ليس هناك أصعب من الشُهرة، إذ بينها وبين السعادة كثير من الاتّفاقيات من أجل الوصول إلى السعادة المنشودة، وهناك نخبةٌ من المشاهير الذين التقينا بهم في البحرين، نأسف لحالهم في بعض الأحيان، فهم لا يستطيعون العيش أو العمل براحة، لأنّ الجميع يلاحقهم، إمّا طمعاً في مال، أو في سلطة أو تمصلح أو... أو.
ومثال بسيط جدّاً في حياتنا اليومية، الشهير جداً لا يستطيع الوقوف عند الإشارة بانتظار “السَيْد” لكي يتحرّك إلاّ إذا كان متخفّياً، فهو ما إن يكشف عن نفسه حتى تجد المتابعات والمضايقات حوله تخنقه، وبالتالي لا يستطيع الحصول على أبسط حرّياته.
وكذلك هو مضطّر إلى التصرّف بأسلوب معيّن أو المشي بطريقة معيّنة، وكذلك يحتاج إلى الدبلوماسية في كل وقت، فهي صاحبته أينما حلّ وحطّ، ناهيك عن المصوّرين والمذيعين ومحرّري الأخبار، أولئك الذين يغوصون في كل كبيرة وصغيرة في حياة ذاك الشهير، فتجعله يحرص حرصاً شديداً على إبعاد علاقاته وحياته اليومية، حتى لا تتعرّض للمكاشفة، على عكس ذاك الشخص البسيط، الذي يقوم بما يريده من دون تسليط الضوء عليه.
لا ننفي أنّ الطبيعة البشرية تحب الشهرة والمال، فلقد وضع الله المال قبل البنين في كتابه عندما قال في الآية القرآنية: “المالُ والبنون زينة الحياة الدنيا”، ولكن دعونا نضع أنفسنا مكان الشخص المشهور، ولننظر كيف ستتغيّر حياتنا وعاداتنا، فالمشاهير محرومون من صغائر الأمور التي نقوم بها بشكل يومي وتلقائي، وأبسطها “كأس شاي الحليب”، فالبحريني الموظّف عادةً يأخذ كأس شاي الحليب في سيّارته، ويبدأ يومه بالراديو في السيّارة، وهو يرشف الكأس من دون بروتوكول ولا تتبّع، وهو أمر يصعب على المشاهير تحقيقه!
في بعض الأحيان هذه الصغائر تجلب لنا السعادة. نعم، قد نتذمّر من الوقوف لدقائق في “السيد”، أو نتأخر ساعة أو ساعتين بسبب الزحام، وقد نقول في خاطرنا لماذا نحن نشقى والنعيم لغيرنا، ولكن لو دارت الدنيا وأصبحنا من المشاهير، سنُحرم من أبسط الأشياء التي في متناول أيدينا وتجلب لنا السعادة ونحن لا ندري!
مساكين هؤلاء المشاهير، فهم في دوّامة، لأنّ الثقة صعبٌ اكتسابها، وأكيدٌ أنّ التعامل مع بعض النّاس أعطاهم خبرة بعدم الثقة بأحد، فالثقة ما إن تنكسر لا ترجع، أو قد ترجع بصعوبة جداً، لأنّ حب الآخرين والعطاء من غير مقابل ليس صفة سهلة نراها كل يوم حولنا للأسف الشديد!
وأيضاً ما إن يبدأ هؤلاء حياتهم، حتى تبدأ الاتّصالات تلو الاتّصالات والمقابلات تلو المقابلات، فالأكثرية تطلب والأكثرية تريد، أحدهم يريد دفع فاتورة الهاتف، وآخر الكهرباء، والبعض يريد درجة، وغيره يريد شئوناً أخرى يعلمها الله، ولتحقيق المطالب ينشغل المشهور بالنّاس وطلباتهم.
وفي الأخير تنتهي الشهرة، وتنتهي مطالب النّاس ومصالحهم، وما يبقى إلاّ ذاك المحب الذي أحبّ المشهور من دون مقابل، ولا تبقى إلاّ تلك العلاقة التي بُنيت من دون تدخّل للمصلحة، هذه العلاقة يضع عليها المشاهير أسئلة كثيرة، حتى يصلوا إلى أنّ الذي أمامهم أحبّهم وودّ قربهم لا لشيء إلاّ لشخوصهم فقط. وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4472 - الخميس 04 ديسمبر 2014م الموافق 11 صفر 1436هـ
الزائر 12
انظر قاموس " لسان العرب " : ( " و في المثل لا تهرفْ بما لا تعرفْ ") و ( " الهَرًفُ شبه الهَذيان " ) ، أمّا " الفشيلة " فهي زلّة قلم (زِرّ ) و ليست زلّةَ لسان ! أمّا قولك " كن ضليع بفن الانتقاد الغير جارح .. فلا يجوز لي ان اقول لك أنك فاشل اذا كنت احاول ان اصنع منك شخص ناجح ." فالصواب لغة " كن ضليعاً " و الانتقاد غير الجارح " و " شخصاً ناجحا " و سبعة أخطاء اخرى في هذا السطر ، والسلام .
