العدد 4475 - الأحد 07 ديسمبر 2014م الموافق 14 صفر 1436هـ

ديريك بلاملي يودع لبنان قريبا ويبدأ فصلا جديدا من حياته

نيويورك - إذاعة الأمم المتحدة 

تحديث: 12 مايو 2017

يستعد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، ديريك بلاملي، إلى مغادرة منصبه والبلاد قريبا بعد أن أمضى حوالي سنتين في خدمة الأمم المتحدة في لبنان.

وفي حوار مع مي يعقوب من إذاعة الأمم المتحدة تحدث بلاملي عن الوضع الراهن خاصة في ظل أزمة اللاجئين السوريين وعمل الوكالات الأممية في الميدان ونقص التمويل والشواغل اللبنانية العديدة، بما فيها الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الصراع السوري الذي بدأ في ريبع عام 2011.

الهولاندية سخريد كاخ، التي كانت تشغل منصب المنسق الخاص لبعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية المشتركة للقضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية للجمهورية العربية السورية، ستخلف بلاملي قريبا. وفي سؤال حول النصيحة التي قد يقدمها لها لتنفيذ ولايتها الجديدة، قال بلاملي إن لبنان بلد صغير ولكن سياسته معقدة جدا و"من الجيد جلب عينين جديدتين للمنصب ولكن من المهم أيضا أن تفتح كاخ آذنيها بشكل جيد للاستماع إلى مشاغل الناس والاستجابة لها بشكل أفضل".

 

و مايلي نص الحوار:

إذاعة الأمم المتحدة: السيد بلامبلي تولت منصبك في يناير 2012 قبيل بدء الاضطرابات في البلد المجاور سوريا. لو أردنا مقارنة الوضع في بداية الأزمة، والآن، كيف تصفه ذلك؟

ديريك بلاملي: عندما وصلت إلى هنا، لم يكن تأثير الصراع السوري على لبنان ظاهرا، وبالتأكيد لم يكن بالحجم الحالي بوجود النازحين الذي بلغ عددهم حوالي ميلون ومئة ألف لاجئ مسجل هنا في لبنان. هناك تأثير من الناحية الأمنية على الحدود وفي المدن. وأعتقد أنه إذا سأل أي أحد نفسه منذ ثلاث سنوات كيف سيكون لبنان في ظل هذا الوضع، فلن يتكهن أن يبقى لبنان كما هو في الوقت الحاضر: موحد إلى حد كبير، آراء مختلفة تماما بالنسبة للحرب في سوريا، ولكن هناك وحدة وإجماع بخصوص ضرورة حماية لبنان، أو عدم انتقال الحرب السورية إلى لبنان، وعلى أن يتغلب على كل هذا ويستمر ويبقى موجودا في هذه الظروف. وهذا شيء مهم جدا.

 

إذاعة الأمم المتحدة: أنت تعمل أيضا بمثابة المحاور الرئيسي للأمم المتحدة مع السلطات اللبنانية بشأن جميع المسائل السياسية. في مناقشاتك الأخيرة معهم، ماذا لمست منهم؟ ما هو أكثر ما يقلقهم ؟

ديريك بلاملي: ما يهم المسئولين اللبنانيين جدا ويشغلهم جدا تأثير وجود اللاجئين والضغوط الأمنية على الحدود وفي المدن وحوادث الإرهاب التي حصلت. وعلى رأس جدول أعمالهم طبعا ضرورة المساعدات الدولية، والدعم الدولي من أجل الحفاظ على لبنان.

إلى حد كبير كان هناك استجابة لمطالبهم. هناك دعم دولي موحد انعكس في تصريحات وقرارات مجلس الأمن بالنسبة لضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان وما الذي يجب فعله لتحقيق ذلك. وكان هناك دعم سخي جدا وقد قام مكتبي بتشجيع ذلك. هناك مساعدات دولية للجيش اللبناني بالذات الذي تولى مهاما أكبر مما يستطيع أن يتخيلها أي شخص منذ ثلاث سنوات على حدود ضد داعش مثلا وجبهة النصرة وداخل المدن.

بالنسبة للنازحين كان هناك أيضا مساعدات ولكن بكل صراحة ليس بالشكل الكافي. وهذا الأمر يشكل نقطة تركيز في اتصالاتي مع الحكومة.

الناس والحكومة مهتمون أيضا بالأمور التي لم تحصل بعد، وأهمها انتخاب رئيس للجمهورية. الجميع بمن فيهم نحن، الأمم المتحدة، كشيرك للبنان، نتمنى أن نرى انتخاب رئيس جديد في أسرع وقت لأن هذا الأمر سيساعد في الحفاظ على الأمن وقدرة الدولة على اتخاذ القرارات اللازمة.

 

إذاعة الأمم المتحدة: دور آخر مهم لمكتب المنسق الخاص للبنان هو تنسيق أنشطة وكالات الأمم المتحدة، والجهات المانحة. كيف تنظر إلى عمل وكالات الأمم المتحدة في البلاد، خاصة وأن برنامج الأغذية العالمي قد أطلق للتو نداء لجمع الأموال ليتمكن من مواصلة تقديم مساعداته الغذائية للاجئين السوريين؟

ديريك بلاملي: الوجود الأممي هنا في لبنان كبير جدا بالنسبة لحجم البلاد وعدد سكان البلاد، وهو نسبيا أكبر مما هو الحال في أية دولة أخرى في العالم.

لديكِ قوات اليونيفيل في الجنوب بالإضافة إلى أربع وعشرين منظمة دولية في بيروت وهذا الأمر قد ازداد في الثلاث سنوات التي كنت فيها موجودا هنا بشكل كبير جدا. فوجود الوكالات الإنسانية مثل مفوضية اللاجئين، وأنتِ ذكرتِ WFP برنامج الأغذية العالمي وصحيح أنه أطلق نداء عاجلا لأن قدرته على تقديم المساعدة الغذائية للاجئين في لبنان وخارجه ستستنفد. والأضرار المترتبة عن هذا الأمر ممكن أن تكون كبيرة. نحاول في الوقت الحاضر أن نجد الأموال لنقلل من هذه الأضرار، وإنشاء الله دعم الدول المانحة سيساعد في ذلك. وهذا كان أحد أدوار مكتبنا في بيروت.

 

إذاعة الأمم المتحدة: يركز عملكم إلى حد كبير على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي اعتمد في أعقاب حرب تموز 2006. هل أنتم راضون عن تنفيذه؟

ديريك بلاملي: من ناحية نحن راضون جدا. منذ 2006 كان في هدوء على الخط الأزرق. لقد زرت جنوب لبنان مرتين هذا الشهر، كنت في صور والنبطية ولقد شعرت بالتغيير في حياة الناس هناك، والمنطقة قد ازدهرت مقارنة بين الجنوب الآن والجنوب من ثماني سنوات. والأمر كذلك بالنسبة للجهة الثانية من الخط الأزرق. عموما بالنسبة للأمن والسلام في المنطقة ، فإن استمرار هذا الوضع على الخط الأزرق عنصر مهم جدا.

في نفس الوقت، هناك أحداث ومشاكل متبقية وخروقات، مثل الطيران الإسرائيلي فوق الأراضي اللبنانية تقريبا كل يوم، وأسلحة حزب الله، وقرية الغجر والخلاف بخصوص مزارع شبعا. نتمنى أن نرى تقدما على هذه المسارات لنضمن استمرار الهدوء.

ولكن رغم كل ذلك، فإن الآليات المنبثقة عن القرار 1701 تعمل وتتعاون مع الجيش واليونيفيل إلخ..

تحصل أحداث وحصلت، ولكن هناك تعاون قائم لقمع الأمر.

 

إذاعة الأمم المتحدة: في رأيك، ما الذي ينبغي القيام به لتحسين تنفيذ هذا القرار؟

يكون جيدا لو يأكدوا التزامهم بالقرار بالنسبة لوقف إطلاق النار. هناك مشاكل بسيطة ممكن أن تحل، ويساعد حلها في الحفاظ على الحدود والاستقرار على الخط الأزرق. أعتقد أنه يجب أن نشجع الجانبين على التقدم ليس فقط في الحفاظ على وقف القتال الذي حصل، ولكن أيضا البناء عليه.

 

إذاعة الأمم المتحدة: سيخريد كاخ ستخلفك في المنصب. إذا طلبت منك نصيحة للعمل بشكل أفضل، ماذا تقول لها؟

ديريك بلاملي: أنا اعتقد أنا سخريد كاخ ستجلب إلى المنصب "عينين جديدتين" والعمل ممكن أن يستفيد من ذلك. أتمنى أن تجد طرقا إضافية أو جديدة لإحراز التقدم. في نفس الوقت لبنان بلد معقد جدا خاصة بالنسبة لكمية الأحداث التي تجري فيه. فبالرغم من صغره، إلا أن المشاكل التي تعتريه بما فيها النازحون ، التحديات الإنسانية، شؤون الخط الأزرق، الوضع السياسي الداخلي وضرورة الحوار وحل مشكلة الرئاسة .. كثيرة

إذا يجب أن تنظر سخريد بعينين جديدتين ولكن يجب أيضا أن تستمع إلى المشاكل. لدى سخريد خبرة طويلة في المنطقة وتتقن اللغة العربية وأنا متأكد من أنها ستنجح.

 

إذاعة الأمم المتحدة: سيد بلاملي ما هي الخطوة التالية؟ ماذا بعد منصب المنسق الخاص؟

ديريك بلاملي: أنا أعمل خارج بلادي، إنكلترا، منذ 14 سنة، فسأرجع إلى هناك وأكتشف جذوري وأستريح بعد 14 عاما من المناصب الدبلوماسية. لقد تقاعدت مرتين وهذه المرة الثالثة، وبعدها .. سنرى..!

 

إذاعة الأمم المتحدة: سيد بلاملي نتمنى لك كل التوفيق في خطوتك التالية إنْ كنت ستتقاعد أو إنْ كنت ستقرر العمل مجددا، كل التوفيق من إذاعة الأمم المتحدة ومن الأمم المتحدة

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً