طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول الثلثاء (9 ديسمبر/ كانون الأول 2014) الكونغرس بالموافقة على الحرب التي أعلنها الرئيس باراك أوباما على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية، وهو إجراء قانوني رسمي لكن يمكن للإدارة أن تتغاضى عنه.
وخلال جلسة استماع أمام لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ بعد الظهر، دعا كيري الكونغرس إلى التصويت على «السماح باستخدام القوة العسكرية».
وقال كيري إن هذا «يمنح الرئيس أوباما تفويضاً واضحاً والمرونة اللازمة لمواصلة النزاع المسلح ضد الدولة الإسلامية والقوات التابعة لها».
وبموجب الدستور الأميركي فإن قرار إعلان الحرب هو من اختصاص الكونغرس حصراً. لكن الإدارة تجاوزت حتى اليوم هذا الإجراء الرسمي القانوني بشنها غارات جوية في العراق وسورية ضد التنظيم، وذلك استناداً إلى إجازات سابقة باستخدام القوة العسكرية، أولها أصدرها الكونغرس بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 ضد تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» وجماعات أخرى إرهابية، وثانيتها صدرت في 2002 وأجاز فيها الكونغرس غزو العراق.
ولكن كيري ألمح إلى أن الإدارة لن تتوقف عند هذا الإجراء، بقوله إن الحكومة «ستواصل» عملياتها العسكرية حتى وإن رفض الكونغرس إصدار الموافقة. وقال: «لدينا السلطة بموجب الإجازة الصادرة في 2001».
وأوضح أن الرئيس الأميركي ملتزم باستخدام الضربات الجوية فقط ضد مسلحي تنظيم «داعش» في العراق وسورية، بينما شجع الدول في المنطقة على تعزيز أدوارها في هذا الجهد العسكري.
وأضاف كيري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: «الرئيس غاية في الوضوح، وسياسته هي أنه لن يتم نشر القوات المسلحة الأميركية لتنفيذ عمليات قتالية برية ضد (داعش)... هذا ما يريده الشركاء والحلفاء المحليون، ويصب هذا في أفضل مصالح الولايات المتحدة».
أمنيّاً، قالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أمس إن الولايات المتحدة نفذت 20 ضربة جوية ضد التنظيم في الأيام القليلة الماضية. وأفاد البيان أنه منذ يوم الإثنين الماضي نفذت القوات الأميركية 7 ضربات ضد «داعش» في سورية وقادت 13 ضربة في العراق مع الدول الحليفة.
من جانب آخر، كشف إقليم كردستان العراق أمس (الأربعاء) عن مقتل 727 من قواته خلال المواجهات التي تخوضها منذ 6 أشهر ضد المتطرفين في حين يستقبل الإقليم مليون نازح داخلي الأمر الذي يشكل «عبئاً كبيراً» عليه.
ومنذ بدء الهجمات الشرسة التي شنها «داعش» في التاسع من يونيو/ حزيران الماضي، دخلت القوات الكردية في مواجهات تمتد على أكثر من ألف كيلومتر. وقالت وزارة البشمركة في حكومة الإقليم في بيان تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه إنه: «قتل في الهجوم الهمجي الواسع من تنظيم إرهابي باسم داعش 727 وجرح 3564 وفقد 34 آخرون، بينهم عناصر من البشمركة والأسايش (الأمن) والشرطة والمتطوعون».
وأضافت أن «قوات البشمركة تمكنت من إبعاد تنظيم داعش عن العديد من مناطق إقليم كردستان والانتقال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم». وأكد البيان «استمرار وقوف قوات البشمركة ضد هجمات تنظيم داعش بدلاً عن العالم».
في المقابل، أفادت مصادر عراقية أمس بأن التنظيم سيطر على ناحية دجلة شمالي مدينة سامراء. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) إن مسلحي «داعش» سيطروا فجر أمس على ناحية دجلة (مكيشيفة) شمالي قضاء سامراء واحتلوا مقر فوج للجيش العراقي وجميع نقاط التفتيش. وأشارت إلى أن القوات العراقية انسحبت إلى الطريق الرئيسي الذي يربط سامراء - تكريت حيث استهل المسلحون العملية بتفجير شاحنة مفخخة قرب أحد مقار الجيش ما أدى إلى مقتل تسعة جنود وإصابة خمسة آخرين بجروح رافقها قصف بقذائف الهاون.
من جانب آخر، أعلنت الشرطة العراقية مقتل 32 شخصاً غالبيتهم من عناصر «داعش»، وإصابة ثلاثة مدنيين واختطاف تسعة مدنيين في حوادث عنف متفرقة في مدينة بعقوبة.
العدد 4478 - الأربعاء 10 ديسمبر 2014م الموافق 17 صفر 1436هـ