أعلنت ناطقة باسم الخارجية الأميركية أمس الأول الثلثاء (2 ديسمبر/ كانون الأول 2014) أن نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان ستسعى خلال جلسة مغلقة اليوم (الخميس) إلى إقناع أعضاء الكونغرس بعدم فرض عقوبات جديدة على إيران على أمل تجنب مواجهة سياسية قد تنسف المحادثات النووية، قبل سلسلة مشاورات مرتقبة في الأسبوعين المقبلين.
وستكون نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان التي قادت المفاوضات السرية والصعبة على مدى أشهر، ممثلة الإدارة في محاولة إقناع الكونغرس بعدم المضي في تمرير مشروع قانون يفرض عقوبات إضافية على إيران.
ويريد المتشددون من أعضاء الكونغرس تمرير النص لفرض عقوبات جديدة بهدف دفع الجمهورية الإسلامية نحو إبرام اتفاق دائم يمنع قادة إيران من تطوير سلاح ذري.
لكن خبراء يرون أن مثل هذه الخطوة قد تهدد دبلوماسية حساسة استمرت لأشهر.
وقالت نائبة المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماري هارف للصحافيين حول لقاءات شيرمان المرتقبة في الكونغرس، «سنقدم حججاً قوية لهم تفسر لماذا الوقت غير مناسب لعقوبات جديدة».
وأضافت «سنقوم بذلك علناً، وفي المجالس الخاصة وعلى كل المستويات لأننا نؤمن بذلك بقوة». وسيتحدث المسئولون أمام أعضاء الكونغرس المشككين بشأن التقدم الذي أحرز في الأشهر الماضية من المفاوضات كما قالت هارف.
وأضافت «لا يمكننا بالطبع الإعلان عن كل تفصيل» لكن يجب على أعضاء الكونغرس «أن يواصلوا اعتماد السبل الدبلوماسية».
وحذر خبراء من أن اعتماد عقوبات جديدة يمكن أن يثير غضب طهران ويقلص الدعم الدولي لحظر اقتصادي ويبعد حلفاء آخرين مثل تركيا والهند والصين.
وقالت هارف «نعلم أن أحد أسباب وجود إيران إلى طاولة المفاوضات اليوم، إن لم يكن السبب الأبرز، هو العقوبات التي فرضها الكونغرس، العقوبات التي ساندها وزير الخارجية بقوة» مضيفة «بالتالي أن العقوبات لعبت دوراً مهماً في هذا المجال».
وشددت على أن «الوقت غير مناسب الآن لعقوبات جديدة».
وفي السياق نفسه، أوردت وثيقة اطلعت عليها «رويترز» أمس (الأربعاء) أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عبرت عن حاجتها إلى تمويل إضافي من الدول الأعضاء يبلغ نحو 4.6 مليون يورو لتغطية مهمات المراقبة للاتفاق النووي الذي جرى تمديده بين إيران والقوى العالمية الست.
على صعيد آخر، قالت شركة كايلانس الأميركية لأمن الإنترنت إن قراصنة إيرانيين تسللوا إلى شبكات الكمبيوتر الخاصة بشركات في مجالات الطيران والطاقة والصناعات العسكرية الكبرى في أنحاء العالم خلال العامين الماضيين في حملة يمكن أن تسبب في نهاية الأمر أضراراً مادية.
وقال مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي، ستيوارت ماك كلور إن القراصنة الإيرانيين أظهروا قدرة كبيرة في هذا المجال.
وقال لـ «رويترز»: «المهاجمون والقراصنة الإيرانيون استهدفوا بنية أساسية عالمية حيوية بشكل كان مفزعاً حقاً لنا نحن كخبراء أمنيين في هذا المجال. ومستويات اختراقهم لأكثر من 50 شركة على مستوى العالم تخبرنا ما يمكنهم فعله فيما يتعلق بالسيطرة على بنية أساسية حيوية، على عالمنا المادي، على المواصلات أو أي أمر آخر».
وقالت شركة كايلانس في تقرير يقع في 87 صفحة عن حملة القرصنة إن الشركات المستهدفة منها مؤسسات فضاء ومطارات وشركات طيران كبرى وجامعات وشركات للطاقة ومستشفيات ومشغلات اتصالات سلكية ولاسلكية مقرها الولايات المتحدة وإسرائيل والصين والسعودية والهند وألمانيا وفرنسا وإنجلترا ودول أخرى.
وقال شخص على علم بالبحث إن شركة كالباين الأميركية وشركات النفط الحكومية أرامكو وبتروليوس مكسيكانوس (بيمكس) بالإضافة إلى شركة الخطوط الجوية القطرية وشركة الطيران الكورية كانت ضمن الأهداف.
ويأتي هذا التقرير بينما تسعى الحكومات إلى فهم أفضل لمدى قدرات إيران في مجال الإنترنت والتي يقول باحثون إنها نمت بسرعة مع رغبة طهران في الانتقام من حملة قرصنة غربية على الإنترنت على برنامجها النووي.
وقال ماك كلور عندما طلب منه تصنيف القدرات الإيرانية في مجال الإنترنت «إن فرق القرصنة لديهم على مستوى يمكنني القول إنه الأول، لكنهم لم يصلوا إلى أعلى درجات هذا المستوى مثل الروس الذين أضعهم على قدم المساواة مع الصينيين».
وقال مندوب دبلوماسي إيراني لـ «رويترز» إن زعم شركة كايلانس أن طهران وراء الحملة ليس له أساس من الصحة.
العدد 4471 - الأربعاء 03 ديسمبر 2014م الموافق 10 صفر 1436هـ