العدد 4476 - الإثنين 08 ديسمبر 2014م الموافق 15 صفر 1436هـ

رئيس الوزراء يشدد على ضرورة عدم استغلال حقوق الإنسان كوسيلة للتدخل في الشئون الداخلية للدول

قال رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إن الانحراف بالمبادئ العالمية لحقوق الإنسان واستغلالها كوسيلة لاختراق المجتمعات وانتهاك خصوصياتها الثقافية والحضارية وتهديد السلم الأهلي للشعوب والتدخل في شئون الدول الداخلية هو أمر غير مقبول.

وأكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن أهداف ومقاصد المبادئ العالمية لحقوق الإنسان هي غايات نبيلة توافقت عليها إرادة البشرية من أجل الحفاظ على الكرامة الإنسانية، وعلى المجتمع الدولي أن يبذل مزيدا من الجهود لصونها واحترامها من أجل عالم أكثر تعايشا وأمنا واستقرارا.

وقال سموه في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان الذي يصادف يوم غد الأربعاء ويقام هذا العام تحت شعار " حقوق الإنسان 365"، أنه في ظل التحديات المتعاظمة التي تواجهها الأسرة الدولية مع تنامي أخطار التطرف والإرهاب، فإن حق الإنسان في الأمن والعيش بسلام في مناخ من الاستقرار يمثل مطلبًا ملحًا لا يمكن التنازل عنه أو التفريط فيه بأي حال من الأحوال.

وشدد سموه على أن جهود المجتمع الدولي على صعيد التنمية المستدامة وتحقيق أهداف الألفية الإنمائية يجب أن تتواصل وتتعزز حتى يتحقق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي الذي يشكل ضمانة حقيقية لترسيخ حقوق الانسان وصيانتها.

ودعا سموه المجتمع الدولي إلى تبنى رؤية شاملة للتعامل مع مختلف الأخطار والأزمات التي تهدد العديد من مناطق العالم بما يسهم في نشر ثقافة السلام وتحقيق الأهداف التي جاء بها ميثاق الأمم المتحدة.

وأكد سموه أن مناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان سنويا تمثل فرصة لأن تتكاتف الجهود الدولية لترسيخ أسس نظام دولي يقوم على العدالة والاحترام المتبادل من أجل توفير بيئة تضمن لجميع الأمم والشعوب الحياة في سلام وأمن وازدهار.

وقال سموه "إن كل حق يقابله واجب، وترسيخ حقوق الإنسان على أرض الواقع لا يمكن أن يؤتي غرضه إلا أذا قام كل فرد في المجتمع بما عليه من واجبات تجاه وطنه وفي مقدمتها المحافظة على المكتسبات والمشاركة الإيجابية في جهود البناء والتطوير ونبذ العنف والتطرف والتصدي لكل مساعي الفوضى والتدمير".

وانتقد سموه المحاولات الهدامة لاستخدام مفاهيم وقيم حقوق الإنسان لنشر الفوضى والخراب وبث الشقاق والفرقة من قبل مجموعات تناست أن هذه الحقوق التي توافقت عليها جميع الشعوب ونادت بها جميع الشرائع والأديان، ليس لها من هدف سوى حماية حق البشر جميعا في حياة آمنة وكريمة على كافة المستويات.

وأكد سموه أن احترام وصون حقوق الإنسان في مملكة البحرين بقيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة هو ركيزة أساسية من ركائز التنمية الشاملة القائمة على إيمان راسخ بأن حفظ كرامة المواطن وصون حقوقه وتلبية متطلباته هي هدف وغاية كل جهد تبذله الحكومة.

وجدد سموه التأكيد على احترام مملكة البحرين ووفائها بالتزاماتها وتعهداتها الدولية، وما أقره ميثاق العمل الوطني ودستور المملكة الذي كان سباقا في اتخاذ التدابير التي تعزز وتحفظ حقوق الإنسان للجميع بلا استثناء.

وشدد سموه على أن كفالة البحرين لمبادئ المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات دون تمييز بسبب العرق أو اللغة أو الدين أو الجنس أو الرأي، جعل منها نموذجا للتعايش البناء بين المذاهب والأديان ورمزا لحوار الحضارات والثقافات، مؤكدا سموه أن الإدعاءات المغرضة التي تستهدف تشوية صورة المملكة المشرقة لم تعد تجدي نفعها أمام الحقائق التي تفندها على أرض الواقع.

وأكد سموه أن الانتخابات التي جرت مؤخرا في مملكة البحرين، في أجواء اتسمت بالنزاهة والشفافية والمشاركة الواسعة من كافة أطياف الشعب، برهنت للعالم أجمع على صواب نهج البحرين، وحرصها على تمكين أبنائها جميعا من المشاركة في صياغة مستقبل وطنهم كحق من حقوقهم وواجب وطني أثبتوا من خلاله رغبتهم الأكيدة في المساهمة في البناء على ما تحقق من مكتسبات وإنجازات لصالح الوطن ومواطنيه.

ونوه سموه بمبادرة جلالة الملك لإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان، مقرها مملكة البحرين، يناط بها وضع الأسس المناسبة لحقوق الانسان ومنع الانتهاكات في العالم العربي على غرار المحاكم الأوروبية والأميركية والافريقية لحقوق الانسان.

وأكد سموه بأن هذه المبادرة الرائدة التي وافق عليها مجلس جامعة الدول العربية جار العمل على تنفيذها وسوف تصبح واقعا ملموسا في القريب العاجل.

وشدد سموه على أن دعم الحكومة البحرينية لكل جهود بناء مجتمع مدني تعددي يعزز من التطورات الإيجابية على صعيد الحريات والانفتاح وضمان حرية الرأي والتعبير المكفولة للجميع.

وفي الختام، أشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بما تقوم به الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون من أجل ترسيخ وصيانة حقوق الإنسان، مؤكدا سموه أن مملكة البحرين تعمل وعلى نحو وثيق مع مؤسسات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إطار التزامها الشامل بدعم كل جهد جماعي يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في العالم.

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً