لم يكن القائمون والمشاركون على مشروع المنطقة الزرقاء في مدينة ألبرت لي في ولاية مينيسوتا يتوقعون هذه النتائج التي حققها التغير في أنماط حياتهم خلال سنة.

مصطلح المناطق الزرقاء من ابتكار الكاتب الأميركي دان بيوتنر الذي اكتشف أنه يمكن للإنسان العيش حياة أطول وفي أفضل صحة إذا اتبع أنماط حياة صحية. الاكتشاف تحول لمشروع طبقه على بيوتنر على مدن أميركية منها ألبرت لي.

وكانت نتائج التغيرات البسيطة ذات انعكاسات كبيرة على الصحة، فقد ارتفع معدل أعمار المشاركين الافتراضي في المشروع بواقع 2.9 سنة، وانخفضت خدمات الرعاية الصحية المقدمة لنحو 49 في المئة. إضافة إلى انخفاض في التغيب عن العمل في الشركات المشاركة بالمشروع بواقع 21 في المئة. وقال عنها مدير فريبورن إقليم الصحي، لويس أهيرن، إن «مشروع المناطق الزرقاء ساهم في تطبيق استراتيجيات قابلة للتحقيق نقلت جدول أعمال الصحة العامة بشكل أكبر في عشرة أشهر مع ما يتوقع خلال عشر سنوات».

وللرجوع إلى التغيرات التي جرت على هذه المنطقة فقد تم إنشاء 46 حديقة عامة، مع شروع 44 في المئة من البالغين في ممارسة رياضة المشي، وسجلوا أكثر من 75 مليون خطوة خلال سنة واحدة. كما حظرت المدارس الأكل في الممرات، وتوقفت عن بيع الحلوى لجمع التبرعات.

وانتقلت التجربة لمدن أخرى وحققت نتائج جيدة أيضاً، طبقت فيها أفكار بسيطة جداً من قبيل بناء أرصفة جديدة تربط بين المناطق السكنية والمدارس والمراكز التجارية، وذلك لتشجيع التنقل مشياً على الأقدام والتقليل من استخدام وسائل المواصلات، إلزام المطاعم بإضافة أغذية صحية في قوائم الطعام لديها. إضافة إلى إزالة الصحون الكبيرة من مطابخ المنازل؛ لأنها تشجع على تناول وجبات أكبر. وقام السكان أيضاً بتشكيل حافلات راجلة لمرافقة الأطفال إلى المدارس سيراً على الأقدام.

لكن هل تكفل هذه الإجراءات تعزيز الصحة العامة؟ هنا يؤكد بيوتنر أهمية المشاركين بالمشروع بتطبيق بنوده، وهذا سر النجاح.

سؤال يتبادر إلى الذهن: هل نستطيع في البحرين تطبيق مثل هذا المشروع؟

جوابنا بكل بساطة في « »: نعم، نقدر. قد يرى بعض الناس في هذه الإجابة القاطعة شيئاً من الخيال والحلم.

لكن قناعتنا في «الوسط الطبي» أن تضافر الجهود بين المؤسسات والأفراد في المملكة يمكنها تحقيق نتائج صحية أعلى من المتوقع إذا التزمنا بنمط حياة صحي، والمناطق الزرقاء خير دليل.

وكل عام وأنتم في خير وصحة وعافية.