تتحقق العدالة ولو بعد حين... الثيمة التي يقوم عليها فيلم «معجزة في الزنزانة رقم 7»، ثالث أفلام مهرجان الفيلم الكوري الذي ينظم عروضه للأسبوع الثالث على التوالي بقاعة متحف البحرين الوطني. الفيلم ينقل ثيمته تلك عبر كل حوادثه وتفاصيله، عبر ميلودراما تفطر القلوب... لكنها تضحكنا في أحيان بكوميديا سوداء.
بعد مشاهده الأولى الممتلئة حباً وعاطفة أبويين، وبعد مشاهد تحمل جرعات لا بأس بها من الكوميديا السوداء التي تنتقد قساً يحمل تاريخاً إجرامياً، ورواد كنيسة يرددون وراء القس كل ما يقول من دون وعي ولا أدنى إدراك، وغير ذلك من المشاهد المضحكة ذات الدلالة. بعد كل ذلك، يفاجئنا الفيلم بجثة طفلة تسيل من جانب رأسها الدماء، ملقاة وسط سوق شعبي مغلقة حوانيته، ورجل يفك أزرار بنطالها. مشهد مروع وامرأة تصرخ بالناس كي ينقذوا الطفلة من براثن هذا الوحش.
يبدو وكأننا أمام جريمة قتل مروعة، وأمام وحش بشري تجرد من أي إحساس ورحمة. لكن الأشياء ليست كما تبدو دائماً، والحكم السريع على ما نراه من دون تريث أو تحقق، هو أكثر الأخطاء فداحة. في الواقع نحن أمام جريمة أخرى تبدأ فصولها مع صراخ هذه المرأة، إذ لم يكن القاتل قاتلاً، ولم تكن الجثة مغدوراً بها. كان رجلاً متخلفاً عقلياً، وهو والد لفتاة صغيرة يتيمة الأم، محب حنون ولا يمكن له أن يؤذي أحداً. والمفاجأة المؤلمة المفطرة للقلوب التي نعرفها لاحقاً أن الفتاة ليست مقتولة، بل هو حادث حاول هذا الرجل أن ينقذها من نتائجه، لكنه لم ينجح.
يُتهم الرجل ظلماً، ويُسجن غدراً، ثم يُجبر على الإدلاء باعترافات حول جريمة لم تحدث. يتم تجاهل تقارير الطبيب الشرعي التي تثبت عدم تعرض الفتاة الصغيرة لخنق أو اعتداء، على عكس ما تفيد به ملفات الشرطة.
يوصم الرجل بالمختطف، قاتل الأطفال، المغتصب، يحتقره الجميع، أسرة الصغيرة المغدور بها أو المتوفاة يودون الانتقام منه ومن صغيرته، الصحافة تشوه سمعته، رجال الشرطة يؤذونه ويعرضونه للضرب والتعذيب، وحتى زملاؤه في السجن يحتقرونه ويؤذونه كلما حانت لهم الفرصة لذلك.
بعد حين، تتكشف الأمور عبر حوادث معينة تتم داخل السجن، وينتبه الجميع حوله بدءاً من رفاق الزنزانة رقم 7 وانتهاء بمدير السجن بأنه لا يمكن لهذا الرجل ذي القدرات العقلية المحدودة، لكنه يحمل حباً جارفاً لكل من حوله، ويمكن له أن يضحي بحياته من أجل إنقاذ الآخرين، لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يقدم على قتل أحدهم فكيف بطفلة في عمر ابنته.
بناء على ذلك، يسعى الجميع لإثبات براءته، ويعملون على فتح ملف القضية ثانية والطعن في الحكم الصادر بإعدامه. يكادون ينجحون لولا ضغط آخر من أطراف أخرى في الشرطة، وتهديد بإيذاء ابنته إن لم يقر بأنه قتل الطفلة وآذاها.
يعترف أمام قاضي الاستئناف بارتكابه جريمة لم تحدث، فيثبت حكم الإعدام. يحدد موعد لتنفيذ الحكم ويعدم في يوم ولادة ابنته. هذه الفتاة الذكية التي تعيش محنة والدها وآلام فقده، لكن يتبناها مدير السجن ويربيها تعاطفاً منه مع وضعها ووضع والدها، ولأنه يعرف تماماً مرارة فقد الأبناء وهو الذي فقد ولد له من قبل.
تكبر الفتاة لتصبح محامية ولتحمل على عاتقها تبرئة ساحة والدها، وإن كان قد أعدم منذ سنوات طوال. تثبت براءته لكن بعد فوات الأوان. لن يرجع حكم القاضي والدها إلى الحياة، لكنه حتماً سيرجع شرف هذا الرجل وسمعته وبراءته من أية وصمة وصم بها جهلاً أو ظلماً.
يعرض الفيلم عند الساعة السابعة والنصف مساء يوم غد الجمعة (12 ديسمبر/ كانون الأول 2014) في قاعة متحف البحرين الوطني. وهو بذلك يختتم مهرجان الأفلام الكورية الذي أقيم على مدى ثلاث أمسيات يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني بعرض فيلم «حفلة تنكرية»، ثم يوم 3 ديسمبر بعرض فيلم «لصوص» وأخيراً الأمسية التي تقام يوم غد بعرض الفيلم المذكور «معجزة في الزنزانة رقم 7».
العدد 4478 - الأربعاء 10 ديسمبر 2014م الموافق 17 صفر 1436هـ
الا في البحرين ماتحدث معجزة
اليكم الله ياشعبي المظلوم
الحقيق
هذا الفلم يعبر عن كثير من القضاياة التى يحكم فيها
البرئ بالظلم
وينفذ فيه الحكم وبعد فترة ربما يكتشف الحكم عنه على خط
وربما لا
واذا حكمتم بين الناس فحكموا بالعدلة