شددت مديرة إدارة تعزيز الصحة، عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية، د. أمل عبدالرحمن الجودر، على ضرورة تكاتف الجميع من مؤسسات بجميع فئاتها وأفراد في المملكة على الترويج لأهمية ممارسة النشاط البدني، والغذاء الصحي، والتعامل معها كقضية وطنية لمكافحة أمراض السمنة والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة وغير المعدية التي تؤثر على الحياة والتنمية المستدامة.

وأشارت الجودر في مقابلة مع «الوسط الطبي» إلى أن وزارة الصحة أعدت استراتيجية لتعزيز النشاط البدني تساهم في الوقاية من الأمراض في المملكة طبقت بعض بنودها ويجري دراسة البنود الأخرى.

وقالت إن الاستراتيجية لا تهدف للتوعية فقط، بل تتعدى ذلك لتشمل تمكين الأفراد من ممارسة النشاط البدني من خلال توفير البيئة المناسبة. وأضافت الجودر، وهي عضو اللجنة الخليجية لتعزيز الصحة والمستشار المؤقت لمنظمة الصحة العامة لتعزيز الصحة، أنهم في سبيل ذلك يعملون في وزارة الصحة مع جهات عديدة كوزارة التربية والتعليم والمؤسسة العامة الشباب والرياضة والمحافظات والمجالس البلدية وغيرها.

هل وضعت الوزراة استراتيجية لتعزيز النشاط البدني تعزز من الوقاية من الأمراض في المملكة؟

نعم، أعدت إدارة تعزيز الصحة بالتعاون مع قسم التغذية بإدارة الصحة العامة وبمتابعة متواصلة من الدكتورة مريم الجلاهمة الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة نائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية مقترح الاستراتيجية الوطنية للغذاء والنشاط البدني وفقاً للاستراتيجية العامة للغذاء والنشاط البدني، وقامت الدكتورة أمل الجودر مديرة إدارة تعزيز الصحة وعضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية والمستشار المؤقت لمنظمة الصحة العامة لتعزيز الصحة بعرضها في اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية برئاسة سعادة وزير الصحة وحضور ممثلي الوزرات الحكومية. وتم الاتفاق على أن يقوم ممثلو الوزارات الحكومية في اللجنة الوطنية دراسة المقترح وإبداء ملاحظاتهم عليها وتوجيه الدعوة إلى الجهات ذات العلاقة وغير الممثلة في اللجنة الوطنية ومازلنا في انتظار الردود من تلك الجهات.

ما أهم ملامح تلك الاستراتيجية؟

تعكس الاستراتيجية الوطنية للغذاء والنشاط البدني المقترحة في مملكة البحرين مبادئ إرشادية عدة لتشكل خارطة طريق لتفعيلها وذلك على النحو الآتي:

- التحول من المداخل ذات المفاهيم البيولوجية الطبية إلى الأخذ بالمداخل ذات الأبعاد السلوكية والاجتماعية والبيئية لتعزيز الغذاء والنشاط البدني من أجل تحسين جودة الحياة والتنمية المستدامة.

- تعزيز المسئولية الذاتية للبحرينيين فيما يتعلق بالسلوكيات الغذائية وممارسة النشاط البدني.

- دمج النشاطات والاستراتيجيات القائمة في مختلف المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتشكيل توجه وطني شامل من خلال الاستراتيجية الوطنية للغذاء والنشاط البدني.

- إشراك جميع القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة المعنية في تفعيل استراتيجية الغذاء والنشاط البدني حيث إن وزارة الصحة لم ولن تستطيع ذلك لوحدها.

- تمكين الأفراد من اتخاذ خيارات الغذاء الصحي والنشاط البدني من خلال إيجاد البيئة المساندة.

- تحسين المحددات الاجتماعية للصحة، والتي تشمل توفير أساسيات العيش الكريم مثل السكن والتعليم والأمن والوظيفة والبيئة الصحية من خلال تضافر الجهود الحكومية والأهلية والخاصة.

- وضع وتنفيذ خطط عمل واقعية متكاملة وطويلة الأمد على المستوى الوطني للغذاء والنشاط البدني بين الأفراد والمجتمع من خلال مشاركة القطاعات الحكومية والخاصة المعنية لتفعيل الاستراتيجية الوطنية.

- دعم البحوث والدراسات المتعلقة بالغذاء والنشاط البدني ومدى ارتباطها بالصحة والمرض وتنفيذ برامج الرصد التغذوي لجميع الفئات العمرية من أجل تقيم تطوير التدخلات والبرامج الموجهة لتحسينها.

- الاسترشاد برؤى وتوصيات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج ومنظمة الصحة العالمية.

هل هي مطبقة أو قيد الدراسة؟

كثير من البنود مطبقة، وبعضها في قيد الدراسة والإعداد.

ما نطاق تطبيق هذه الاستراتيجية؟

يتجاوز نطاق تطبيق الاستراتيجية التوعية بكل قنواتها وأساليبها حول أهمية ممارسة النشاط البدني، فمن المؤكد أن التوعية لوحدها لا يمكن أن تغير سلوكاً. وعليه، فإن الاستراتيجية تشمل تمكين الأفراد من ممارسة النشاط البدني من خلال توفير البيئة المناسبة والداعمة للنشاط البدني كمضامير المشي والحدائق العامة والمجمعات التجارية الصديقة للصحة ومراكز اللياقة المسائية التابعة لوزارة التربية والتعليم ووضع السياسات التي من شأنها تشجع النشاط البدني كإلزام الطلبة بحصص النشاط البدني واحتساب درجة مادة التربية الرياضية في المجموع الكلي للتحصيل الدراسي لكل المراحل.

* ما الجهات التي تشترك معكم في تطبيق هذه الاستراتيجية؟

على سبيل المثال لا الحصر، وزارة التربية والتعليم، وزارة البلديات والتخطيط العمراني، المؤسسة العامة للشباب والرياضة، المحافظات، المجالس البلدية، المجلس الأعلى للمرأة، هيئة شئون الإعلام، القطاع الخاص والجمعيات الأهلية ذات العلاقة.

* دشن في يناير من العام 2010م الاستراتيجية العربية لمكافحة السمنة. هل طلبت الوزارة هذه الاستراتيجية؟

في مثل هذه الحالات يقوم من أعد الاستراتيجية بإيصالها إلى الجهات المعنية، وعليه أعتقد من الأفضل توجيه هذا السؤال إلى معدي الاستراتيجية العربية. ولكن من المفيد معرفة أننا نعمل مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول الخليج ضمن خطة خليجية استرشادية موحدة لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية والتي تشتمل على بند خاص بالغذاء والنشاط البدني، وكذلك مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العامة لدول شرق المتوسط. علماً أن البحرين شاركت في المنتدى الإقليمي رفيع المستوى حول النشاط البدني متمثلة في الدكتورة أمل الجودر وممثلي عن المؤسسة العامة للشباب والرياضة في الفترة بين 24 و25 فبراير/ شباط 2014، كما تم اختيار الدكتورة أمل الجودر ضمن فريق استشاري للنشاط البدني لدول الإقليم، وتم الاجتماع في القاهرة في نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.

ما آخر البرامج والمبادرات التي طرحتها الوزارة لتعزيز أنماط الحياة الصحية؟

برامج التوعية الإعلامية خلال الإعلام التقليدي والجديد، التثقيف بالترفية، المجمعات التجارية الصديقة للصحة، اقبل التحدي، مبادرة تعلم وعلم.

ما الكلمة الأخيرة التي تودين توجيهها، ولمن؟

يجب على الجميع، وأعني حرفياً الجميع؛ من سلطة تشريعية ووزرات ومؤسسات وهيئات حكومية ومؤسسات مجتمع مدني وقطاع خاص وأفراد، النظر إلى مكافحة السمنة وترويج الغذاء والنشاط البدني كقضية وطنية ذات أولوية قصوى لعلاقتها المباشرة بالإنتاجية والتنمية المستدامة وجودة الحياة. ولابد على كل جهة أن تقوم بدورها على أتم وجه، وإلا ستظل الأمراض المزمنة غير المعدية تنخر في المجتمعات وتحد من طاقة الإنتاج والعمل والاستمتاع بالحياة.