها كبوات؛ بسبب عدم وجود خطة واضحة للارتقاء بالرياضة، تكون بداياتها الأندية والمراكز الشبابية الحاضنة للناشئين والمواهب الواعدة الصغيرة في وجود منشأة رياضية متكاملة بالأجهزة والمدرب المتخصص والإداري الفاهم والإمكانات التي تسهل مهمة العمل ولا تعوق تقدمه... لذلك أقول بأننا كنا نعمل على الوصول الى القمة من دون أن تكون لنا قاعدة صحيحة وبنية تحتية متكاملة نستطيع ان ننطلق منها إلى القمة، فاستضافة بطولة عالمية لا يعني تطورا بل هو قفز على الواقع... لأننا يجب أن نسير خطوة بخطوة وبشكل محسوب ومدروس.
ارجع وأقول بأن القلم لعب دائما دورا في حياتي... ففي فترة من الفترات كنت بفضله قريبا من أصحاب القرار الرياضي أشارك في صناعته. وفي فترة وضعني القلم في خانة المغضوب عليهم والموقوفين عن العمل. إلا إنني لم أحد عن مبدئي ولم أتخل عن قلمي عدا الفترة التي ترأست فيها قسم العلاقات العامة وتعددت المسئوليات الملقاة على عاتقي... حينها كنت أمارس المهنة بقلم العلاقات العامة... ولكن في تلك الفترة التي استمرت 5 سنوات كنت احن للقلم الناقد المتصدي للقضايا الساخنة، وأفكر مليا في تركي العمل الحكومي والتفرغ للقلم.
اليوم وبعد استراحة امتدت أكثر من شهر، أعود إلى صهوة قلمي متأملا أن أخوض في القضايا والمواضيع الرياضية المهمة التي تدور في الساحة...
ففي فترة التأمل صادف الساحة الرياضية العديد من الحوادث الرياضية الهامة التي يستحق التعليق عليها، كان أبرزها انسحاب منتخب كرة اليد من نهائي كأس العالم التي ستقام مطلع الشهر المقبل في دولة قطر الشقيقة... تلك البطولة التي صرفنا من اجل الوصول إليها الكثير من الجهد والتعب والمال، ولكن بجرة قلم تبخر الحلم وأصبح سرابا وأصبحت اللعبة تدفع ضريبة قرار الانسحاب المتسرع. كما أثارت نتائج منتخبنا الكروي في خليجي 22 ضجة كبيرة لأنها جاءت مخيبة للآمال كعادتها... فتلك الخسارة لم تصدمني والنقد الذي كتب حول خسارة المنتخب لم يقنعني؛ لأنني كنت أشاهد في اللاعبين روح الإحباط الذي لم يشاهده مدير المنتخب والإداري والمشرف... فقد كان هناك خللا ما... فبم نفسر أداء اللاعبين المتهالك أمام اليمن والسعودية وابتعاد المنتخب عن مستواه المعهود... بعكس ما حدث أمام قطر بعد الإطاحة بالمدرب عدنان حمد... فهل الخلل في المدرب عدنان وجهازه الفني والإداري الذين عجزوا جميعا عن الوقوف على نفسية اللاعبين وبث روح الوطنية والحماس كما فعل المدرب الوطني مرجان عيد في آخر مباراة للمنتخب أمام قطر والتي كاد فيها المنتخب في لحظة يفوز ويتأهل؟
اختم مقالي بالتعليق على اعتداء مدرب الرفاع على محرر «الوسط الرياضي» حسين الدرازي من دون سبب. وكنت أتوقع ان تبادر إدارة نادي الرفاع في الاعتذار على اقل تقدير عن تصرفات مدربها؛ لان الحادث وقع بوجود عدد من أفراد الجهاز الفني... واستغرب أيما استغراب لسكوتها وكأن الأمر لا يعنيها او أنها ترضى بمثل هذه التصرفات المشينة الدخيلة على مجتمعنا الرياضي، وتسيء بالدرجة الأولى إلى نادي الرفاع كنادٍ كبير يرعى جيلا من الشباب الواعد.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4481 - السبت 13 ديسمبر 2014م الموافق 20 صفر 1436هـ
كيف؟
والله عيب ان يتم الاعتداء على المحرر الرياضي دون ان تعتذر ادارة نادي الفراع.