أعلن الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل، أسامة العبسي عن تدشين مسابقة البحرين للوعي المجتمعي في دورتها الأولى للعام 2014-2015، وهي مسابقة سنوية تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي، وتعميم ثقافة احترام حقوق وواجبات العمالة الوافدة، باعتبارها فئة هامة من فئات المجتمع، مشيراً إلى أن المسابقة انطلقت أمس الأربعاء (10 ديسمبر/ كانون الأول 2014).
وقال العبسي: «إن فكرة المسابقة التي تقام بالتعاون مع شركة «ماستركارد» العالمية تقوم على أساس رؤى وأفكار مبتكرة لتوعية الجمهور تصدر عن فئة مهمة من المجتمع وهي فئة الشباب، لما لهذه الفئة العمرية من قدرة على الإبداع، وكفاءة عالية في ابتكار الوسائل المناسبة لإيصال الرسائل بأفضل صورة ممكنة، وأكبر قدرة على التأثير».
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للإعلان عن مسابقة البحرين للوعي المجتمعي، والذي عقد أمس الأربعاء (10 ديسمبر 2014) بفندق الرتزكارلتون.
وأضاف العبسي: «أن الهيئة تعتزم تنظيم هذه المسابقة بشكل سنوي، على أن تسلط الضوء في كل عامٍ على أحد الجوانب المتعلقة بهذه الفئة الهامة، وذلك لما لها من دور في مختلف تفاصيل المجتمع البحريني، لقد ركزنا هذا العام على محور «أهمية دفع أجور العمالة المنزلية»، على أن يوضع في كل عام محور جديد لتوعية الجمهور به ويكون محور المسابقة».
وأوضح العبسي أن زيادة عدد العمالة في البحرين والذي قد يتجاوز 500 ألف عامل يجعل الهيئة تعمل بجهد أكبر لزيادة مستوى الوعي المجتمعي بصورة أعلى في المجتمع، لتشمل جميع أفراد الأسرة، مشيراً إلى أن الهيئة ستواصل الإنجازات التي حققتها المملكة في السنوات الماضية فيما يتعلق بتطور مستوى الاهتمام بحقوق ومشاكل فئة العمال المنزلية.
وعن المسابقة أوضح العبسي أن المتنافسين سيقومون بإعداد وتصميم المادة الإعلامية المقدمة كالفيلم القصير، والتصوير الفوتوغرافي، رسم لوحة فنية، تصميم ملصق إعلاني «بوستر» وغيرها، على أن تعرض على لجنة التحكيم، فيما سيفتح المجال أمام المتأهلين للترويج لأعمالهم بعد ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنه سيفتح المجال أمام الجمهور للتصويت على الأعمال المتنافسة من خلال موقع إلكتروني خاص بالمسابقة، كما ستخصص جوائز نقدية للفائزين والجمهور المشارك في عملية التصويت، ملفتاً إلى أن هناك خمس جوائز للفائزين، فالأولى ستة آلاف دينار، والثانية أربعة آلاف، والثالثة ثلاثة آلاف، والرابعة ألفا دينار، أما الجائزة الأخيرة فهي ألف دينار، في حين ستقدم عشر هدايا إلى الجمهور، قيمة كل جائزة 100 دينار، منوهاً إلى أن الفائزين سيقيم أداؤهم بحسب قيمة العمل الفني، ومدى تأثيره على الناس، في الوقت الذي ستمنح فيه «ماستركارد» جائزتين، وذلك بعد تقييم العمل الفني فقط.
وذكر العبسي أن فكرة المسابقة التي تنظمها الهيئة بالتعاون مع عدد من الشركاء في القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، تعتمد على إشراك فئة الشباب كفئة مجتمعية هامة في توعية المجتمع، على أساس قدرة الشباب على الإبداع واستخدام مختلف التقنيات ووسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجي لإيصال رسالة المسابقة لأكبر عدد من شرائح المجتمع البحريني، مؤكداً أن المسابقة تعمل على مبدأ أن تكون الرسائل مقدمة من قبل الجمهور، وأن يتم الترويج لها من قبل المتسابقين أنفسهم لإيصالها إلى الجمهور المستهدف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار العبسي إلى أن هذه المسابقة تفتح آفاق الإبداع والابتكار للشباب لخلق الفكرة، وتكوين الرسالة، وأسلوب إيصالها وتقديمها إلى أوسع شريحة ممكنة، ما يساهم في خلق تأثير إيجابي على المتلقي.
وأعلن العبسي أنه بإمكان الراغبين في المشاركة زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بالمسابقة، إذ إنه يتضمن المعلومات كافة المتعلقة بالمسابقة وكيفية المشاركة.
