سعدت كثيراً بمستوى الإثارة التي وصل إليها دورينا الكروي مع الجولات الثلاث الأخيرة من القسم الأول والذي شهد تقلبات عديدة على مستوى الصدارة، وأصبحنا نرى في كل جولة فريقاً يتصدر، وبفارق ضئيل للغاية عن الآخرين، والآن مع نهاية القسم الأول فإن الفارق بين المتصدر والفريق صاحب المركز الخامس 4 نقاط فقط لاغير، وكل ذلك مع الاعتراف بأن المستوى الفني يحتاج للكثير والمزيد.

المُلفت للنظر من بين ركب الصدارة هو وجود المنامة مشتركاً مع المحرق في قمة الدوري ولايتقدم المحرق إلا بأفضلية تسجيل هدف أكثر، ولو أن دورينا يعترف بفارق المواجهات المباشرة لأصبح المنامة هو المتصدر كونه تفوق على المحرق في الجولة الثامنة بهدفين لهدف، مع التذكير ان المباراة الفاصلة هي من ستحدد البطل في حالة تساوي فريقين في النقاط مع نهاية الدوري، وجعل المحرق في الصدارة حالياً هو مجرد لأمور ترتيبية لا أقل ولا أكثر حتى لاتكون هنالك (حساسية) منامية من ذلك.

والتصق مسمى نادي المنامة منذ سنوات طويلة بلعبة كرة السلة بالرغم من أن النادي أنجب العديد من اللاعبين التاريخيين في كرة القدم البحرينية، ولكن على صعيد المنافسات والبطولات فإن النادي لم يُحقق أي بطولة لدوري الكبار ولا كأس الملك، وربما لم يصل لمستوى المنافسة التي وصل إليها الموسم الماضي حينما حل وصيفاً للدوري وكذلك الآن وهو شريك في الصدارة مع نهاية مرحلة الذهاب.

ونحن نعلم كثيراً مدى الاهتمام اللافت وغير المسبوق بلعبة كرة السلة من الإدارة المنامية بالإضافة لجماهير النادي، وأنا هنا لا أقول إن ذلك يُعد أمراً خاطئاً ولا أقول إن الإدارة غير مهتمة بلعبة كرة القدم، ولكن الكل يعرف إن كرة القدم هي اللعبة الشعبة الأولى على مستوى العالم، ومن الممكن أن بطولة واحدة كروية تساوي العديد من البطولات في أي لعبة أخرى، ولو كان هنالك إخفاق في كرة القدم سيتحدث عن الجميع لفترة طويلة، وهذا سيكون أقل على مستوى الألعاب الأخرى.

كرة السلة المنامية الآن في الطريق الصحيح، والأمور كلها مستتبة لأن مستوى الدعم المالي والفني والجماهيري يفوق الوصف، وهذا الأمر أقل في فريق كرة القدم، فتصوروا لو أن نصف الجمهور الذي (يزلزل) صالة كرة السلة في النهائيات قد حضر لمباراة للفريق في كرة القدم وآزره بمثل مايحصل هناك، فحتماً ستشاهدون روحاً وحماساً أكبر مما هو موجود حالياً وبفارق كبير جداً، بالإضافة إلى أن الإدارة لو عملت على بعض التعاقدات الجديدة بالذات على صعيد المحترفين في فترة الانتقالات الشتوية فحتماً سيكون الوضع الفني أفضل، بالذات مع تسريح المحترفين البرازيلي سيلفا والهولندي بيتو ووجود فقط محترف برازيلي هو الهداف تياغو، وما أعنيه ان زيادة الاهتمام في لعبة كرة القدم لفترة معينة قد تجلب الكثير لنادي المنامة بالذات كونه مقبل أيضاً على المشاركة الخارجية التاريخية الأولى في بطولة أندية الخليج.

لا أريد أن يفهم البعض كلامي بأنني متحيز للمنامة أو أريد أن يحرز المناميون الدوري، لأن ذلك لايهمني، فما يهمني هو زيادة عدد الفرق المتنافسة في دورينا ليكون في وضعية أفضل، فمثلاً لو تواجد المحرق والرفاع في القمة فهذا وضع طبيعي، ولكن دخول أندية أخرى ستزيد الإثارة والحماس، مع التذكير بأننا في أوقات سابقة أشدنا بما قامت به أندية البسيتين والحد والرفاع الشرقي.