العدد 4478 - الأربعاء 10 ديسمبر 2014م الموافق 17 صفر 1436هـ

نداء للمصابين بالسكر...احذروا اعتلال الشبكية

حذّر استشاري جراحة الشبكية والمياه البيضاء، الدكتور طارق سليمان، المرضى المصابين بداء السكر من اعتلال الشبكية السكري. وقال إن التهاون في فحص الشبكية بشكل دوري قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الجهاز البصري.

وقال د. سليمان في لقاء مع «الوسط الطبي»، إن نسبة الإصابة بداء السكري في دول الخليج تعد كبيرة؛ إذ تصل نسبتها لنحو 33 في المئة، خصوصاً إذا قارنها مع دول أوروبا التي تبلغ في نسبة انتشار المرض نحو 7 في المئة. وأوضح: «نستطيع أن نعتبر الانتشار الواسع بهذا المرض أشبه بالوباء».

وبيّن أن مرض السكر لا يقتصر على اختلال نسبة السكر في الدم فقط، بل يؤثر على أجهزة الجسم الأخرى، ومن الأجهزة التي يؤثرها على الجهاز البصري، وخصوصاً شبكية العين، وهي من التأثيرات الخطيرة. وأضاف: «يشكل التأثير السلبي على الشبكية على قدرة الإبصار».

ولفت الاستشاري في مركز العيون التخصصي في عيادات ابن رشد إلى أن الكثير من المرضى في المنطقة لا يتعاملون بحذر كامل مع تأثيرات السكر على العين. وقال: «أعتقد أن سبب ذلك يرجع لقلة الوعي بأهمية مراجعة اختصاصي العيون. فطريقة التعامل السائدة تكون وفق قاعدة طالما أني لا أعاني من مشكلات في العين إذاً لا أحتاج لطبيب عيون». وأضاف: «هنا يكمن الخطأ والخطر، فمريض السكر بحاجة لتوعية لضرورة مراجعة طبيب العيون مرة في السنة للفحص على الشبكية. فالفحص الدوري يمكن الطبيب من التدخل مبكراً وإيقاف أي تدهور في الجهاز البصري»، مشدداً على أن التأخر في طلب العلاج والفحص سيجعل الخيرات أمام الطبيب محدودة، والنتائج المرجوة ستكون أقل بالمقارنة مع التدخل المبكر.

وفصّل د. سليمان في الخيارات العلاجية التي يمكن أن يقدمها استشاري جراحة الشبكية قائلاً: «سجّل الطب الحديث تقدماً هائلاً مكّن الأطباء من تقديم خيارات علاجية أقل ألماً وذات نتائج عالية. فالخيار الأول لعلاج اعتلال الشبكية السكرية استخدام الليزر لكي بعض مناطق الشبكية التي تضررت من السكر. هذا في المراحل الأولية والمتوسطة من اعتلال الشبكية، ويساعد هذا الإجراء البسيط في إيقاف التدهور في حاسة البصر».

وأردف: «حالياً، بدأ علاج جديد عن طريق الحقن - بدأ منذ نحو خمس سنوات - ويعمل على تقليل الارتشاح داخل العين الناتج عن تضرر أوعية الشبكية من السكر. وهو علاج فعّال ويؤدي لتحسن النظر في كثير من الحالات». واستدرك: «لكن في بعض الأحيان يكون المريض بحاجة لأكثر من حقنة تعطى في فترات متباعدة. كما أن أسعار هذه الحقن مرتفعة».

وعن الإجراء الأخير، قال د. سليمان: «العمليات الجراحية - وكثيراً ما نجريها لمراجعين للأسف الشديد - ويأتي هذا الإجراء لإيقاف الزيف في الشبكية أو في حالة وجود تلفيات فيها». وأضاف: «التقنيات التي دخلت على جراحة العين في السنوات الفائتة رفعت من نسب نجاح العمليات لتصل ما بين 80 و90 في المئة، وتجرى من دون الحاجة لخياطة وتحت التخدير الموضعي، ويمكن للمريض أن يخرج من المستشفى في يوم العملية نفسه. وهي أشبه بتقنية جراحة المناظير».

ونوه بأنه كان يجري عمليات الجراحية لعلاج اعتلال شبكية العين السكري أثناء عمله في بريطانيا بمعدل أقل مما يجريها هنا، مرجعاً ذلك لأنظمة الفحص الدوري التي يخضع لها المصابون بالسكري هناك.

وعن العلاج الأمثل لاعتلال الشبكية، قال د. سليمان: «الوقاية خير من العلاج. نفضل كأطباء أن يحافظ مريض السكري على نسبة السكر في الدم في مستوياته الطبيعية، وضبط نسب الكوليسترول، ويأتي ذلك عبر ممارسة نمط حياة صحي». وأضاف: «للعناية دورٌ أيضاً فمن المهم على مريض السكري أن يراجع طبيب العيون للفحص السنوي (مرة كل سنة) للتأكد من سلامة الشبكية، وللمصاب باعتلال الشبكية مرة كل 3 أشهر أو بمقتضى تقييم الطبيب المعالج».

وأوضح: «الفحص الدوري مهم جداً، لأن اعتلال الشبكية قد يأتي من دون أعراض، ولا يحس بها المصاب إلا بعد فترة طويلة تكون فيها المضاعفات على القدرة على البصر كبيرة».

وأشار إلى أن دول المنطقة - التي تكثر فيها نسبة المصابين بداء السكر - تفتقد لوجود برامج وطنية لفحص شبكية العين للمصابين بالسكري. وقال: «أسلفت أن العمليات الجراحية لعلاج اعتلال شبكية العين السكري في بريطانيا قليلة بسبب الفحص الدوري الإلزامي للمرضى. فلا تكتب وصفة العلاج لمريض السكر إلا بعد جلب تقرير من طبيب العيون». وأضاف: «أتمنى تطبيق مثل هذا البرنامج في دولنا، وسيخفف الكثير من آثار السكري على الصعيد الإنساني والاجتماعي والاقتصادي أيضاً».

وأكد أن البحرين يمكن أن تكون سبّاقة في ذلك، نتيجة قدرة المملكة على فحص كل المصابين وفق إجراءات بسيطة. وشدد قائلاً: «من المهم جداً أن نصل للمرضى في أماكنهم، فهناك الكثير من الذين قد لا يستجيبون».

ولفت د. سليمان إلى أن خطة الفحص الوطني يمكن أن تتعاون فيها المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، وهي ليست عملية صعبة، فعبر توفير كاميرات تصور قاع العين في المستشفيات، أو في سيارات متنقلة تزور أماكن التجمعات وإرسالها لاستشاريي الشبكية للاطلاع عليها وإعداد التقارير لكل حالة.

وتمنى أن تنخفض نسبة من يحتاجون لجراحة الشبكية بسبب السكري خلال السنوات المقبلة مع تطبيق برنامج وطني لفحص الشبكية.

العدد 4478 - الأربعاء 10 ديسمبر 2014م الموافق 17 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً