هددت روسيا اليوم السبت (13ديسمبر/ كانون الأول 2014) باتخاذ اجراءات انتقامية ضد الولايات المتحد ردا على تبني قانون يسمح بتسليم اسلحة فتاكة الى اوكرانيا وفرض عقوبات جديدة على موسكو.
ويأتي هذا التصعيد الكلامي قبل لقاء في روما بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لم يتأكد موعده اذ تتحدث واشنطن عن الاثنين وموسكو عن الاحد.
والنص الذي تم التصويت بالاجماع الجمعة من قبل البرلمانيين الاميركيين يحمل عنوان "قانون دعم الحرية في اوكرانيا" ويسمح ايضا بفرض عقوبات جديدة على روسيا التي تأثر اقتصادها بشدة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الروسية انترفاكس "لا شك اننا لن ندع ذلك يمر بلا رد" على عقوبات جديدة.
ودان "القرارات غير المقبولة" و"المشاعر المعادية لروسيا" التي اثرت على التصويت الذي وصفه النواب الاوكرانيون "بالتاريخي".
ويشكل تصويت الكونغرس خطوة اولى رمزية جدا لاوكرانيا التي تسعى من دون جدوى منذ اشهر الى اقناع حلفائها ببيعها اسلحة لجنودها الذين يعانون من نقص التجهيزات في مواجهة المتمردين المدعومين عسكريا من قبل روسيا كما يقول الغربيون وكييف.
لكن هذا التصويت لا يعني ان اوباما سيسلم هذه الاسلحة الى القوات الاوكرانية.
وحتى الآن فضل الرئيس الاميركي تسليم اوكرانيا معدات "غير قاتلة" مثل رادارات ومناظير للرؤية الليلية وسترات واقية من الرصاص.
من جهتها دعت كييف الاتحاد الاوروبي الى ان "يبقي على الطاولة" امكانية فرض عقوبات جديدة قاسية على موسكو. وقال السفير الاوكراني في بروكسل كونستانتان ايليسييف ان روسيا "تلعب بالنار" و"تحاول ان تذر الرماد في العيون" بشأن دورها في النزاع.
ميدانيا تحدث الجيش الاوكراني السبت عن احد عشر هجوما شنها على مواقعه المتمردون الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق البلاد في الساعات ال24 الاخيرة، وعن طائرة بلا طيار حلقت فوق مرفأ ماريوبول الاستراتيجي آخر مدينة تسيطر عليها كييف في الشرق.
وذكرت صحافية من وكالة فرانس برس ان دوي قصف مدفعي سمع صباح السبت في منطقة بوليتارسكي شرق معقل المتمردين هذا.
واعلن الثلثاء عن هدنة في شرق اوكرانيا حيث اسفر النزاع عن سقوط اكثر من 4634 قتيلا حسب الامم المتحدة، اي اكثر من 300 قتيل اضافي خلال ثلاثة اسابيع.
ويرى اطراف النزاع ان الهدنة محترمة بشكل عام وان كان خمسة جنود ومتطوعين اوكرانيين قتلوا منذ ذلك الحين في مواجهات.
وفي هذا الاطار، اعلنت السلطات الاوكرانية بشكل غير متوقع تعليق الرحلات الى دنيبروبتروفسك وخاركيف (شرق) وزابوريجيا (جنوب) القريبة من الجبهة في شرق البلاد وذلك "لاسباب امنية".
واعتبر سريغي زغورستس الخبير العسكري الاوكراني ان القرار يمكن ان يبرر بان المتمردين حصلوا على اسلحة جديدة مضادة للطائرات او يكون "بمثابة اشارة الى اي جهة معتدية بان مقاتلاتها سيتم اسقاطها".
وتحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية كانت تقوم برحلة بين امستردام وكوالالمبور في 17 تموز/يوليو فوق الاراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا وكان على متنها 298 شخصا.
واتهمت كييف والولايات المتحدة الانفصاليين باطلاق صاروخ حصلوا عليه من موسكو وهو ما تنفيه روسيا اذ تتهم كييف بالوقوف وراء الكارثة.
وعلى الصعيد الثقافي، شهدت الازمة بين اوكرانيا وروسيا تطورا غير متوقع السبت.
فقد امتنعت مدرسة تصميم الرقص في كييف عن قبول المبالغ التي تم جمعها في حفل خيري في مسرح البولشوي بمبادرة من الراقصة سفيتلانا زاخاروفا بسبب دعمها لضم روسيا للقرم.
وكان الحفل الذي حضره راقصون روس واوكرانيون وفرنسيون الاحد الماضي في مسرح البولشوي من اجل اعادة ترميم المدرسة في كييف التي تدربت فيها زخاروفا والتي تعاني من الاهمال، على حد تعبيرها.
وقال مدير المدرسة ايفان دوروشنكو في رسالة نشرتها وزارة الثقافة الاوكرانية ان "الاموال التي تم جمعها خلال الحفل لا يمكن ان تقارن بالاف القتلى ومئات الاف الكيلومترات المربعة من الاراضي وعشرات مليارات الاموال التي خسرتها اوكرانيا"، في اشارة الى النزاع بشرق البلاد بعد ضم روسيا للقرم.