تمكن المهرجان المسرحي، والذي ينظمه مركز الحورة الحدادة، من استقطاب حشود من المتفرجين قدرتها اللجنة المنظمة بـ2000 متفرج في النسخة الخامسة والتي أقيمت مساء الجمعة الماضي (28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014).

المهرجان الذي يحمل مسمى «مسابقة الحورة للمسرحيات القصيرة»، أقيم هذا العام بالتعاون مع جمعية التوعية الإسلامية ضمن موسم عاشوراء البحرين، متخذاً قلب المنطقة مقراً لنصب مدرجاته وديكورات مسرحياته.

وتسمَّر الحاضرون طويلاً لمشاهدة المسرحيات الأربع، والتي أحالت المنطقة المتوارية عن الأنظار والكائنة في القلب من العاصمة المنامة، إلى خلية نحل ومكان دبت في أركانه الحياة، وسط جهود شبابية قدمتها كوادر اللجنة المنظمة.

وفي حديثه لـ «الوسط»، شكا عضو اللجنة المنظمة محمد معتوق من الظلم الإعلامي الذي يعانيه المهرجان، منبهاً إلى أن ما يقدم سنوياً هو جهد تطوعي بحت يحتاج للدعم المجتمعي من أجل الارتقاء بالعمل الثقافي والمسرحي في البحرين.

وأضاف «نحصل على تسهيلات رسمية من قبل جهات عدة، بما في ذلك وزارة الداخلية، وزارة التربية والتعليم، محافظة العاصمة، وبلدية العاصمة»، منوهاً بالجهود الكبيرة التي تبذل والتي تستمر رغم كل التحديات، بما في ذلك الطقس الماطر، والذي لم يتوقف حتى ساعات متأخرة من نهار يوم الجمعة وقبل أقل من ثلاث ساعات من الحدث.

وعن فكرة المسابقة، قال: «تستهدف المسابقة إحياء قضية الإمام الحسين (ع) بطريقة فنية متقدمة، بحيث نقدم في كل عام محورا واحدا، ونعرض بعد ذلك على الفرق المسرحية في عدد من مناطق البحرين فكرة المشاركة، وقد تمحورت أعمال هذا العام حول شخصية عبدالله الرضيع (ع)».

وتحدث معتوق عن مشاركة أربع فرق هي (فرقة باب الحوائج للأعمال الفني، فرقة الفجر للإنتاج الفني، فرقة عشاق المنتظر وفرقة نور الزهراء الإسلامية)، ليتنافسوا عبر أعمال مسرحية لا تتعدى مدتها 20 دقيقة لكل منها وتحمل عنوان «براءة على مذبح الحرية».

وأشار إلى لجنة التحكيم المتخصصة والتي ضمت كلاً من (محمد الصفار، عبدالحسين مرهون، جاسم العالي، حبيب حيدر، وعلي مرهون)، والتي منحت فرقة الفجر للإنتاج الفني جائزة المركز الأول، ومخرجها محمد القصاب جائزة أفضل مخرج، فيما ذهبت جائزة أفضل ممثل للفنان سيدحسين.

وأضاف «أما بقية الجوائز، فجاءت على النحو التالي: فرقة عشاق المنتظر (المركز الثاني)، وحصدت كاتبة النص رابحة عيسى علي جوائز أفضل سيناريو وأفضل سينوغرافيا وجائزة الجمهور، فيما نالت الطفلة فاطمة جعفر فضل جائزة الممثل الثاني، عن دور السيدة رقية في مسرحية فرقة نور الزهراء».

وعقب عضو لجنة التحكيم محمد الصفار على مستوى النسخة الخامسة للمسابقة، قائلاً: «بدا ملحوظاً حجم الإبداع والتطور في مستوى المادة المسرحية المعروضة هذا العام، وهو أمر يبشر بمستقبل جيد لهذه المسابقة».

ورداً على سؤال عن سر قدرة المسابقة على استضافة الحضور الغفير من الجماهير، قال: «يأتينا جمهور من مختلف مناطق البحرين، ويمكن الحديث عن عاملين يقفان خلف ذلك، الأول هو قدرة المسابقة على إمتاع الحضور، حيث الأعمال المسرحية التي تقدم والتي ارتقت من البدائية لمستويات فنية متقدمة، والعامل الثاني يتمثل في الإعلام والإعلان، والذي ساهمت فيه كثيراً وسائل التواصل الاجتماعي».

بدوره، أثنى الفنان أحمد عيسى لحظة تواجده المهرجان، على الجهود المبذولة، مضيفاً «وجدت إصراراً على إقامة المهرجان رغم الصعوبات، وقد فوجئت بمستوى الأعمال المقدمة واستغلال المساحة والأداء والسينوغرافيا»، مؤكداً أن المهرجان «سيثري العمل المسرحي بشكل عام والحسيني بشكل خاص».

ووجه عيسى نقداً لاذعاً للدعم المجتمعي المحدود لهذه الأعمال، معتبراً أن «المجتمع بتجاره، يفكرون في المال، والتعويل عليهم تعويل على سراب».