العدد 4469 - الإثنين 01 ديسمبر 2014م الموافق 08 صفر 1436هـ

لا جديد... في البرلمان الجديد!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أثبتت الانتخابات الأخيرة مجدداً، ما كنا نقوله عن السلطة دائماً، بأنها لا تحب التكتلات بشتى أصنافها، وإنّما تحب اللعب بالمستقلين.

كان ذلك واضحاً في انتخابات 2010، وأصبح أكثر وضوحاً بعد إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة. فـ «المنبر الإسلامي» (إخوان مسلمين) لم ينجح منه غير مرشحين، و«الأصالة» السلفية لم يفز منها غير مرشّحَين. أي أن ناتج صراعهما المستميت (أربعة) يمثل خمس حصتهما تقريباً في برلمان 2006 (15). أما الفضيحة الأكبر فكانت من نصيب «تجمع الوحدة الوطنية»، الذي كان يزبد ويرعد، «ومع هذين الأمرين الفشل» كما يقول أمير البلاغة العربية.

هذا التجمع خليطٌ غير متجانس من الأشخاص الباحثين لهم عن دورٍ تحت الأضواء. وكثيرٌ منهم كان ناقماً على سيطرة الجمعيات الدينية على الشارع السنّي، وكانت تحدوهم الآمال العريضة بالوصول. وقد ساهم الإعلام الرسمي في نفخ هذا الكيان الطارئ على المعترك السياسي، بنعته بأوصاف كاريكاتيرية مثل «العملاق» و«المارد»، استغلالاً لحالة السذاجة السياسية، ليستخدم في ضرب الكيانات السياسية الأخرى ذات الحضور الواقعي. هذا النفخ الإعلامي للتجمع، بالإضافة إلى الدفع به في صدر جلسات «الحوار الوطني» التي أريد بها تقطيع الوقت، أصابته بحالةٍ من الغرور وتقمص دور البطل والتضخّم الشديد للذات، ولذلك كان وقع الصدمة عنيفاً بسقوط كل مرشّحيه دون استثناء.

وإذا كانت جمعيات المعارضة اختارت المقاطعة عن قناعةٍ تامةٍ بهذا الخيار، فإن «هندسة» الانتخابات الأخيرة أطاحت بكل تجمعات الموالاة، ضمن السياسة التي تحبّذها السلطة. من هنا يجب السؤال التالي: إذا كان البرلمان السابق قد نفّذ كل رغبات السلطة ومرّر في أيامه الأخيرة كل ما كانت تريده من قوانين، وكبّل نفسه بقيود إضافية تمنعه عملياً من استجواب أي وزير، فهل تطمع السلطة في المزيد من الطاعة والانصياع من البرلمان الجديد لرغباتها المستقبلية؟

البرلمان المقبل دخله 30 نائباًً جديداً، ليس لأغلبهم أية اهتمامات سياسية، ولم تكن لديهم أية برامج سياسية، ولعبت «الفزعات» العائلية والقبلية في إيصال كثيرين منهم لمقعد البرلمان، في ظلّ إحجامٍ عن التصويت في مناطق المعارضة، وانعدام ثقةٍ في مناطق الموالاة.

هذه الانتخابات أوصلت من مناطق المعارضة 13 نائباً، ثلاث منهم نساء، وكان واضحاً أن إعادة توزيع الدوائر تمت هندستها لتقليص تمثيل القوى السياسية المنظّمة لصالح هذه الكتلة الهلامية التي تسمى «المستقلين»، وزيادة تهميش مناطق المعارضة. وقد أعلن أمين عام «الوفاق» بعد إعلان التوزيع الجديد للدوائر، أن المعارضة لو ترشّحت فلن تحصل إلا على 16 مقعداً فقط، وبشقّ الأنفس (وكانت سابقاً تضمن الحصول على 18). لقد انتبه مبكراً للعملية وحَسَب مخرجاتها بطريقة شبه دقيقة، وهذا ما أثبتته الممارسة على الأرض.

الانتخابات غابت عنها عمامةٌ واحدةٌ، ودخلتها عمامتان، من مجموع خمس عمائم مترشحة، فازت إحداهما بالتزكية بعد ترتيبات مسبقة بانسحاب المنافسين، والأخرى وصلت بمشقةٍ، بعد الدور الثاني، وبفارق أقلّ من مئة صوت. دخول رجال الدين له أهميته الرمزية للسلطة في ظلّ وضع المقاطعة الواسعة للانتخابات، التي قادتها جمعيةٌ لها ثقل جماهيري مؤثر، وقيادتها الأولى من رجال الدين.

