لم يكن يملك الشاب الأفغاني الصغير عباس علي زاده قبل أسابيع سوى الأحلام والطموحات.
لكن الوضع تبدل في أعقاب نشر صورة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تظهره على نحو وثيق الشبه بأسطورة الكونغ فو والألعاب القتالية بروس لي.
في تقرير لموقع "بي بي سي العربية"، تقول إن علي زاده، 21 عاما، لا يملك المال فهو يملك الآمال لاسيما بعد رواج صورته.
ويظهر تركيب صورة حملت عنوان "التنين القديم-التنين الجديد" عباس وهو ينظر في وضع شبيه بصورة لبطل هوليوود.
وبدأ عباس علي زاده يتعلق بمشاهدة أفلام الحركة لبروس لي وهو في سن 14 عاما.
ويحظى أبطال الألعاب القتالية أمثال جاكي شان وبروس لي بشعبية كبيرة في أفغانستان، كما تباع أفلامهم في الأسواق المحلية.
ويسعى عباس، مثل الكثيرين من جمهور الشباب، إلى تقليد حركات بروس لي كما يحرص على تعلم فنون الرياضة بطريقة صحيحة.
واستطاع أن يتلقى دروسا تدريبية في نادي كابول الرياضي، لكن أسرته لم تستطع تحمل نفقات تدريبه كي يستمر، لذا استعاض عباس عن ذلك بالتدريب في المنزل.
وأنهى الشاب حاليا دراسته في المرحلة الثانوية، وفي ظل فقر أسرته أصبح مواصلة دراسته غير وارد.
كما صعبت الأمور بعد إصابة والده محمد رضا ومعاناته من سكتة دماغية أصابته بشلل نصفي.
لكن الأسرة يراودها الآمال في أن يحقق عباس ما يصبو إليه.
يقول محمد رضا :"بدأ ابني من لا شئ عندما كان عمره 14 عاما، ونحن فقراء ولانستطيع أن نلحقه بأحد الأندية."
وأضاف :"أدعو الله كي يحقق ابني أحلامه وأن يصبح بروس لي زمانه."
أحلام وطموحات
يشعر عباس بسعادة عندما يظهر مهارته، واستطاع أن يقدم في ساحة قصر دار الأمان الأثري في كابول مجموعة من الحركات التي جاءت في أفلام شهيرة لبروس لي مثل "قبضة الغضب" و "طريق التنين".
وقال عباس "أريدك أن تلتقط لي بعض الصور حتى يعتقد الناس أني بروس لي الأفغاني".
وأضاف أنه يريد أن يصبح فنانا أو ممثلا شهيرا في تلك الرياضة، مؤكدا أنه لا يستطيع منافسة مثله الأعلى بروس لي.
وتعلم عباس علي زادة حركات بروس لي من خلال دراسته لأفلامه فضلا عن كيفية استخدام سلاح "الننشاكو" التي اشتهر بها البطل.
لكنه بالطبع استحوذ على اهتمام الناس، وأصبح هاتفه لا يكف عن التنبيه لاستقبال مكالمات، كما يتلقى مئات الرسائل والطلبات من الأصدقاء يوميا.
قال عباس "يقول البعض إنهم يفخرون بي، ويعتقد أخرون أن صوري مفبركة، والبعض يطلبون مني أن أقابلهم."
لكن الشاب يفخر حاليا بأنه استطاع اعادة إحياء ذكر بروس لي.
وقال :"بروس لي بمثابة نموذج لمجتمعنا، كرياضي وكشخصية. إنه لن يتكرر وربما لا أكون مثل بروس لي، لكنني أسير على دربه حتى الموت."