العدد 4475 - الأحد 07 ديسمبر 2014م الموافق 14 صفر 1436هـ

أميركا: محادثات السلام بليبيا قد تفشل بسبب تدخل دول في الشرق الأوسط

قال مسئولون أميركيون كبار إن الولايات المتحدة ليس لديها آمال تذكر في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في ليبيا لأن دولا في الشرق الأوسط تتحدى المطالبات بإنهاء الحرب التي تدور بالوكالة في البلاد.

ووجه مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا برناردينو ليون الأسبوع الماضي الدعوة للفصائل الرئيسية للاجتماع يوم غد الثلثاء لبدء حوار بروح من "الموضوعية والمصالحة" ولكن لم يتم الإعلان عن موعد ومكان اللقاء.

وقال مسئولون أميركيون إن مصر والإمارات العربية المتحدة وقطر وجميعها دول حليفة للولايات المتحدة تواصل حث الفصائل المحلية على القتال بدلا من المصالحة.

وتساءل مسئول أميركي رفيع طلب عدم الإفصاح عن اسمه "ما هو الهدف؟ ما هي خطة النجاح هنا؟ يبدو جليا أنه كلما زاد عدد الدول الأجنبية الضالعة في ليبيا زادت حالة عدم الاستقرار في الوضع."

وتدعم مصر والإمارات العربية المتحدة الحكومة المعترف بها دوليا بقيادة عبد الله الثني التي تعمل في شرق البلاد. ويقول مسئولون أمريكيون إن قطر تساعد قوات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس ولكن قطر تنفي ذلك.

وفي الأسبوع الماضي قالت حكومة الثني في بيان إن قواتها بدأت هجوما عسكريا لاستعادة طرابلس. وتحالفت حكومته مع اللواء السابق خليفة حفتر الذي أعلن الحرب على الإسلاميين في مايو أيار.

ويقول محللون أميركيون إن الحكومة المصرية بشكل خاص قوضت في الأسابيع الماضية المساعي الدبلوماسية من خلال دعمها لحفتر الذي شن سلسلة من الضربات الجوية. وقالوا إن ذلك شجع الثني.

وقالت كلوديا جازيني المحللة البارزة في شئون ليبيا في مجموعة الأزمات الدولية المستقلة إن القوات الشرقية نما لديها اعتقاد مفاجئ فيما يبدو أن بمقدرها استعادة البلاد بأسرها. وقالت "لا أعتقد أن هذه العقلية ممكنة من دون دعم مصر سرا وعلانية."

وشدد المسئولون الأميركيون البارزون على أن الانقسامات القبلية والسياسية العميقة هي المصدر الجوهري للصراع الذي اندلع بعد انتفاضة عام 2011 المدعومة من حلف الأطلسي والتي أنهت حكم معمر القذافي.

وجعلت مصر والإمارات العربية المتحدة ليبيا جزءا من حملتها لسحق جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الإسلاميين معلنة إياها جماعة إرهابية. وتؤيد قطر الإخوان وغيرهم من الإسلاميين الذين تقول إنهم معتدلون.

وفي نموذج مشابه لما يجري في سوريا فإن الفوضى الناتجة تفيد الجماعات الليبية المتشددة التي أعلن بعضها نفسه حليفا لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقال مسئول رفيع آخر في الإدارة الأميركية "ما لا نراه حتى الآن هو كيف نربط هذه الأشياء بعضها ببعض."

وتقول واشنطن إنها قضت شهورا وهي تحاول تخفيف الخصومات داخل ليبيا وخارجها. والتقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في سبتمبر أيلول مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة وحثه على ترك الليبيين يقررون مصيرهم بأنفسهم.

وفي نوفمبر تشرين الثاني هدد مسئولون أميركيون بفرض عقوبات على الفصائل الليبية التي تواصل القتال وحثوا القوى الإقليمية على دعم الحوار لا التحرك العسكري.

ولكن بعد أسبوعين دعا السيسي الولايات المتحدة إلى مساعدة رئيس الوزراء المنتخب في ليبيا في سحق إسلاميي ليبيا.

وقال بن فيشمان الخبير في شؤون ليبيا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن نية واشنطن كانت تتركز بوضوح على حملتها على مقاتلي داعش.

وأضاف "ما دام التركيز الأساسي للسياسة الأميركية في المنطقة ما زال هو الدولة الإسلامية وإيران.. فمن الصعب للغاية تشكيل تحالف جديد في محاولة لتصحيح المسار في ليبيا."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً