«رُب أخ لك لم تلده أمك»... عبارة جميلة تحمل معنى عميقاً... نعم، ففي هذه الحياة نولد ولنا إخوة لم نخترهم نحن، ولكن مشيئة الله أرادت ذلك، وهؤلاء نحبّهم ونتقبل الحسن والسيئ منهم، ولكن هناك إخوة آخرون تجمعنا الأقدار بهم فنختارهم ليكونوا إخوة ورفاقاً لنا نشاركهم الأحزان قبل الأفراح، وتحلو الحياة بهم.
العبارة السابقة كلماتها ساحرة عذبة، لأنها تفيض حباً وحناناً وتقطر طيبة واهتماماً، ولكن ترى لمن نقولها، وهل كل الصداقات نستطيع أن نقول عنها العبارة ذاتها؟!
بالطبع لا، فالصداقة التي تستحق أن تقول عنها هي تلك العلاقة التي تتسم بالطهر والنقاء في الدنيا، ففيها يكون امتزاج روح مع روح وتصافح قلب مع قلب... وهنا الصديقة أو الصديق تستطيع أن تحادثهم ويحادثونك، وحين تفرح تجدهم أول الطارقين لبابك ليهنئوك، وحين تبكي تجدهم أول المواسين لك... وعندما تتوه وتشعر بالغربة ولا تجد من يقف إلى جانبك تبحث وتبحث ولا تجد أحداً يواسيك سواهم... ما أجملها من إخوة مع أناس لم تلدهم أمك باتوا أعزّ من نفسك على قلبك.
لذا أصدقائي أحسنوا اختيار أصدقائكم ورفقاء دربكم، فإن اخترت الصديق الصحيح صحت وزهرت حياتك برفقته، أما إن اخترت الشخص السيئ، فحتماً ستسوء سيرتك لدى الناس، وعليه ستسوء حياتك بأكملها.
أحببت عبر الأسطر السابقة أن أقول لجميع صديقاتي وأصدقائي أنا فخورة بمعرفتكم، فبكم تحلو حياتي وبقربكم أفرح.
مناهل
العدد 4478 - الأربعاء 10 ديسمبر 2014م الموافق 17 صفر 1436هـ