اختارت «الوسط» الثلثاء مانشيتاً رئيسياً مأخوذاً من خبرٍ لوكالة «د ب أ» (الألمانية) بعنوان: «إعفاء قيادات بالداخلية العراقية واكتشاف خمسين ألف جندي وهمي».
الخبر يفسّر أحد أسباب الانهيار المفاجئ والسريع لقوات الجيش العراقي، في يونيو/ حزيران 2014، فالفساد كان ينخر في الجسد الحكومي العراقي، حيث اعتبرت تقارير دولية العراق من أكثر الدول فساداً في العالم. وهي حقيقةٌ يتكلّم بها كلّ العراقيين.
في بداية الغزوة المشئومة، كتبتُ بأن أحد أسبابها هو أن النخب العراقية الحاكمة نخبٌ فاسدة، سنةً وشيعةً وأكراداً. فالبلد كان مشلولاً ومعطلاً، والدم العراقي يُسفك يومياً في الشوارع والأسواق، والنخب المتنازعة التعيسة غير مكترثة إطلاقاً، وظلت عامين وهي ترفض حتى إقرار الميزانية العامة.
هذه النخب الحزبية الفاسدة، المنقسمة على نفسها حتى في البيت الواحد، سنة وشيعة وأكراداً، من أسباب انهيار العراق واستمرار ضياعه. ولولا الوقفة التاريخية للمرجعية الدينية في النجف الأشرف بكل ثقلها وتاريخها للتصدّي شعبياً لهجمة «داعش»، لسقطت بغداد أمام «داعش» ولم يغنِ عنها الجيش العراقي المفكّك، تماماً كما لم يغنِ عنها الجيش أمام الغزاة الأميركان في عهد الطاغية صدام، فسقطت يومها خلال نهارٍ واحد.
رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي أصدر قراراً بإعفاء 24 من قيادات وزارة الداخلية الاثنين الماضي، وإحالتهم على التقاعد، وتعيين ضباط جدد ضمن ما يسمى بخطة إصلاح المؤسسات الأمنية. كما كشفت الحكومة وجود 50 ألف «جندي وهمي»، مدرجين في كشوف الجيش، وتصرف لهم رواتب لسنوات، دون أن يكونوا جنوداً عاملين. وكشفت هذه الفضيحة الكبرى أنهم كانوا يدفعون نسبةً من رواتبهم لضبّاطهم للتستر على هذه الجريمة، والنتيجة أمران: إثراء هذه القيادات الفاسدة، والهزيمة السريعة أمام عصابات «داعش».
العراق اليوم تحكمه أحزاب إسلامية، يعود تاريخ بعضها إلى الخمسينيات. وما حدث انتكاسةٌ لـ «المشروع الإسلامي» الموعود، تماماً مثلما حدث في مصر قبل عامين، التي وصل إلى حكمها حزبٌ إسلامي عريقٌ آخر، لم يستطع أن يقدّم نموذجاً مشرفاً في الحكم، رغم التأييد الذي لقيه محلياً وإقليمياً ودولياً، وسرعان ما سقط في الامتحان.
هذه الأحزاب الإسلامية، (السنية والشيعية)، قدّمت نموذجاً فاشلاً في الحكم، رغم ما كانت تطرحه من نظريات وتنظيرات طوال ستة أو سبعة عقود. وقد أثبتت التجربة أن الشعوب التي خضعت لأنظمة دكتاتورية مستبدة، لم تكن تبحث عن نظريات، بل كانت تبحث في الربيع العربي عن أملٍ لإنقاذها من كل هذه العتمة، وعن قيادات صالحة لا تتلوث أيديها بالدم ولا بالمال، وهو ما لم تحصل عليه حتى الآن.
السلطة بطبيعتها مُفسِدة، والمال العام - وليس السائب فقط - يعلّم السرقة، في بلدانٍ لا توجد فيها أنظمة رقابة مشدّدة على المال العام.
الأحزاب والساسة الغربيون لا يولدون شرفاء بالفطرة، ولا تبقى أيديهم نظيفةً لسماعهم المواعظ الأخلاقية في الكنائس أيام الأحد، وإنّما لأن هناك قوانين مراقبة مشددة، وآليات ضبط، وصحافة حرة ومسئولة تراقب أية انحرافات، ولا تغطّي على السرقات لتكون جزءًا من نظام «العمولة» والفساد.
إن الإنسان فاسدٌ بطبعه، كما يقول فيلسوفنا الكبير أبو العلاء المعري رحمه الله، «فإن تجد... ذا عفةٍ فلعلّةٍ لا يظلمُ» كما قال المتنبي. والغرب يدركون ذلك تماماً، ولا يقدّمون «حسن النية» مسبقاً في ساستهم، فلذلك وضعوا أنظمة محاسبة ومراقبة، ولم يكتفوا بالمواعظ والأخلاقيات. فما إن يصل أحدهم إلى منصب كبير، حتى يقوموا بجرد كل أمواله وممتلكاته، في أول يوم من تنصيبه، ليعيدوا جردها في يوم مغادرته المنصب، ليعرفوا إن كان شريفاً حقاً، وإلا اكتشفوا مقدار ما سرق المجرم من المال العام!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4471 - الأربعاء 03 ديسمبر 2014م الموافق 10 صفر 1436هـ
نعم قد يكون كلامك صحيحا
بان الفساد لا دين له ولكن الارهاب له دين وله ....واضح كوضوح شمس العراق في منتصف ظهيرة شهر تموز , ومن ينكر هذه الحقيقة فهو اعمى .
