العدد 4470 - الثلثاء 02 ديسمبر 2014م الموافق 09 صفر 1436هـ

غارات إيران في العراق تؤكد صعوبة تجاهلها في السراء والضراء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تؤكد الغارات التي شنتها ايران ضد داعش مكانة طهران كلاعب اقليمي لا يمكن الالتفاف عليه لكنها تعتبر كذلك مؤشرا على الغموض المحيط بالجهد الدولي الذي يجمع بلدانا لديها اجندات متناقضة، بحسب عدد من الخبراء.

كشف البنتاغون الثلاثاء ان مقاتلات ايرانية من طراز اف -4 فانتوم شنت خلال الايام الماضية غارات ضد مواقع للجهاديين في شرق العراق قرب الحدود مع ايران.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بروكسل ان اي ضربة ايرانية ضد تنظيم داعش "ايجابية".

ورغم تاكيد طهران وواشنطن ان التعاون بين القوات المسلحة في البلدين ليس على جدول الاعمال، يظهر ازدياد الانهماك الايراني في مسرح العمليات في العراق ان التحالف ضد داعش يمكن ويجب ان ياخذ في الحسبان مبادرات طهران.

والتدخل الايراني في الازمة العراقية ليس جديدا فهو سابق لضربات واشنطن في العراق كما يقول خبراء مؤكدين انه لولا الضغوط التي مارستها طهران لما كان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي تخلى عن السلطة.

وقالت روزماري هوليس من سيتي يونيفرسيتي في لندن ان الايرانيين "كانوا اسرع من الاميركيين في الاستجابة لحاجات الدفاع العراقية كما قاموا بنشر قواتهم ميدانيا قبل بدء الضربات الاميركية في الثامن من اب/اغسطس".

من جهته، قال دوني بوشار من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية لفرانس برس "للمفارقة، اصبحت ايران والولايات المتحدة حليفتين موضوعيتين ضد داعش. وهذا يؤكد ما كنا نعرفه: ايران لاعب لا يمكن تجاهله في كل الملفات الاقليمية".

اما ديدييه بيليون المدير المساعد في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "لم تصل الامور الى حد التحالف لكن لدى واشنطن وطهران مصالح مشتركة، اي محاربة داعش. من جهة اخرى يمكننا ان نتخيل اتصالات مسبقة بين البلدين اذا كانت الضربات وقعت".

واضاف ان "التطورات الاخيرة تؤكد في كل الاحوال امرا واحدا وهو انه لا يمكن تجاهل ايران في السراء والضراء".

ويبقى وجود "اتصالات مسبقة" مباشرة بعيد الاحتمال، لكن المتحدث باسم البنتاغون الاميرال جون كيربي شدد خلال مؤتمر صحافي في واشنطن على دور الحكومة العراقية في تنسيق الضربات الجوية التي تشنها بلدان عدة في الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

والعلاقات الواسعة بين الحكومة الشيعية العراقية والسلطات الشيعية الايرانية تدعو الى الافتراض بان تنسيق العمليات العسكرية بين الجيشين الايراني والاميركي يمكن ان يمر عبر بغداد، كما ان مركز القيادة الجوية الاميركية في قطر بامكانه رصد تحركات الفانتوم الايرانية لحظة اقلاعها.

وكتب الاميركي مايكل دوران نائب مساعد وزير الدفاع الاميركي سابقا ابان ولاية الرئيس جورج بوش في تقرير لمعهد بروكينغز مؤخرا "لقد سمحت طهران فعليا بتعاون عملاني مع الولايات المتحدة ".

واضاف "في الواقع، لقد جعل المرشد علي خامنئي من ايران شريكا صامتا للولايات المتحدة في الشرق الاوسط" مذكرا خصوصا بالاتصالات السرية بين البلدين بخصوص الملف النووي الايراني.

ولكن رغم انهما اصبحتا حليفتين موضوعيتين في محاربة داعش في العراق، فان لدى واشنطن وطهران اجندات مختلفة حول العديد من القضايا بدءا بمحاربة داعش في سوريا حيث ايران تدعم بكل قواها الرئيس بشار الاسد الذي يقاطعه الغرب رسميا.

الى ذلك، ينظر حلفاء واشنطن من السنة في المنطقة وخصوصا السعودية بريبة الى اعادة دمج ايران في الساحة العالمية كامر واقع.

وكان رياض قهوجي من مركز انيغما للابحاث في دبي عبر عن اعتقاده في ايلول/سبتمبر انه "سيكون من المستحيل الحصول على دعم حقيقي من الدول العربية السنية اذا غض التحالف والولايات المتحدة النظر عن الميليشيات الشيعية التي تؤجج التوتر الطائفي في العراق وسوريا".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً