كثيرون، ربما مَلُّوا من الحديث عن قضية فلسطين. بل إن عديداً لا يُحصَى من الناس، باتوا يتفاكهون بشأن تلك القضية وتسويتها «المحالة». والحقيقة، أن ذلك محزن. فإن كنا عرباً، فالفلسطينيون عرب. وإن كنا مسلمين، فأغلب الفلسطينيين مسلمون. وإن كنا مسيحيين، ففيهم من المسيحيين كُثُر. والأهم أننا وهم بشر نتساوى في الإنسانية.
أقول ذلك، ليس لاستنهاض هِمَمٍ هامدة، أو عواطف ناشفة، بل تذكيراً بواجب يُفتَرض أننا نقبل طائعين، بحدِّه الأدنى؛ وهو عدم نسيانه ومتابعة شأنه. كما أنني أقول هذا، والجميع يُدرك ويرى، كيف أن هذا الفتور في العلاقة بيننا وبين تلك القضية، يُقابله اهتمام منقطع النظير من خصمنا (فيها) ولكن تجاه قضيتهم وكأن العلاقة عكسية.
هذه لازمة كانت يجب أن تُقال ونحن على أبواب تغيُّرات مفصلية في تلك القضية، وبالتحديد مسألة «يهودية الدولة» في «إسرائيل»، متبوعةً بمشاريع مصاحبة تُمهِّد لها، كالذي تحدث عنه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان باقتراحه «منح حوافز مالية» لعرب إسرائيل وبالتحديد في يافا وعكا «للانتقال إلى دولة فلسطينية مستقبلية».
إن تعريف «إسرائيل» بأنها «دولة الشعب اليهودي» يعني أن «الدين والعرق» سيكون لديهم «فوق الديمقراطية»، وبالتالي التمييز على غير اليهود فيها. والحقيقة، أن هذا الأمر تُقدِم عليه «إسرائيل» لا لِحَسم قضية القدس أو الضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات ما خلال المفاوضات، أو خوفاً من الاعترافات المتوالية من برلمانات أوروبية والمشجِّعة لقيام دولة فلسطينية فقط، بل إن هناك أسباباً أخرى تدفعها إلى ذلك، وهي المتعلقة بالنمو الطبيعي المطّرد للفلسطينيين في داخل الأراضي المحتلة وكذلك في محيطها.
فنسبة تكاثر العرب أمام اليهود ليست في حالة توازن بالمطلق، حيث أن الثقافة الاجتماعية اليهودية هي بالأساس ثقافة متأثرة بالمجتمعات الغربية فيما خصّ «الأسرة النووية» في قِبال «الأسرة السلالية»، والتي عادةً ما تكون خاضعةً لسلطة أبوية لِلَجم انفلاتها. هذا الأمر انعكس على شكل وعدد أفراد الأسرة اليهودية، وبالتالي حجمها الكُّلي على صفيح الديمغرافيا.
لقد أظهرت الإحصائيات الرسمية في «إسرائيل»، أنه وفي العام 2008، كان عدد العرب في داخل «إسرائيل» 1.5 مليون نسمة (20 في المئة من مجموع سكان إسرائيل). ويُتوقع أن يصل عددهم بعد ستة عشر عاماً من الآن إلى 2.4 مليون نسمة. بل إن تعداد العرب بعد عامين من قيام دولة «إسرائيل» وبالتحديد في العام 1950 كان 167 ألفاً فقط، لكن نموهم كان مطرداً إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن، وهو قرابة 1.680 مليون نسمة.
بالتأكيد، هم يستفيدون في الداخل الإسرائيلي من التطور النوعي للأنظمة المدنية وبالتحديد الصحية والتعليمية المعمول بها. بمعنى أن تطور العلاجات ومكافحة الأمراض وقوة التعليم، جعلهم يُقللون الفارق ما بين «سرعة» الولادات و«قلَّة» الوفيات لديهم عبر زيادة الأعمار، حيث أن عاماً واحداً شَهِد 39 ألف حالة ولادة، في حين سُجِّلت 4 آلاف حالة وفاة فقط، رغم التمييز الممارس ضد العرب في الداخل في العديد من الخدمات.
وحسب دائرة الإحصاء المركزية في «إسرائيل» حول «السكان العرب» في الأراضي المحتلة، فإن ذلك انعكس على وسيط العمر لديهم وهو 20 عاماً، في حين يبلغ وسيط أعمار اليهود 31 عاماً. كما أن 34 في المئة من العائلات العربية يبلغ عدد أفرادها ستة فما فوق، مقارنةً بالعائلات اليهودية التي لا تزيد عن 9 في المئة (أغلب هؤلاء من اليهود السفارديم الشرقيين).
هذا بالنسبة لعرب الداخل، أما بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، فقد بيَّن الإحصاء الرسمي الذي قامت به السلطة الفلسطينية، إلى أنه وفي العام 2007 ارتفع عدد الفلسطينيين إلى 29.9 في المئة، مقارنةً مع العام 1997، حيث بلغ عدد السكان المقدّر «في الأراضي الفلسطينية في منتصف العام 2009 حوالي 4 ملايين فرد، منهم حوالي 2.5 مليون فرد في الضفة الغربية (62.2 في المئة)، وحوالي 1.5 مليون فرد في قطاع غزة (37.8 في المئة)، أي أننا أمام زيادة تصل إلى 1.100 مليون في عشرة أعوام، وهو أمر مهول!
فضلاً عن ذلك، فإن مَنْ هم في سن الخامسة عشرة زادت أعدادهم بنسبة 41.9 في المئة مع وجود معدلات خصوبة عالية، ما يعني أن المجتمع الفلسطيني غني جداً بالفُتوَّة. فالعالم ينمو بنسبة 1.2 في المئة سنوياً، في حين يبلغ نمو السكان في الأراضي الفلسطينية 2.9 في المئة، الأمر الذي يعني أن ثلاثة عقود كافية لأن تجعلهم في حدود السبعة ملايين نسمة!
والحقيقة، أن هذه المعركة هي معركةٌ صامتةٌ لكنها مؤلمةٌ على المدى البعيد. هي لا تحتاج إلى مدافع ولا طائرات، لكن مفاعليها على الأرض صلبة جداً. لذا، أدركت «إسرائيل» أنها قد تجد نفسها (ورغم تشجيعها للهجرة اليهودية إليها من كل العالم) في بحر بشري عربي يلتهمها كاملة وبهدوء دون الحاجة إلى جيوش عربية، وبالتالي فهي اليوم تحاول أن تقيم سياجاً بينها وبين هذا التدفق البشري، سواء في محيطها أو في داخلها الذي تسعى إلى إخراجه من بينها.
إن النتيجة التي نحتملها هنا هي أن الفلسطينيين في داخل «إسرائيل» ومحيطها يصنعون نصرهم بأيديهم.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4468 - الأحد 30 نوفمبر 2014م الموافق 07 صفر 1436هـ
متابع . . . طلب قديم لا يبلى
لا زلنا نرجوا من أخينا الأستاذ محمد أن يشرح لنا هذه القضية : ماذا تعني اسرائيل بالنسبة للغرب و العالم ؟ ما هي أهميتها بالنسبة للغرب ( امريكا تحديدا ) ؟ ما هي المصلحة التي توفرها لهم بحيث يولونها و يولون أمنها كل هذا الاهتمام و كل هذا العمل ( من نزع الكيميائي في سوريا إلى اتفاق نووي في ايران ) ؟ لماذا يتسابقون لنيل رضاها ( تصريحات الزعماء و زياراتهم المتكررة ) ؟ بل حتى روسيا ظاهرا في خط الدفاع عنها ! ..... و أخيرا متى يمكن أن يوقفوا التضحية لأجلها أو يحصل بينهم ( افتراق مصالح ) ؟
حجارة الماتعجبك افجخها قبلماتفجخك
الغده السرطانيه لا تقبل التواجد مع نقييضها
القنبلة الديمغرافية الفلسطينية أخطر من القنبلة النووية الإيرانية
أنا دائما كنت أقول بأن القنبلة الديموغرافية الفلسطينية أكثر خطورة على إسرائيل من القنبلة النووية الإيرانية... يجب تشجيع الفلسطينيين على الزواج المبكر و الإنجاب و الزواج المتعدد (أربع و ما ملكته أيمانهم) .... لأنه لا يمكن لإسرائيل أن تبقى دولة ديمقراطية إذا زاد عدد الفلسطيين عن عدد اليهود .... ذلك سينزع عنها الحماية الغربية و يمهد لضربها ... يجب إنشاء صندوق عربي إسلامية لدعم الشباب الفلسطيني للزواج ... بذلك يمكن تخريب و فتح إسرائيل من الداخل تماما كما فعل البرابرة في روما القديمة.
اما في البحرين بلد العجائب فنسبة النمو 4% بسبب التجنيس هذا من عجائب الدنيا السبع
. فالعالم ينمو بنسبة 1.2 في المئة سنوياً، في حين يبلغ نمو السكان في الأراضي الفلسطينية 2.9 في المئة،