شارك الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف راشد الزياني ، في المنتدى الاقتصادي الخليجي البريطاني الذي عقد اليوم الخميس في العاصمة لندن بالمملكة المتحدة ، بتنظيم من غرفة التجارة العربية البريطانية ، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير أندرو ، دوق يورك ، وعدد من الوزراء وسفراء دول مجلس التعاون والدول العربية في المملكة المتحدة ورجال السياسة والمال والأعمال والاقتصاد .
وقد ألقى الأمين العام لمجلس التعاون كلمة أشاد فيها بالعلاقات المتميزة بين دول مجلس التعاون وبريطانيا ، وبالثقة المتبادلة التي هي حصيلة عدة عقود من العلاقات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية التي تربط دول مجلس التعاون بالمملكة المتحدة .
وقال الزياني إن دول مجلس التعاون شأنها شأن الكثير من الأمم والتكتلات تبنت مفهوم العولمة على نحو تام، وهي تعمل على استكشاف كافة السبل الممكنة لتعزيز مصالحها الاقتصادية والمالية ، بما فيها الأسواق الجديدة والناشئة ، إلا أن التاريخ والتقاليد يعنيان الكثير لها حيث أن دول مجلس التعاون تحبذ اقامة علاقة تجارية تحقق منافع متبادلة مع الدول التي تثق بها وتقدر أدوارها ومكانتها الدولية ، مشيرا الى الحوار الاستراتيجي القائم بين دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة منذ عام 2011م ، والذي اشتملت خطة العمل المشترك بشأنه على عدة مجالات ، وفي مقدمتها التجارة والإستثمار ، والمشاورات السياسية ، والتعاون الأمني ، ومكافحة الإرهاب ، و الطاقة والبيئة ، والبحث العلمي ، والتعليم العالي ، والثقافة والسياحة ، و التواصل بين الشعوب .
وأضاف الزياني أن العلاقات الخليجية البريطانية المشتركة شهدت دفعة مضافة مصدرها ازدياد ما تتمتع به اقتصادات دول مجلس التعاون من نمو كبير تجاوز في المتوسط الـ 6% ، وأسواق جاذبة للصادرات الأجنبية ، مشيرا الى ما أشارت اليه المصادر البريطانية الى أن عام 2011م شهد تصدير المملكة المتحدة بضائع تجارية الى دول المجلس بما قيمته حوالي الـ 10 مليار جنيه استرليني، وهذا المبلغ يمثل أكبر مما صدرته بريطانيا في ذات السنة الى دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي مجتمعة ، وأكثر مما صدرته الى الصين ، وثلاثة أضعاف ما صدرته الى الهند .
وفي سياق العلاقات المتميزة بين الطرفين ، تحدث الأمين العام عن أربعة موضوعات عامة ومهمة وهي: موضوع الأمن الذي طالما كان الشاغل الرئيسي للذين يعتزمون الاستثمار في الشرق الأوسط ، وموضوع التطلع الى المستقبل ، والمشاريع المشتركة والمنافع التي يمكن تحقيقها من خلال التعاون المشترك ، وأخيرا كيفية التطبيق العملي لهذه الأفكار والقيود التي قد تعترض تنفيذها .
وأكد الزياني أن دول مجلس التعاون تتمتع بالعوامل الأساسية للثبات والتعافي السريع من الأزمات، وأن الاستثمار في منطقة مجلس التعاون هو استثمار آمن تماما ،بل هو الأكثر أمانا من الاستثمار في معظم المناطق الأخرى في العالم.
وأشار الأمين العام الى أن ثروة دول مجلس التعاون مستمدة من وفرة مواردها الطبيعية ، وأن التحدي الرئيسي الذي على دول مجلس التعاون التعامل معه هو الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط و الغاز، مؤكدا أن هذا يتطلب تغييرا كليا في نمط التفكير لدى الجميع في دول مجلس التعاون، وأنه علينا أن نتحول بعقليتنا من الاعتماد السلبي الى التجديد الفعال ، وأنه ينبغي أن نشجع الشباب وأن نغرس لديهم روح الريادة حتى يتمكنوا من المنافسة عالميا.
ودعا الأمين العام الى أن يولي التعليم الداخلي والخارجي في دول المجلس أولوية للعلوم والتقنية ليس بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المهارات، بل لكي نصبح مصدرين لهذا المهارات يوما ما، مؤكدا أن المستقبل هو رهن بإحداث تغيير جوهري، والتغيير في حد ذاته يفتح الآفاق خاصة للموهوبين وذوي الخيال والتفكير الواسعين في القطاع الخاص .
وقال الزياني إن دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة مقيدة بقوانين ولوائح وأنظمة وطنية، وكذلك بالأنظمة في مجلس التعاون والإتحاد الأوروبي، مؤكدا أنه بالرغم من أهمية هذه الأنظمة والقوانين الى أنها يجب أن تسهل وتساعد على تأسيس الأعمال لا أن تعقدها، وأنه يجب تسهيل دوران عجلات الشراكة التجارية بين الجانبين الخليجي والبريطاني .
وفي ختام كلمته أعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن تأييده لإقامة مشاريع ثنائية مشتركة بين الدول في مجال التجارة والصناعة وغيرها من المجالات، بحيث تمتزج بشكل تام المعرفة المتخصصة للدولة المستثمرة بالمعرفة المحلية للدولة التي يتم الاستثمار فيها .