وعود تذروها الرياح، منذ أن بدأت أبواب المدارس تفتح على مصراعيها، مع بدء أول أيام الفصل الدراسي الأول، وأنا ولي أمره في ذهاب وإياب من وإلى وزارة التربية بغية تخصيص وتوفير وسيلة مواصلات لابني المعاق الذي دائماً ما يستخدم كرسياً متحركاً في إدارة جل نشاطاته وشئون حياته.
وعلى إثر الانتقال الحتمي من المرحلة الابتدائية التي كان عليها العام الماضي وانتظامه في المدرسة الابتدائية التي كانت تقع بجوار منزلنا في منطقة الديه، لم نكن نواجه أي صعوبة تذكر في مسألة توصيله وعودته إلى البيت، ولكن مع حتمية انتقاله إلى مدرسة إعدادية لهذه السنة الجارية 2014/2015 لدى مدرسة أخرى، وهي أساساً بعيدة عن مقر منزلنا، استدعى منا الأمر البحث ملياً عن وسيلة مواصلات تخفف علينا عبء التفكير ملياً في الوسيلة الأفضل، من أجل نقل ابننا بكل يسر وسهولة إلى مقر مدرسته.
فكان الثقل الأكبر قد وقع على عاتقي أنا الأب، حينما أتجشم في كل صباح باكر مسئولية نقله بنفسي عبر مركبتي الخاصة التي تنعدم فيها أي ميزة خاصة بالمعاق إلى المدرسة الإعدادية المقصودة الواقعة بعيداً عن منزلنا في منطقة جبلة حبشي، وهي مدرسة جدحفص الإعدادية للبنين، غير أن ظروف عملي تحول ما بيني وبين سهولة نقله مجدداً من أجل عودته للمنزل خلال وقت الانصراف من المدرسة.
وعلى إثر تلك النتيجة القهرية يتكفل شباب فصله الدراسي بأنفسهم خلال وقت الانصراف بمهمة شاقة عليهم، بحمله بكرسيه إلى داخل الحافلة الكبيرة المخصصة للطلاب الطبيعيين، وأحياناً كثيرة يضطر فيها ابني لتخفيف العبء عن زملائه في الفصل، إلى استخدام طريقة الحبو فوق درجات سلم الحافلة والصعود إلى داخلها وركوبها كي يعود إلى المنزل.
وعلى ضوء ديمومة الحال رغم وعود وزارة التربية بتخصيص مواصلات بشكل سريع لابني المعاق، فإنه لم يتحقق أي شيء على أرض الواقع، وبتنا مع هذا اليوم الذي يوشك فيه أن يعلن قرب انتهاء الفصل الدراسي الأول بلا وسيلة، ولم تكلف وزارة التربية نفسها سوى بإطلاق الوعود تلو الوعود الواهية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
آخر تفاعل بسيط قد أبدته الوزارة حينما منحتني رقم موبايل لأحد السائقين، وأوضحت للسائق خلال الاتصال الهاتفي حاجتي إلى وسيلة مواصلات تقل ابني المعاق، فكان رده مخيباً للآمال بقوله لي إنه لا يستطيع نقله، لأن خط سير الحافلة مختلف عن خط سيره للمنطقة التي يسكن فيها ابني (جبلة حبشي)، لذلك عدت خاوي الوفاض إلى قسم المواصلات بالوزارة، على أمل أن يعمل بكل سرعة يملكها على تخصيص وسيلة مواصلات بديلة عن السابقة، وكانت الوعود ذاتها، ولكن حتى هذا اليوم لم أنل سوى كلام فارغ، وابني في الوقت ذاته بأمس الحاجة إلى الوسيلة التي تخفف عليه عبء الصعود والنزول من الحافلة الكبيرة، وكذلك ترفع عنه الحرج الذي يضطره إلى بذل مجهود وطاقة جسدية هو أحوج إلى ادخارها. على الجهات المسئولة مهمة إلزامية بتخصيص الوسيلة التي ترفع عنه الكلافة والحرج، تطبيقاً لقرارات رسمية تخص تلك الفئة المحتاجة إلى المساعدة... إلى متى نصبر ونصطبر؟
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
أكتب لكم رسالتي هذه، وكلي أمل بالله أن تتم إعادة النظر في موضوع ابني بعين الرأفة والإنسانية. أنا سيدة بحرينية تزوجت من رجل أجنبي قبل أكثر من 20 عاماً. كما أن زوجي قضى أكثر من 35 عاماً في البحرين التي لا يحمل شعوراً تجاهها سوى الانتماء والوفاء والحب، كونها موطن زوجته وأولاده ومقر عمله.
مشكلتي أن ابني تم توقيفه في الثلاثين من أبريل/ نيسان 2014 في سجن الهجرة والجوازات بتهمة الإقامة غير المشروعة، كما صدر قرار إبعاد عن البلاد بحقه.
آلمني الموضوع حد الاختناق، فابني لم يعرف وطناً غير البحرين منذ أن فتحت عيناه على الدنيا. فهو ولد في البحرين وترعرع على ترابها ودرس في مدارسها وصادق أبناءها، ولا يمكن أن يتخيل نفسه لبرهة في وطن غيرها، حتى وإن كان موطن أبيه، فهو لا يعرف أحداً فيه. كما أنني لا يمكن أن أتخيل تطبيق هذا الحكم في لحظة وبتطبيقه ستكون نهايتي، لأنني أعاني من مشاكل صحية في القلب ويوجد تقرير طبي يثبت ذلك. وحكم كهذا كفيل بأن يودي بحياتي. كما ولا يخفى عليكم أن الأب يعاني من بعض المشاكل الصحية في الكلى والضغط والسكري، ما يجعله في حاجة لوجود محمود بجانبه لمساعدته في العمل، وخصوصاً أن عمله حر.
أناشدكم بإعادة النظر في موضوع ابني محمود بعين الإنسانية، ليعود ابني لأحضان أسرته وأحبائه وموطنه الذي لا يعرف غيره، حتى لو كان لا يحمل جوازاً يثبت ذلك، فدليله وإثباته هو حبه للبحرين وولاؤه لها، واستعداده لبذل الغالي والنفيس في خدمة بحرين العطاء.
والدة محمود أحمد علي خاوري
العدد 4478 - الأربعاء 10 ديسمبر 2014م الموافق 17 صفر 1436هـ
واخي يعاني من نفس المشكلة
نحن نعاني من نفس المشكلة فأخي محكوم بالابعاد كونه ولد لأب اجنبي وامه بحرينية
وحكم بالاقامة الغير المشروعة ، فنحن اخوانه واخواته لدينا نفس المشكلة فنحن ايضا بدون جنسية مثله ، كلنا ولدنا وترعرنا في هذه الارض ولانعرف وطنا غيره ووالدنا متوفي وقد اقام في البحرين اكثر من 50 عاما ، وخدم في مؤسساتها ، وقد فمنا بالطعن بالحكم ونحن بالانتظار
الا من حل لمشكلة البدون ابناء الوطن وابناء الام البحرينية
ااااااه من الم والاحساس بغربة وطن داخل الوطن
أم السادة
الله يرده لأحضانش ولا يفرق بينكم طول العمر
حرام عليكم تحرمون أم من ولدها
اعطاه حق امتلاك جواز البحريني
ليش ما تطلعون له جواز بحريني بحكم ان انولد من زوحة بحرينية وزوجها اجنيي له اكثر من 30 سنة بالبحرين .. يعني المجنسين احق منه