لا جديد سياسياً إذاً في البرلمان الجديد رغم كثرة النواب الجدد (الذين يمثلون 70 في المئة)... ولا ينتظر الكثيرون الكثيرَ من البرلمان المقبل.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4469 - الإثنين 01 ديسمبر 2014م الموافق 08 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 12:24 م

      تصوروا

      ناس راحت تصوت بس علشان الختم
      يعني ناس راح تصوت من الخوف على مصالحها
      صارت المصالح الشخصية اهم من مصلحة الوطن
      ما عندكم وفاء

    • زائر 33 | 12:22 م

      الشره مب على النواب

      الشره مب عليهم بروحهم
      الشره على اللي راح و تعنى و خسر بترول علشان يصوت للمترشحين و هو عارف انهم ما يهشون و لا ينشوون و لا منه فايدة هالمجلس الا مصالح فئوية للأسف من ترشح و انتخب ما يملك اي حس وطني

    • زائر 32 | 8:48 ص

      الجديدد في البرلمان الجديدد

      الجيد و الجديد... في البرلمان الجديد هو أننا افتكينا من السلف و الإخوان و الوفاق و من الفئة الجديدة الرابعة التي ظنت أنها تمثل شعب البحرين (عرفتوها عرفتوها ؟)

    • زائر 31 | 7:30 ص

      يبتها أستاد قاسم

      البرلمان المقبل دخله 30 نائباًً جديداً، ليس لأغلبهم أية اهتمامات سياسية، ولم تكن لديهم أية برامج سياسية، ولعبت «الفزعات» العائلية والقبلية في إيصال كثيرين منهم لمقعد البرلمان، في ظلّ إحجامٍ عن التصويت في مناطق المعارضة، وانعدام ثقةٍ في مناطق الموالاة

    • زائر 26 | 2:50 ص

      ...

      البرلمان الجديد و السابق و المسؤلين في الدولة يلعبون في مشاعر الناس في شعارات لا سياسية يعولن علي مشكلة الاجتماعية فقط . يجب الحكومة و البرلمان يعمل على المشروعات 2030 لن هاي الحل فقط .

    • زائر 23 | 2:13 ص

      هرار ومرار

      المارد مازال في الغورى ماله متغصغص من الفشيله التي ألحقت به
      لاهو قادر يطلع ولاهو قادر يجاوب الناس بعذر فشيلته
      يرحم والديكم يا تجمع الفشله والله فشلتوووونه i love you

    • زائر 20 | 1:20 ص

      اين الحس الوطني

      تفائل بالخير سيد ،،، ا...

    • زائر 19 | 12:55 ص

      خسارة

      ..... خسارة كل اموال الشعب تدهب لجلب السلاح لقمع الشعب الطيب بمجرد طالب عن حقه اين الضمائر متى بتصحى من نومها وتطبق شرع الله المنسي المشتكى لله والله اصبر شعب البحرين المظلووووم

    • زائر 18 | 12:50 ص

      مصالح دنيويه

      كل من دخل البرلمان من المكتسبه لراتب وسياره ورزه

    • زائر 17 | 12:42 ص

      انتهت الحفلة

      لا جديد ولا قديم يا سيد ، البرلمان اكتمل ولا ينفع علي اللبن المسكوب ،،سواء كان جيد او سئ فالواقع المر يقول ان هناك برلمان تخلفت عنه المعارضه التي ستعيش اربع سنوات عجاف خالي من السياسه ،، شكرآ

    • زائر 16 | 12:24 ص

      محب الوطن كل الشعب بجميع أطيافه يريد العدل والمساواة 0844

      صباح الخير للجميع سيدنا المحترم الكل يريد العدل والمساواة لاكن ماهي الطريقة الأصوب لتباعها لتحقيق هذا قرأنا خطبة الجمعة للشيخ عيسى قاسم الموقر ويستشهد دائما والمراجع المشهورين في المذهب لاكن نظرة الشارع السني معاكسة تماماً لهؤلاء المحترمين فلماذا لا نؤسس جمعيات متفق عليها وهي مدينة وطنية تضم في عضويتها جميع الأطياف الحلوة بعيدن عن معتقداتنا المختلفة التي لايمكن أن تلتقي في نظرتنا للسياسة

