لفت نظري كثيراً التصريح الذي أدلى به نجم نادي المحرق اللاعب الدولي حسين بابا بعد مباراة فريقه ضد الرفاع الاثنين الماضي في دورينا الكروي والتي انتهت بالتعادل بأربعة أهداف لكليهما، حينما قال بغض النظر عن النتيجة وصحيح أنني كنت أتمنى فوز فريقي، ولكن جماهير الكرة البحرينية كانت في حاجة لـ»التنفس» عبر مثل هذا النوع من المباريات... انتهى.

فعلاً الكل استمتع يومها بالأجواء التي كانت فيها المباراة من إثارة وحماس ورغبة كلٍ فريق في تحقيق الانتصار والنقاط الثلاث، وهذا بغض النظر عن المستوى الفني الذي لم يصل للدرجة المطلوبة، وصحيح أنه يُعد أمراً هاماً بالتأكيد، لكن في رأيي ان الإثارة والحماس هي المطلب الأول لنا في دورينا حتى (يحيا) الدوري من جديد بدلاً من حالة (الاحتضار) التي يُعاني منها، فبالروح القتالية والإثارة والحماس من الممكن أن تكون هنالك رغبة أكبر للعب، وهو ما سينعكس حينها على المستوى والأداء الفني الذي سيرتفع بلا شك، وفي الحقيق طيلة السنوات العشر الأخيرة ربما لم نشاهد إلى عدداً قليلاً للغاية من مباريات مثيرة وبأهداف كثيرة مثلما حصل في مباراة المحرق والرفاع الأخيرة، مع التكرار بأن المستوى الفني حينها لم يكن كما يجب.

مثل هذه المباريات باتت مطلباً مُلحا لنا في البحرين حتى يكون دورينا في وضعية أفضل، وكم كنت أتمنى لو أن هنالك اهتماماً خاصاً وضعه اتحاد الكرة لتلك المباراة واستغلالها للخروج بصورة أفضل من خِلال التحضير لها بالصورة المطلوبة تسويقياً وإعلامياً، مع إقامة مؤتمرات صحافية وتحفيز الجماهير على الحضور بشكل أكبر، إذ مثلاً في تلك المباراة إعلام نادي المحرق عمل على إقامة بعض الأمور التحفيزية لجماهيره وبالتالي وجدنا ان الحضور أصبح أفضل من المباريات السابقة بكثير، وكل ذلك بعمل بسيط ومُعِبر يستحق التقدير، فما بالكم لو أن الاتحاد قام بمجهود خاص لهذه المباراة؟ فبالتأكيد حينها الأمور ستصبح أفضل، وإذا ماتكرر الوضع في أكثر من مباراة فسيستعيد دورينا جزءاً من هويته المفقودة.

الآن تلك المباراة انتهت، وأتمنى أن تكون درساً للاتحاد ليهتم أكثر بالمباريات القوية في دورينا، وأمامه الفرصة مناسبة للاهتمام أكثر بالدوري، ولدينا مباراتان هامتان في الجولة الأخيرة يوم الأربعاء بين الرفاع والمنامة، والخميس بين المحرق والرفاع الشرقي، فقليل من الاهتمام بهما ستجعل دورينا في وضعية أفضل، فهل من استجابة؟، ننتظر.