الساسة المحترفون حائرون حائرون
يدوس بعضهم على مكاحل العيون
ويذرفون الدمع حينما يهللون
فيزرعون الخشب الفاسد.
في مقاعد الرياء... ثم يرحلون
ومن كهوف العالم السفلي
يعود غيرهم يخلع جبة الديون
يلتقط القشور من هياكل الحصون
يقسم بالقرآن والتوراة والإنجيل
أنه لا يعرف الغدر... ولا يخو...
يقسم أنه لا يستحم عارياً...
ولا تراه شمس الله مكسور القرون
***
الساسة المحترفون طيبون طيبون
يلتحفون في عباءة النجوم
ثم يغرقون في دموع الطيبين
وجوههم تشهد أنهم لطيبون
عيونهم ولون أزرار ثيابهم
تشهد مرتين أنهم لطيبون...
تشهد أنهم لا يشربون الخل والزقوم
ولا يمرون على حدائق الظنون
تشهد ليس في حياتهم ترهل البطون
مسكينة مسكينة ظاهرة البطون
لا تأكل الحيتان أو تشرب ما تبقى من دهون
أقسم أنها كاشفة عن سرها المصون
***
الساسة المحترفون طيبون طيبون
يطاولون هارون الرشيد والمأمون
وتارة يعلمون الناس كيف ينطقون
أنفاسهم . تبحث عن عدالة.
مقطوعة الحروف واللسان واليدين
كل الفصول عندهم شاحبة.
تشكو تزاحم الديدان والطاعون.
تموت شهرزاد أو يموت شهريار
سيان عندهم موت المحبين.
وابتسامة البحر وصيحة الجنون
متعبةٌ متعبةٌ ضمائر الساسة
حين يعشقون. أو يزوّرون
***
الساسة المحترفون طيبون طيبون
عروسة البحر على شطآن بحرهم
تسأل عن عريسها القابع في السجون
وسندباد البحر لا يسألهم
سوى عن حقه الراحل قبل أن يكون
ومن أزقة الأحياء تخرج الصحون.
مشحونة بآخر الآهات والدموع والديون
فيضحك الساسة من آلامها!
لأنهم قبيل هاتيك الصحون طيبون
وبعد هاتيك الصحون طيبون طيبون
لعلهم قد ركبوا الحمار بالمقلوب
أو على الحبال يرقصون يرقصون
***
الساسة المحترفون طيبون طيبون
من يسرج الحصان غيرهم؟
من يشعل الهشيم غيرهم؟
من غيرهم يقتحم الأبواب والسجون؟
من غيرهم ينفخ في الرماد تارةً
وتارةً يصطاد حوت البحر
حين يبدأ الجلوس والسكون
من غيرهم يشبع كل الناس شتماً
تحت وطأة الناموس والقانون؟
أقنعة المهرجين لا تسقط عن وجوههم
كأنما على صدورهم
أوسمة الخذلان فيما يفعلون.
محمد حسن كمال الدين
«أريد أن أكون رئيسة أفضل بكثير مما كنت عليه حتى الآن»، كلمات من ذهب أطلقتها الرئيسة البرازيلية اليسارية، مرشحة حزب العمال «ديلما روسيف» والتي تجاوزت الستة والستين عاماً وهي في تمام رجاحة عقلها وعدالة حكمها، إذ تحترم معارضيها وإن كثروا وتظاهروا عليها في الشوارع وفي أوقات حرجة، بدليل ان يحتضنها أحد منافسيها بعد فوزها عليه بولاية ثانية في بلد يعد من اكبر البلدان والدول الخمس الكبرى وأهم ما جذبني اليها دعوة الى معارضيها للحوار الجاد المثمر وليس الحوار المذل الهزل وللوحدة ولا للتفرقة والتمييز والتفضيل في العمل أو في التعيين والمكاسب أو في الامتيازات ممن هم من سكنة العاصمة برازيليا على من هم من سكنة ساوباولو!
والأهم من هذا وذاك دعوتها أيضاً إلى الاستفتاء الشعبي دون خوف على عرشها وذلك بشأن الإصلاحات السياسية، مؤكدة أنها ستمد يدها لمعارضيها بهدف تغيير البلاد. على رغم تفوقها على منافسيها بفارق ضئيل في الجولة الثانية!
