قال المسئول السابق في وزارة الخارجية الأميركية مدير برنامج منع الانتشار النووي في معهد الدراسات الاستراتيجية الدولي مارك فيتزباتريك: «إن إيران اليوم تمتلك أكثر من 20 ألف جهاز طرد مركزي، ولديها من اليورانيوم ما يكفي لتخصيب 6 قنابل نووية، في حين كانت لاتمتلك في بداية اندلاع أزمتها النووية في العام 2003 سوى 124 جهاز طرد مركزي و200 أو 300 يورانيوم مخصب».
وأشار إلى أن إيران لو اقتربت من اكتساب أسلحة نووية، فإن ذلك سيجعل الدول المعنية باتخاذ كل إجراءات الردع الممكنة بما فيها خيار الحرب، مستدركاً لكن إيران تعرف أن امتلاكها لتقنية الأسلحة النووية يفتح باب الاحتمالات لنشوب حرب عسكرية، وأعتقد أن إيران ستتوقف قبل ذلك.
وفي كلمته بشأن «كيفية تطور البرنامج النووي الإيراني» في ختام جلسات حوار المنامة أمس(الأحد)، روى باترك سيرة الأزمة النووية الإيرانية، وذكر أن الجمهورية الإسلامية وافقت بموجب إتفاق على تعليق الأنشطة النووية بعد مرور سنتين على أزمتها النووية، وبعد عام فقط من توقيعها اتفاقية التعليق مع مجموعة البلدان الأوربية الثلاثة (E3)، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق كان مبهماً وتخترقه الكثير من الشوائب.
وأردف في الماضي سعى الأوربيون لردم تلك الثغرات وسد الهوة وناقشوا ترتيبات طويلة الأمد لتعليق برنامج إيران النووي ما لم تلتزم بسلميته، لكن الأميركيين لم يكونوا مشاركين في تلك الحملات، لأنهم يعتقدون أن الدبلوماسية مع إيران مضيعة للوقت. مبينَّاً كان ذلك في عهد إدارة بوش التي فضلت ردع إيران بواسطة العقوبات بدلاً من التفاوض والحوار.
ولفت باترك إلى أنه وفي ذلك الوقت كان الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني هو المفاوض الأساسي عن الملف النووي، وكنت أعتقد أنه رجل يمكن أن يبارك له المرشد الأعلى أي اتفاق، مستدركاً لكن عرفت مؤخراً عبر الـ BBC أن روحاني كان طلب من خامنئي إعادة إحياء الاتفاق الذي أبرم في 2003 لكن الأخير رفض.
وواصل «وعندما تبوأ نجاد السلطة في 2005 استبدل روحاني وساءت الأمور أكثر مع تولي علي لاريجاني وسعيد جليلي مسئولية التفاوض في الملف النووي لأنهما كانا أكثر صرامة وأقل مرونة من روحاني. وحينها بقي المفاوضون الغربيون يتوقون لأيام روحاني.
وفي سياق متصل، عبر باترك عن اعتقاده بأن إصرار المسئولين الإيرانيين على توليد الوقود للطاقة النووية بأنفسهم، يرجع لعدم ثقتهم في الاعتماد على أي دولة خارجية أنها ستواصل في تزويدهم بالوقود المطلوب.
وقال: «المسئولون الإيرانيون لايثقون في روسيا أنها ستواصل تزويدهم بالوقود لمرافقهم النووية».
وأكد أن القائد الإيراني الأعلى علي خامنئي جعل مهمة التفاوض أصعب بكثير، عندما أصر في (يوليو،تموز الماضي) على حاجة إيران إلى اتفاقات نووية على المدى المتوسط والبعيد.
ونوه باترك إلى أنه «ما من رغبة لدى إيران للتخلي عن برنامجها النووي عند هذا الحد، خاصة وأنها تفخر بإنجازاتها التكنلوجية».
وأكد أن 100 مليون دولار أميركي سيتحتم على إيران دفعها كعقوبات في حال عدم إلتزامها بالاتفاقات النووية، منبهاً إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني مازال يريد أن يبرم اتفاقاً، لكن القائد الأعلى غير مستعد لأن يقول للشروط المطروحة نعم.
وأوضح باترك أن إيران لن تكون تواقة للتوصل إلى إتفاق بقدر ما تريد التوصل لنتائج ترضيها، خاتماً حديثه بالقول :»عندما نتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران خلال الأشهر الستة المقبلة، فإن على دول الخليج والدول المتخوفة أن تشعر بالراحة».
العدد 4475 - الأحد 07 ديسمبر 2014م الموافق 14 صفر 1436هـ