    • زائر 15 | 11:42 م

      محب الوطن الأهم حالياً نبعد عن الاصطفاف المذهبي 0800

      سيدنا العزيز أما وقد انسحب سلاح الطائفية البغيضة من المعركة فلا حاجة للسنة باستخدام نفس السلاح ضد الآخر بل استخدم لإنجاح الانتخابات وفزعة الوطن مع إخوانه الشيعة الغير معاكم معاكم ياعلماء عمياني فهل يعي الجميع هذه المعادلة الطبيعية البسيطة جداً جداً ونعمل جمعيات وطنية مدنية من الطائفتين العزيزتين هنا نأتي بالديمقراطية الحقيقية فهل في شئ أفضل من اتحادنا جميعاً كما أمرنا الله سبحانه وتعالى

    • زائر 30 زائر 15 | 4:28 ص

      ----'

      مهما قلتم سنظل نقول ونرد معكم معكم ياعلماء. هذه ألاعيب أو حماقات لن تثنينا وسوف نصل إلى مبتغانا بأذن الله وإن طال الدرب.

    • زائر 14 | 11:36 م

      لا ننتظر

      نحن لا ننتظر ولا نترقب ولا نتوقع خير من هذا المجلس بل اننا نخاف على انفسنا وبلدنا من بعض تصرفاهم وقوانينهم التي لا يرجى منها الخير

    • زائر 13 | 11:24 م

      شكراً لكم

      وضعت النقط على الحروف وهادا ما مال اليه كثير ممن لم يدلوا بئصواتهم في الانتخابات البرلمانية ليس من أجل المقاطعة ربما للبعض ولكن انا واحد ممن لم يدلوا بصوته لعدم كفائه و انعدام البرامج لأكثر المترشحين لاعلاقة لهم لأمن بعيد ولامن قريب في الحقوق من جهة ولا في السياسة من جهة أخرى ربما الدافع الأساسي هو الامتيازات التي يحصل عليها تحت قبة البرلمان

    • زائر 12 | 11:20 م

      هؤلاء كلهم مستلقين وليسوا مستقلّين

      المستلقي تختلف تماما عن كلمة مستقل بل وربما تعاكسها: اذا كان المستقل صاحب ضمير وصاحب موقف يحترم يخدم من خلاله بني جلدته ويستطيع ان يقف ويقول كلمة الحق في احلك الظروف ولكنه هؤلاء ليس منهم واحد بتلك الصفات بل هم مستلقين لجمع المال فقط وانتهى عند هذا الحد موقفهم

    • زائر 11 | 11:17 م

      من زمان وانا اقول هذا التجمع مختلق وكان بفكرة بريطانيا على اساس النظام البريطانيا يساند الاستبداد ويريد ضرب الحراك الشعبي ايام قبراير 14 2011

      هناك قاموا على هذا التجمع وتبنوا هذا التجمع وهم يستلمون العطايا بحيث ان يختلقوا تجمع اسمه الفاتح لضرب الحراك ولخلق واشعال الفتنة بين الشيعة والسنة ايام حراك 14 فبراير 2011 وقد فشل هذا الكيان المختلق الذي يديرها شخص معروف ومعه كم واحد

    • زائر 10 | 11:05 م

      محب الوطن لا فائدة صحيح بس يبعدنا عن التجاذبات الطائفية 0700

      صباح الخير للجميع البرلمان الجديد لا أحد يعول عليه شئ بس يبعدنا عن كره الجمعيات المذهبية لبعضها أما سبب عدم فوز الجمعيات السنية الطائفية معروف هو انسحاب جمعيات المعارضة الطائفية والعكس صحيح فهل هذا البسيط جداً الواضح كشمس غير معروف سيدنا

    • زائر 9 | 10:57 م

      زائر

      لن يتغير شئ وخصوصا بعد ان حصلت الحكومه على مبتغاه من سلفه فقد مهد الطريق وعبدها وما هدا البرلمان الا مظهرا اعلاميا فقط

    • زائر 8 | 10:56 م

      الف مبروك

      نبارك لكم هذا الإنجاز الواضح في الإلتفاف حول القيادات الدينية ... واضح كل الوضوح اعتناقكم بالدولة المدنية ... الى متى ونحن نجري وراء العمائم واللحى ؟؟؟؟

    • زائر 7 | 10:36 م

      معارضة تحلم

      خطأ عدم دخول المعارضة… محاولة التغيير من الداخل أفضل من الكلام و الجعجعة الفارغة و تحريك الشارع من الخارج في بلادنا. لكن دل ذلك على عدم النضوج السياسي و المطالب غير الواقعية للمعارضة كونها تعلم تماما في أي رقعة جغرافية نعيش نحن في هذا العالم… تعلمنا من الصغر أن في التأني السلامة و في العجلة الندامة… إن شاء الله تبقى المعارضة نادمة… و شيء آخر أتمنى أن يقل في المستقبل، عدد اللحى و العمايم في مجلس النواب. لا مكان للأفراد أو الأحزاب (التي تختبأ) وراء الدين في السياسة في المستقبل… إفهموها بقى!

