شنت مقاتلات إيرانية ضربات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شرق العراق في الأيام الماضية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وهو ما رفضت طهران تأكيده أو نفيه، لكن من دون تنسيق مع التحالف الدولي الذي أعلن في ختام اجتماع وزاري في بروكسل أمس الأربعاء (3 ديسمبر/ كانون الأول 2014) أن الحملة ضد التنظيم بدأت توقف تقدمه في العراق وسورية، إلا أنه حذر من أن هزيمته ستستغرق أعواماً.

وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها واشنطن قيام مقاتلات إيرانية بشن غارات ضد «داعش» بعدما عرضت قناة «الجزيرة» مشاهد لطائرات يبدو أنها مقاتلات «إف - 4» شبيهة بتلك التي يستخدمها سلاح الجو الإيراني، وكانت هذه المقاتلات تهاجم أهدافاً في محافظة ديالى المحاذية لإيران.

لكن المتحدث باسم «البنتاغون» قال إنه «لم يتغير شيء في ما يتعلق بسياستنا القائمة على عدم تنسيق أنشطتنا مع الإيرانيين»، مؤكداً الموقف المبدئي للدبلوماسية الأميركية.

وجدد البيت الأبيض من جانبه التأكيد على سياسة الولايات المتحدة الرافضة للتعاون مع إيران في محاربة «داعش» وذلك عقب الضربات الجوية الإيرانية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست: «في المرحلة الحالية لم تتغير تقديراتنا بشأن دواعي التعاون مع الإيرانيين. لن نفعل هذا».

وأعلن التحالف الدولي الذي يضم نحو ستين دولة بقيادة واشنطن في ختام اجتماع بروكسل أن الحملة ضد التنظيم بدأت توقف تقدمه، إلا أنه حذر من أن هزيمته ستستغرق أعواماً. وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن أي ضربة عسكرية إيرانية للتنظيم المتطرف ستكون «إيجابية».

وأضاف «إذا كانت إيران تهاجم (داعش) في مكان مّا، وإذا كان هذا الهجوم محصوراً بالدولة الإسلامية، ولذلك تأثير، سيكون، إذن، تأثيراً واضحاً إيجابيّاً».

وصرح وزير الخارجية الأميركي في اجتماع في بروكسل لمسئولين من دول التحالف الغربية والعربية بأن الحملة التي اشتملت على نحو 1000 غارة أثرت على التنظيم «بشكل كبير».

وقال في الاجتماع الذي جرى في مقر حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية: «على الأرجح فإن التزامنا سيستمر أعواماً»، مضيفاً «سنواصل شن هذه الحملة طالما لزم الأمر من أجل الانتصار».

وأصدر التحالف لاحقاً بياناً ختاميّاً قال فيه إن الحملة ضد التنظيم «بدأت تعطي نتائج»، وأنه «في صدد وقف» تقدمه. وأكد التحالف في البيان «نحن في صدد وقف تقدم داعش عبر سورية وداخل العراق».

وتابع أن الوزراء وافقوا على استراتيجية على خمسة محاور في مكافحة التنظيم، وهي: «زيادة المجهود العسكري، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب، وقطع طرق الوصول إلى التمويلات، ومعالجة مشكلة المساعدة الإنسانية، ونزع الشرعية» عن التنظيم الذي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بفعالية.

إلى ذلك، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن بلاده مستعدة «لمضاعفة التحرك» ضد مسلحي «داعش» في العراق «وبسرعة وفعالية».

وصرح هولاند، في بيان مشترك، مع رئيس الوزراء العراقي الزائر حيدر العبادي «سنواصل تقديم الدعم العسكري للعراق الذي هو ضحية لهجوم إرهابي واسع».