السؤال هل تعرفون نسبة فوزها في الانتخابات؟
فازت بـ51.45 في المئة من الأصوات مقابل 48.55 في المئة لمنافسها مرشح الحزب الاجتماعي الديمقراطي، أي بنسبة متقاربة جداً... نعم هذه الديمقراطية «والله بلاش»، فلا صناديق زائدة أو مخفية ولا أصوات مزيفة، ولا تصويت الكتروني تلجأ بعض الدول العربية لترفع نسب رؤساء أحزابها، ما يرفع النسبة إلى 99.99! فيصفق له أعضاء حزبه والمنتفعين من ديوانه تصفيق المنافقين حتى إذا ما هبت رياح الربيع لم تبقَ للرئيس العراقي ولا للمصري ولا لليبي في زنقة زنقة ولا في زرنوق ولا في شارع من شوارع ولا في حارة من حارات العواصم العربية إلا اقتلعتها سواعد الثوار وحطمتها كما تحطم أصنام قريش والتي ملت وسئمت القهر والجوع والاضطهاد والتمييز والفساد وتوزيع الثروات على عائلاتهم وقلب الحقائق والموت البطيء وسئمت من طوابير الخبز وغاز الموت وغرف التعذيب وملت من كؤوس الدم التي تفرغها في كل يوم في شوارع الدول العربية وهي تطالب وتنشد الحرية!
مهدي خليل
كثرت الشائعات في زمننا الحالي، في ظل تطور التكنولوجيا التي استحوذت على كل فئات المجتمع، فباتت الهواتف الذكية لا تخلو منها أيدي الكبار والصغار، الذين أصبحوا يتنافسون على الاشتراك والمتابعة في مواقع التواصل الاجتماعي بلا رقيب أو حسيب. فهل نصدق كل ما يصلنا عبر هذه المواقع؟، ويا ترى كيف السبيل لمعرفة الحقيقة من الشائعة؟ تعددت وسائل الاتصال التي تُعرف بمواقع التواصل الاجتماعي، وتعددت فيها منابر النشر والكتابة، فأصبح كل مشترك فيها يمتلك منبراً باسمه ينشر من خلاله أفكاره، وما يصله عبر مختلف المواقع، من دون التأكد من صحة هذه الأخبار، ويستغل ضعاف النفوس هذا الأمر في ترويج وبث الأكاذيب بين أفراد المجتمع؛ ليقوم عامة الناس بتصديقه ونشره.
وتنتشر الشائعة بسرعة فائقة، فإتاحة شبكات الإنترنت على مدار الساعة، وقلة تكاليفها، وضعف الرقابة الإلكترونية على المحتويات المنشورة، تسهم بشكل عام في هذا. فمثلاً يتداول هذه الأيام إشاعة إلغاء الإجازة الرسمية ليوم السبت، وانتشرت على نطاق واسع، فباتت المجالس لا تخلو من المناقشة والجدل حول هذه الشائعة، ونهاية الأمر نجد أن هذا الخبر انتشر من غير مصدر، وعامة الناس أخذوا هذا الموضوع بجدية تامة. وتبرز الشائعة في وقتنا الراهن في أجواء التوتر والترقب وعدم الاستقرار واللاثقة، وأيضاً سوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وتفشي ظاهرة البطالة في المجتمع العربي، هذا ما جعل التحقق من مصدر الإشاعة صعباً، فلابد من استقاء الأخبار من مصادرها الموثوقة كالجهات الرسمية، والبيانات الصادرة من الجهات المعنية في تصريحاتها عبر الصحف أو مواقعها الرسمية للتواصل.
مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فعلينا أن نحسن استخدامها، ونكون أكثر وعياً في التعامل معها؛ من أجل ألا نقع في فخ الشائعات التي تهدف إلى تفكيك المجتمع، وأناشد الجهات الرسمية تشديد الرقابة على مواقع التواصل ومحتواها والشخصيات المشاركة فيها لمعرفة ناشري الشائعات والحد منها.
علوية الموسوي
طالبة إعلام بجامعة البحرين
العدد 4473 - الجمعة 05 ديسمبر 2014م الموافق 12 صفر 1436هـ