اعتبر ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إنه من الضروري تمييز حقيقة إن الإرهاب ما هو إلا أداة تتوارى ورائها الأيديولوجيات الثيوقراطية بطابعها المتطرف، و من الواجب التصدي بشجاعة و نزاهة فكرية للّب هذا الفكر و كافة أشكال استغلاله للأديان و المعتقدات.
و أشار سموه في كلمة ألقاها خلال افتتاح منتدى حوار المنامة مساء اليوم، إلى إن جهود محاربة الإرهاب استمرت منذ ما يزيد على العقد و حان الوقت للمراجعة الصريحة و لإعادة النظر في ماهية هذه المفردة و إدراك من يقف خلف هذه الجماعات الذي يجب أن نحاربهم من أصحاب أيدولوجيات يعزلون أنفسهم عن العالم و لا يؤمنون بالنظم و العقود الاجتماعية.
و أضاف سموه أن استخدام مفردة الثيوقراط كبديل شيء مهم و أكثر دقة، فالإرهاب بحد ذاته ليس هو الجبهة التي نحارب فيها و حسب بل هو مجرد أداة، و ليس من الممكن أن تكون هذه الحرب ضد الإسلام أو أية ديانات أخرى و هذا ليس من الإنصاف بالنسبة لمن يتمسكون بالقيم الصحيحة للإسلام و الأديان الأخرى، فالدين دائماً يسمو فوق السياسة و أية اعتبارات دنيوية أخرى.
و قال سموه إن الأحداث التي مر بها العالم العربي منذ 2011 التي لا يمكن تسميتها بالربيع بسبب أثرها العاصف أتاحت بما تسببت به من الإخلال بصيغة الدولة في بعض البلدان العربية من خلق فراغ استغلته مثل هذه الجماعات المتطرفة وفق أجندتها، مشيراً سموه أن التاريخ سيحكم على التماثل بين هذه المرحلة و مع بعض النماذج السابقة خلال القرن الماضي.
و شدد سموه على ضرورة المواجهة الصريحة و تسخير جميع الموارد و اتخاذ وقفة صارمة للتصدي و لمحاسبة كل من يمنحون أنفسهم الحق لأن يكونوا فوق الجميع و ادعاء التكليف الإلهي للسعي إلى التحكم بمصائر من حولهم، ففي القرن الواحد و العشرين لا مكان إطلاقاً لفكر ثيوقراطي يشبه ذلك الذي ساد القرن السابع عشر .
و رحب سموه بانعقاد منتدى حوار المنامة للسنة العاشرة في مملكة البحرين بتنظيم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الذي أضحى أحد أهم المؤتمرات العالمية و الذي استمر في استضافة جمع مميز من كبار المسؤولين المعنيين بالمواضيع الحيوية التي توالى طرحها في مختلف جلسات و اجتماعات المنتدى وما تتسم به من تلاقي الرؤى الدبلوماسية و الدفاعية و الأمنية في أجواء من الشفافية و الصراحة التي تلامس بشكل مباشر تنامي دقة الأوضاع في المنطقة و حساسيتها نتاجاً لتفاقم مظاهر التطرف و التشدد في العنف و الفكر و الطرح.
كما ألقى رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جون تشيبمان كلمة استعرض فيها ما شهدته السنوات العشر من إقامة منتدى حوار المنامة من لقاءات هامة و حيوية، مؤكداً التطلع للمزيد من الشراكة المثمرة مع مملكة البحرين في هذا الإطار.