تعليقات جميلة
جميلة هذه التعليقات و الردود عليها ، لأنها تثري الصفحة ، و تفيد القارئ .
بحريني قليل الدسم
احترامي لك
لكن لا اتفق مع طرحك
نبينا محمد صل الله عليه واله وسلم ابرز شخصية للخلق
كان يتعايش مع الناس بكل بساطة وكما يعيش الناس عامة
ومازال في عصرنا مشاهير يعيشون حياتهم بعفويه مثل موخيكا رئيس الاوروغواي ...وغيره
إلى الزائر 9 !!
أوّلاً : من حرّم النقدَ ؟؟ ، و ماشاء الله !!! قال رقم 9 لمن علّق : " زين لك الحين فشلتك قدام الناس " انظروا ماذا كتب " ان الجريدة يقرأ عشرات الالاف يوميا " بالفعل الجريدة يقرأ !!!!! لن أقول مثلك : " روح اشرب حليب ونام " بل : " روح أنت اتعلم من جديد " !!!! لمن " القشيلة " الآن ؟!!!
شحوال
الأخطاء الكتابية واردة وأنا لست بمعصوم عن الخطأ... فلست انا من كتب القشيله
ولست انا من كتب بمن تهرف.....
فلا تبدأ برمي الناس بالحجارة و بيتك من زجاج...
ثانيا ... لم نحرم النقد... ولكن كن ضليع بفن الانتقاد الغير جارح ... فلا يجوز لي ان اقول لك أنك فاشل اذا كنت احاول ان اصنع منك شخص ناجح...
انتقد ولك الحرية في ذلك، ولي الحرية في انتقادك ايضا...
ان كنت تقبل ان تقول لغيرك ان كتاباته ركيكه فمن حق غيرك ان يقول لك ان انتقادك لهذا الشخص كان بإسلوب تربوي غير صحيح
رفقا !!
ما هذه الركاكة !! " إذ بينها وبين السعادة كثير من الاتّفاقيات من أجل الوصول إلى السعادة المنشودة " هذه الجملة المبدوءة بـإذ التفسيرية : هل فسرت تلك الصعوبة أم عسّرت الفهم ؟؟ أما الاتفاقيات بين السعادة و الشهرة لماذا ؟؟ للوصول إلى السعادة !! ما شاء الله ! مادمتم لن تنشروا فمدّوها بهذا لتعرف بماذا تهرف !
لغتنا !!!
غير قويم ما كتبته " الكاتبة " : فما هذا الاستهلال البديع " ليس هناك أصعب من الشُهرة : نظن للوهلة الأولى أنها ستحدثنا عن طريق الشهرة و عسر بلوغها !فمفردات اللغة أوسع من " أصعب " للدلالة عما تقصده .
اللغةَ اللغةَ
يبدو حظّ سلامة اللغة و التعبير فيما كتبت قليلا في كثير من الأحيان : منها كلمة صغائر فمعناها لا يناسب السياق الذي أقحمتها فيه ، ثم \" يرشف الكأس \" فلا تُرشف الكأس بل ما بها من سائل !!! و كلمة الكأس خطأ لا يليق بكاتبة : فهي \" كأس \" ما كانت فارغة !! و كثير من مثل هذا !!! .. !!.................
فعلا !
ملاجظات لغوية في الصميم ، فعلا لا تُسمّى الكأس إذا كانت فارغة كأسا !!! فهل يرشف الفراغ و الهواء ؟! أم يرشف الزجاج ؟! خاصة وهي مملوءة ب " الشاي الحليب " .
أبو نواس
هلووو الحبيب .... اشوفك صاير لنا الفرزدق
تدلي وين جامعة البحرين .... روح درس هناك عربي ... الناس مب فاضية تسمع درس عربي
الموضوع وراه مغزى معين ... فالأوجب عليك بدل الانتقاد بسلبيه جارحه، بإمكانك تطرح اقتراحاتك بدبلوماسية خصوصا ان الجريدة يقرأ عشرات الالاف يوميا ...
زين لك الحين فشلتك قدام الناس
روح اشرب حليب ونام ... قال ركاكة قال
يعجبني
يعجبني المرحوم الشيخ زايد آل نهيات وتواضعه وبساطته مع الناس تحن له الناس شوقا لكن بعض الناس كأنهم كراز مايتركون إلا الذكرى السيئة وهمتهم تلتيه ومرمرة الناس.