احتشد آلاف المتظاهرين أمس الأول الأربعاء (3 ديسمبر/ كانون الأول 2014) في العديد من أحياء نيويورك بينما أوقف قرابة ثلاثين شخصاً إثر قرار هيئة محلفين عدم توجيه اتهام إلى شرطي أبيض في مقتل رجل أسود.
ويأتي القرار بعد عشرة أيام فقط على صدور قرار مماثل في فرغسون (ولاية ميزوري) أدى إلى اضطرابات وأعمال شغب وحمل على نشر أعداد كبيرة من عناصر الشرطة في نيويورك لتفادي وقوع حوادث.
وأعلن وزير العدل إريك هولدر على الفور مساء الأربعاء فتح تحقيق فيدرالي بشأن انتهاك الحقوق المدنية للضحية إريك غارنر.
وتوجه عدد كبير من المتظاهرين إلى برودواي وساحة تايمز سكوير حيث كان عدد الحشد يقارب خمسة آلاف شخص بحلول المساء، بحسب صحيفة «واشنطن بوست». وأضافت الصحيفة أن سائقي السيارات العالقين بسبب التظاهرات أطلقوا أبواقهم تعبيراً عن دعمهم للتحرك.
وردد المتظاهرون «لا عدالة لا سلام»، وهو شعار المتظاهرين في فرغسون، ورفعوا لافتات كتب عليها «فرغسون موجودة في كل مكان» و«وحشية الشرطة وجرائم القتل يجب أن تتوقف» و«حياة السود لها حساب».
و أوقف 83 شخصاً في نيويورك على ما علم لدى شرطة المدينة الخميس. واتهم عدد من المتظاهرين بالإخلال بالنظام العام على ما أكد متحدث باسم الشرطة لـ «فرانس برس».
ونظمت تظاهرات محدودة أيضاً في أحياء أخرى مثل هارلم وستاتن آيلاند حيث قتل غارنر (43 عاماً) في 17 يوليو/ تموز.
وأعلن قائد شرطة نيويورك بيل براتون أن قوات الأمن أوقفت قرابة 30 شخصاً.
وشهدت العاصمة واشنطن تظاهرات محدودة جرت في أجواء من الهدوء.
وكان إريك غارنر وهو أب لستة أولاد اشتبهت الشرطة في بيعه سجائر بطريقة غير قانونية، حاول لفترة قصيرة مقاومة عناصر أمن طرحوه أرضاً.
وفي شريط فيديو لأحد الهواة يظهر أحد الشرطيين ويدعى دانيال بانتاليو وهو يمسك غارنر من رقبته لطرحه أرضاً وهي ممارسة ممنوعة لدى الشرطة في نيويورك. وردد غارنر الذي يعاني من السمنة والربو عدة مرات «لا أستطيع التنفس»، قبل أن يفقد الوعي. وأعلنت وفاته بعيد ذلك ونسبها الطبيب الشرعي إلى قتل غير متعمد.
وعلق الرئيس الأميركي باراك أوباما سريعاً على قرار هيئة المحلفين قائلاً «غالباً ما لا يعتقد الناس أن البعض يعاملون بإنصاف. في بعض الحالات يكون هناك سوء فهم لكنه أحياناً الواقع».
وأضاف أوباما «لن نهدأ قبل أن يتم تعزيز الثقة والمسئولية بين الناس والشرطة».
ومع أن بانتاليو لن تتم ملاحقته في نيويورك إلا أن هولدر أعلن مساء الأربعاء فتح تحقيق فيدرالي بشأن ما إذا حصل انتهاك للحقوق المدنية لغارنر الذي لم تخف والدته غضبها من قرار هيئة المحلفين.
وقالت غوين كار في مؤتمر صحافي «كيف يمكننا أن نثق بنظامنا القضائي عندما يخيبون آمالنا إلى هذا الحد؟».
وصرح رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو «إنه يوم مؤثر ومؤلم جداً للمدينة»، مضيفاً أنه «لا بد من إيجاد سبيل للمضي قدماً».
العدد 4472 - الخميس 04 ديسمبر 2014م الموافق 11 صفر 1436هـ