جدد مجلس «تأبين العميد» بمناسبة مرور أربعين يومًا على رحيل العلامة الشيخ أحمد بن خلف العصفور في مأتم الحاج حسن العالي توثيق مناقب وانجازات رمز ديني كبير بحضور كبار العلماء وشخصيات من البحرين والخليج.

وفي المجلس التأبيني للعلامة الشيخ أحمد بن الشيخ خلف العصفور تحت عنوان «تأبين العميد» يوم أمس الأول الخميس (4 ديسمبر/ تشرين الاول 2014)، تم استعراض فيلم وثائقي تناول سيرة حياة الراحل المليئة بالإنجازات العلمية والفقهية والوطنية والاجتماعية لأحد أبرز علماء البحرين ومنطقة الخليج والعالم العربي الذي توفي صباح يوم الأحد (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2014).

وتلألأت ليلة (تأبين العميد) بنظم القصيد للشعراء أحمد حسن ناصر، علي جمعة، الشيخ علي المخلوق (ألقاها عنه كامل منصور الستري)، منصور جواد المرهون من مدينة سيهات بالمملكة العربية السعودية، الشيخ حسين العصفور، الشيخ بشار العالي، وحسين علي خلف، وفي كل قصيدة من تلك القصائد مضامين عن مناقب وخصال الراحل.

وتوالت الكلمات التي ألقاها كل من الشيخ محمد جعفر الدرازي والباحث سالم النويدري لتحمل بين طياتها مسيرة عطاء الراحل الكبير، سواء على مستوى ما قدمه للمكتبة الإسلامية وما أشرف عليه من إصدارات ومؤلفات وأبحاث، أو جهوده المشهودة في المشاريع الحوزوية ومنها حوزة العلمين الشيخ يوسف والشيخ حسين التي تتلمذ فيها علماء بارزون، علاوة على مسيرة عطائه في المشاريع الخيرية والاجتماعية، ولا يمكن بالطبع اغفال منهجه الإصلاحي.

وفي كلمته، نوه الشيخ محمد جعفر الدرازي إلى أن مواقف الراحل تحتاج إلى كتاب لذكرها، مستطردًا في الحديث عما عرفه عن كثب عن عميد المنبر الحسيني وعميد عائلة آل عصفور الذي استوعب الجميع بقوله: «كان يستوعب الكل... من الصعب أن يكون الإنسان مستوعبًا لكل البشر ويتسع صدره لكل أصناف الناس، لكن الراحل استوعب كل الفئات... الغضوب والهادئ والعالم والجاهل والمثقف ومن لا ثقافة عنده»، فلم يحمل عداوةً على أحد لسعة صدره في أحلك الظروف والمواقف ويتسامح وإن أخطأ إنسان في حقه.

وفي شأن «التجارب كعلم مستفاد» كما قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع)، كان الراحل حافظًا للتجارب بفيض من عصارة الحياة، فيذكر التجارب التي مضت وعاصرها وهي تجارب حياة يقدمها إليك حتى لو لم يعرفك وإن جلست معه لأول مرة فلا تخرج إلا بفائدة وموعظة وعبرة من الجلوس معه، كما يصف الشيخ الدرازي.

واستهل الباحث سالم النويدري كلمته بالإشارة إلى عدم الاستغراب من هبّة الجماهير من كل مناطق البحرين احتشادًا لتوديعه في قرية عالي، متناولًا في كلمته السيرة العلمية لعائلة آل عصفور.

ومن باب علاقة قريبة بالراحل، عدد النويدري سمات الأجواء الاجتماعية والدينية، ومنها اعتزازه بأمجاد البحرين العلمية وتراثها الإسلامي والفكري والثقافي، وتقدير أهل العلم والثقافة ولاسيما في المجال الإسلامي، والمساهمة في رفع المكانة العلمية والوطنية من خلال مؤلفاته، بالإضافة إلى معالجة قضايا المجتمع الأخلاقية بتواضعه الجم وحسن المعشر والمداراة.

ومع انقضاء مجلس التأبين، كان الحضور من العلماء والمثقفين والباحثين وعموم المواطنين يستذكرون مواقف الراحل الكبير التي تركها إرثًا غاليًا تفخر به الأمة الإسلامية من جزيرة صغيرة اسمها البحرين.