وعلى صعيد آخر كشف العبسي أن الهيئة تعمل منذ فترة على إيجاد حلول واقعية لعملية دفع أجور العمالة الوافدة في وقتها حماية لها، كما ينص على ذلك القانون البحريني، إذ أعلن عن تعاون الهيئة مع شركة «ماستركارد» العالمية وشركة «باي» البحرينية لتوفير حلول ميسرة تسهّل على أصحاب العمل دفع أجور عمالتها، وفق أحدث الأساليب، كما تعطي العمالة الوافدة آلية مضمونة لتسلم وسحب وتحويل رواتبها، وسيكون المجال مفتوحاً لأصحاب العمل للانضمام اختيارياً إلى هذا المشروع والاستفادة من هذه الخدمة التي تؤكد على تطور الممارسات الاقتصادية المتعلقة بالعمّال في مملكة البحرين، إذ إن أرباب العمل سيتمكنون من إدخال أجور العمالة مباشرة عن طريق بطاقات «ماستركارد»، ما يساهم في تعزيز ثقافة دفع أجور العمالة من جهة، كما أنه سيمكن من حماية أرباب العمل في حال ادعى العامل عدم دفع أجره.
وأكد العبسي أن تطبيق هذه المبادرة يتوقع أن يكون في أبريل/ نيسان 2015، موضحاً أن الهيئة تحذو حذو دول أخرى في المنطقة كانت قد بادرت إلى وضع حلول مماثلة، ودخلت بالفعل حيز التنفيذ، وشاركت «ماستركارد» العالمية في توفير هذه الحلول في تلك الدول.
وذكر العبسي أن هدف الهيئة هو الحفاظ على سوق عمل منظم يحترم فيه الأطراف كافة التزاماتهم الجوهرية تجاه الطرف الآخر، مشيراً إلى أن التوعية بهذه الالتزامات تأخذ بعداً هاماً لدى الهيئة وخصوصاً فيمت يتعلق بفئة العمالة المنزلية.
وفي ما يتعلق بكون هذه المسابقة محاولة لمكافحة الاتجار بالبشر، قال العبسي: الاتجار تختلف أنواعه ومفاهيمه، فعند التخلف عن دفع أجور العمالة المنزلية مع تعريضها للاعتداء الجسدي هنا يمكن أن يطلق عليه الاتجار، إلا أن التخلف عن دفع الأجر من دون التعرض للعامل هنا يمكن أن يطلق عليه إخلالاً بالعقد التقاعدي بين العامل ورب الأسرة».
وأضاف: «هذه المسابقة هي لتذكير أرباب العمل بأهمية دفع الأجور في موعدها، وذلك لأهمية الأجر للعامل، فتأخيره يوماً يؤثر فيه».
وعن ما إذا كانت هناك نية لتشديد الإجراءات في حال هروب العمالة المنزلية وضمان حقوق الكفيل، أكد العبسي أن هناك علاقة تقاعدية بين مكتب الاستقدام وبين الأسرة، والعمالة ليست طرفاً من هذا التقاعد، إذ إن المكتب هو الوسيط الذي يؤكد للأسرة أن هذه العمالة قادرة على تلبية الاحتياجات، مشيراً إلى أن الهيئة في صدد تغيير العقد النموذجي بين المكتب والأسرة وبين الأسرة والعمالة المنزلية، مبيناً أن سبب التغيير يعود إلى عدم وجود طرف مسئول عن هروب العمالة.
من جهته قال مدير «ماستركارد» في البحرين والسعودية واليمن غيريش ناندا: «تتطلع «ماستركارد» إلى عالم لا يحتاج فيه الناس إلى التداول النقدي للأموال، إذ إنها تشجع على المعاملات المالية إلكترونياً، إذ إن هذا يجنب جميع المستهلكين، وخصوصاً فئة العمالة الوافدة، مخاطر ضياع أو سرقة أموالهم النقدية، إنّ الاعتماد على خدمات «ماستركارد» ومنتجاتها يجلب لهم راحة البال ويمكنهم من تحويل الأموال إلى موطنهم الأصلي بكل سهولة وأمان».
وأضاف: «تقديم «ماستركارد» جائزة التميز الفني للمشاركين في مسابقة جوائز البحرين هي مساهمة مجتمعية منها، لدعم جهود هيئة تنظيم سوق العمل في زيادة الوعي وثقافة احترام حقوق وواجبات العمالة المنزلية في البحرين».
العدد 4478 - الأربعاء 10 ديسمبر 2014م الموافق 17 صفر 1436هـ