    • زائر 24 زائر 7 | 2:27 ص

      نعليق 7 من يطالب بالحق والحقوق لا يندم

      المعارضة ناضجة والشعب من انضج الشعوب في المنطقة ولسنا مراهقين سياسيين انما نحن شعب نطالب بأدنى حقوقنا والا فأمثالك ينتظرون البلد تمتلئ بالمجنسين حتى تنتهي الحكومة من مشروعاتها وحينها يذوب الشعب في طيات التجنيس وهذا هو الغباء: انا أقول اننا تأخرنا كثيرا في ثورتنا ولكن هناك من يستخف بعقول الناس ويقول لهم تصبّروا حتى تنتهي الثروات الطبيعية ويصبح الوطن فقيرا فحينها فكّروا في الديمقراطية حين لا يوجد ما ينقد الوطن

    • زائر 29 زائر 7 | 4:23 ص

      انت

      انت يبغي لك نضوج سياسي مو المعارضة.. والله حاااااااااااالة ههههههههه

    • زائر 6 | 10:22 م

      تمنيت فوز المترشح الذي قال أنه ترشح فقط ليعدل وضعه المعيشي لأنه صادق.

      لا يا سيد نحن ننتظر الكثير من هذا البرلمان الجديد،نحن ننتظر الكثير من الهوان والتكبيل للحريات ومن حرمان الناس من حقوقهم ومن زيادة رواتبهم في مقابل زيادة امتيازات النواب والبقية تأتي ، أنت قلت أن أكثرهم ليس له برامج سياسية ولكن له برامج خصوصية في تعديل وضعه المعيشي له ولعائلته وضمان راتب ما كان يحلم به، يحلم بتقاعد ما كان سيحصل عليه لو تقاعد من عمله الأصلي بعد عمل 40 سنة، من قال أن النواب همهم الناس أو البلد، كل همهم أنفسهم ولم يكن أحد من صادق فيهم سوى من قال أنه لا يعد بشيئ ترشح فقط لتعديل وضعه.

    • زائر 5 | 10:13 م

      كأنك تتكلم بلسان حال الكثير من الناس

      لله درك يا سيد كل التفاصيل الدقيقة في مخيلة كل إنسان من الشعب الواعي لما يدور حولنا تصور وأنا أقرأ مقالك أصبت بالانبهار لهذا التحليل الدقيق وليس عندي ما أضيفه إنت كفيت ووفيت وشكرا لك

    • زائر 4 | 10:10 م

      رهن إشارة السلطة

      السابقون نفذوا ما أرادتة السلطة كبلوا أيديهم لألايستجوبو وزير وصيرو ا أنفسهم نواطير وزير والجايين ....

    • زائر 3 | 9:45 م

      ياسيد

      انتم السبب فيما جري ويجري في البحرين اين كنا في الماضي كاخوان سنه وشيعه وكيف اصبحنا بعد الثوره الايرانيه 1979 ومحاولت تصذيرها. والله كنا احيانا في الصف لانعرف السني من الشيعي لكن هذا ماعمله رجال الدين الشيعه

    • زائر 27 زائر 3 | 3:00 ص

      مصيبة!!!!

      بعد كل ما حدث لترمي التهم علينا
      خرجنا من اجلنا ولاجلكم نريد حقوقا مشروعة ليس فيها اي طائفية
      فخرجتم في الشوارع ترقصون على جراحنا؟؟!
      ياللعجب!!!! رمتني بدائها وانسلت

    • زائر 2 | 9:32 م

      زائر

      ركب القدر على الثلاث سلطة قضائية مأتمره ومجلس شورى معين وبرلمان رديف للسلطة التنفيذية ...

    • زائر 1 | 9:17 م

      عمائم لها ثمن و عمائم يدفع صاحبها الثمن

      عمائم تستسغل للتكسسب في تبادل تجاري يتجسد بيع حق استخدام صورته في حملات الترويج بمقابل مادي وهناك من يدفع ثمن العمامة نتجة تمرده

اقرأ ايضاً