دعا وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري «دول الجوار الجغرافي القريبة من بلده إلى محاربة «داعش» قبل أن يحاربهم في عقر دارهم».

وقال في كلمته في الجلسة الثانية في منتدى حوار المنامة أمس السبت (6 ديسمبر/ كانون الأول 2014) الذي انعقد في فندق الريتزكارتون في المنامة، «أخاطب دول الجوار الجغرافي القريبة، فمثلما وقفت الدول الأخرى كالولايات المتحدة وبريطانيا، فحاربوه في العراق قبل أن يحاربكم في عقر داركم».

وأفاد الجعفري «ينتقل الإرهاب عندما تتوفر له عدة عناصر، منها الأدلجة لمجموعة من الشباب، الإرهاب المعاصر لم يبدأ في العراق بل وصل إلينا، اليوم نواجه حرباً عالمية حقيقية في العراق».

وأضاف «العنصر الخطر في «داعش» عولمتها، التي تجند لها من كل دول العالم، ومن دول الديمقراطيات العالمية، وما من بلد وإلا وجاء منه مقاتلو داعش، وفي المقابل انتظمت قيادات الخير في جدة ووقفت جميعاً إلى جانب العراق».

وتابع «من خطورة «داعش» أنها ذات نمطية وحشية لا تعرف الحدود، لا تفرق بين الطفل والكبير، والمرأة والرجل، ومن يعتقد أن «داعش» تمثل الإسلام، فهو مخطئ، فهي لا دين لها، «داعش» لا تلتزم بدين وقيم، الإسلام دين السلام والسلم».

وأكمل «الذي حصل في العراق لم يكن أمراً سهلاً، يجب أن نغطس إلى العمق، العمق الثقافي لإيقاف «داعش» هو احترام حقوق الإنسان، واحترام حقوق المرأة وشجب الإرهاب شجباً حقيقياً، وعدم تركها لوحدها في مواجهة «داعش» في سورية والعراق».

واستدرك الوزير الجعفري «أما الخلافات ففي ظروف الأزمات تقتضي الحكمة ألا نثيرها، الخطر الداعشي لا يستثني بلداً من البلدان، وعندما استفاق العالم على الخطر الهتلري والموسوليني، وقف أقصى الشرق والغرب في وجههما».

وشدد «نحن في العراق نريد التعاون مع جميع دول العالم، بيننا وبين الدول المحاورة صداقات حقيقية، ومن الطبيعي أن نتعاون معهم، ونعتذر لمن يتصور أن لنا خلافات مع هذه الدولة، نحن لا نتدخل في سياسة المحاور، ومادام العالم يتعرض كله للإرهاب، فليس لنا إلا أن نتعامل معه سوية».

وأوضح «ما أقدمت عليه الحكومة، أنها تعاملت مع البنية التحتية للإرهاب، وأنها تماسكت إلى أن تأتي بحكومة متنوعة تضم مختلف مكونات الشعب العراقي مسلمين ومسيحيين وعرب وأكراد وتركمان، كما تم تطبيع العلاقات مع إقليم كردستان».

وواصل الجعفري «ما نحتاجه منكم باعتباركم تنتمون إلى خلفيات مختلفة، عمل عسكري حيث يدير العراق حرباً ضد «داعش»، والمعركة على الأرض أنها قدر عراقي حقيقي، أسلحة وتدريب ودعم لوجستي».

وواصل «وعلى الصعيد الإنساني نحن نعيش فصل الشتاء، وسياسة «داعش» أنها تقوم بتخريب المناطق التي تصل إليها، لذلك فنحتاج إلى مساعدات إنسانية».

وقال «أرجو من المشاركين في المنتدى أن يتحدثوا بالمشتركات، نحن نتعرض إلى عدو مشترك، خطاب السلم هو الذي يجب أن يعتلي كل المناطق، السيد السيستاني ذكر عندما عبّأ العراق أنكم تدافعون عن العراق تحت مظلة الجيش العراقي، هناك مجاميع تم تصنيفها للأسف على أنها منظمات إرهابية، بينما هذه التنظيمات هي التي دافعت عن العراق قبل أن يتكون هذا التحالف الدولي».

وأكمل «أخاطب دول الجوار الجغرافي القريبة، فمثلما وقفت الدول الأخرى كالولايات المتحدة وبريطانيا، فحاربوه في العراق قبل أن يحاربكم في عقر داركم».

وختم وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري «لا ينبغي أن نشتت جهودنا، لا ينبغي أن يشمل تركيزكم في هذا المؤتمر على منظمات غير «داعش» في مواجهة جهودنا ضد الإرهاب في هذا المؤتمر».