علي جاسب . البصرة
يدفعون نسبةً من رواتبهم لضبّاطهم للتستر على الجريمة
حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب
متابع . . . خبر خطير آخر من cnn عربي
الأجهزة التي كانت تباع للعراق على أنها أجهزة كشف عن المتفجرات تبين أنها أجهزة كشف عن كرات الغولف !!! . . . . وتم القبض على جيمس ماكورميك ( المسوق لهكذا أجهزة ) ومحاكمته بالقضاء البريطاني ، . . . . واحسرتاه على أرواح آلاف الناس وعلى سكان بغداد الأبرياء الذين ظنوا أنهم مؤمنون بأجهزة دقيقة تتيح لهم العيش بأمان بعيدا عن المتفجرات . . . . أكتب عن هذا الخبر يا سيد . .
معلومة : الرئيس حيدر العبادي قال أن ما اكتشف حتى الآن هو رأس الجليد فقط !! . . رحماك يا رب
محب الوطن ثورة الديمقراطية في الدول العريقة قامت بازاحت الكهنوت الديني 0935
صباح الخير للجميع كيف ننادي بالديمقراطية ماعمل العكس بتنصيب شيوخ الدين والمراجع على رأس المشهد وأساس الديمقراطية فصل الدين عن السياسة فهل شاهدوا السياسيين في الدول العريقة يخطبون في الكنيسة وهل نتصور الهند العريقة في الديمقراطيه ومئات الديانات المضادة لبعض لو كل ديانة تعصبت لرؤيتها في الديمقراطية ماذا تصير من حروب بينها
لام عقلاني
لا فض فوك سيدنا
قوانين مراقبة وآليات ضبط وصحافة حرة مسئولة
اذا كان بالإمكان تلخيص الحل بهذه الأشياء الثلاث فهذه لا يمكن تطبيقها إلا في مجتمع يمتلك حكومة رئاسية منتخبة يكون للشعب فيها القدرة على الإطاحة بأكبر مسئول حتى أصغر مسئول.
أما بالوضع الحالي فهذه لن تؤخر ولن تقدم.
4 عقود من إفساد المجتمع تكون محاولة الاصلاح صعبة
ما عمله النظام السابق من افساد للبلاد والعباد انتج مجتمع ينخر الفساد فيه مهما كان عصي على الفساد. 3 اجيال متعاقبة تربت وتشبعت من الفساد والنظام الماجن والسفاح .
الاصلاح ليس بسهولة الافساد فطبيعة النفس البشرية تميل الى الفساد.
بالإضافة الى محاولات بعض الدول المتاجرة بدماء العراقيين وتفجير الفتن المذهبية مخافة ان تطالها الديمقراطية اذا نجحت في دول الجوار لذلك تحاول تصدير الدمار لكي لا ينعم البلد بالحرية والامان ثم يكون مثالا جيدا
العلمانية
العلمانية هي الحل و إلغاء كل الأحزاب الطائفية العفنه و منع رجال الكهنوت الشيعة و السنة من التدخل في السياسة
موفقين ان شاء الله
موضوعك وايد حلو
ياسيد
العراق مازال يحكم بالاحزاب الشيعيه والحكومه لازم تباركها المرجعيه الدينيه . ولاننسي تبجيل علي سلمان للمالكي. الذي ضيع العراق فالعقليه الاقصائيه واحده
أصعب إمتحان على المرء هو إمتحان الدوانيق الحمراء وإمتحان خضراء الدمن.. الناجح هو كالماسك على الجمر..
الأحزاب الإسلامية، (السنية والشيعية)، قدّمت نموذجاً فاشلاً في الحكم، رغم ما كانت تطرحه من نظريات وتنظيرات طوال ستة أو سبعة عقود..
المال بلا رقيب مغر للفساد
لا احد معصوم من الفساد ان لم يكن هناك من يراقبه و كلما كان الجهاز الرقابي دقيقا وذو خبرة كان الفساد اقل فهل يا ترى برلمان البحرين الحالي قادر على الرقابة و المحاسبة لاي مسئول وان علا
أحسنت سيدنا
وما أكثر الفاسدين والمفسدين في كل موقع من المواقع صغاراً قبل الكبار وفقت وسددت للخير أبا الهواشم
السر ياسيد
ففي أوربا القانون يطال الجميع مو عندنا طيحة الحظ القانون ... وين راح يحترم حق إنسان ومال عام.