أنابت قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، نائبة رئيسة المجلس الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة، لافتتاح ملتقى المرأة العسكرية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية صباح أمس الأحد (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، والذي نظمه المجلس بالتعاون مع وزارة الدفاع ووزارة الداخلية.
وقد أصدر الملتقى عدة توصيات أبرزها: وضع استراتيجية خليجية موحدة تهدف لتشجيع دخول المرأة القطاعات العسكرية تترجم إلى خطط تنفيذية، وتشكيل إدارة عامة للشرطة النسائية بمقر الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعمل على التنسيق بين إدارات الشرطة النسائية بدول المجلس، وتنظيم اجتماع سنوي لمديرات الشرطة النسائية، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات للمرأة العسكرية على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج، تتاح عبر بوابة إلكترونية وتضم الإصدارات والدراسات المتعلقة بالمرأة العسكرية وتوثق إنجازاتها، وتكثيف الدورات الداخلية والخارجية للمرأة العسكرية لاكتساب الخبرات والمهارات الميدانية، وتأهيلها في مجالات أوسع كمجال الطيران والإعلام العسكري وتقلدها لمناصب قيادية مختلفة.
كما أوصى الملتقى بتوفير الخدمات المساندة للمرأة العسكرية التي تساعد على إدماج احتياجاتها في القطاع إنفاذاً لمبدأ تكافؤ الفرص، وتكثيف الترويج الإعلامي لإبراز دور المرأة العسكرية الخليجية، والعمل على إدخال مادة «التربية الأمنية» ضمن التعليم الأساسي والثانوي.
وتأتي أهمية الملتقى نظراً لما تحمله مشاركة المرأة في هذا القطاع من قصص نجاح ومحطات عطاء والتزام تستدعي أن يتم إلقاء الضوء عليها، بالإضافة إلى ضرورة إبراز العوامل التي أدت إلى الحضور المبكر للمرأة العسكرية الخليجية ضمن مسيرة البناء والتطوير المستمر التي تشهدها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وطبيعة التلاحم والتعاون والتواصل بين المؤسسات العسكرية في هذه الدول.
وكانت رئيسة المجلس الأعلى للمرأة قرينة ملك مملكة البحرين صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قد أعلنت عن تخصيص يوم المرأة البحرينية في العام 2014 للاحتفاء بإنجازات المرأة في المجال العسكري لدى لقاء سموها بالقيادات النسائية البحرينية في مواقع صنع القرار، والمراكز التنفيذية في القطاع الحكومي والمؤسسات الرسمية بتاريخ 8 يناير/ كانون الثاني 2014.
وفي بداية الملتقى، ألقت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري كلمة أكدت فيها أن الملتقى يأتي كأحد المحاور الرئيسية ليوم المرأة البحرينية، الذي اختير له هذا العام موضوع «المرأة في مجال العمل العسكري»، وذلك للاحتفاء بعطاء ومسيرة عمل المرأة البحرينية التي أثبتت مشاركتها عن جدارة في جميع التخصصات والقطاعات العسكرية.
واعتبرت أن المرأة العسكرية البحرينية، قد برهنت على مدى أكثر من 40 عاماً، كفاءتها في القيام بواجباتها الوظيفية في جميع المجالات الإدارية والطبية والعسكرية وغيرها، ونالت العديد من المناصب العسكرية العليا في بيئة عمل تسعى لتحقيق أوجه تكافؤ الفرص القائمة على أسس الجدارة والكفاءة، بل وبادرت المرأة البحرينية إلى نقل خبراتها الميدانية، ليس داخل مؤسستها العسكرية فقط، بل امتد عطاؤها ليصل إلى زميلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن أهم تلك الأمثلة مساهمتها في تأسيس الشرطة النسائية الكويتية في العام 2008.
كما ألقى ممثل الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية العميد الركن محمد السليطي كلمة أشاد فيها بما تلقاه مسيرة العمل الخليجي المشترك من مملكة البحرين من دعم ملموس ومساندة متواصلة تحقيقاً لتطلعات شعوب دول المجلس، مثمناً في الوقت ذاته جهود البحرين وقرينة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة في دعم المرأة البحرينية التي تعد بحق مثالاً للعطاء والبذل والتضحية، مثنياً على الأدوار المشرفة التي قامت بها المرأة الخليجية في قطاع الشئون العسكرية والأمنية، حيث تقوم بأصعب المهام وأكثرها تعقيداً في الميدان العسكري.
ويهدف الملتقى إلى توضيح أبعاد مشاركة المرأة الخليجية في تنمية القطاع العسكري، وطبيعة الأدوار التي اتجهت لها، وإبراز أهمية استمرار المؤسسة العسكرية في وضع استراتيجيات تضمن استدامة مشاركة المرأة إلى جانب توسيع نطاق إسهاماتها بما سيعود بالنفع على فعالية وكفاءة القوات المسلحة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتحدث في الملتقى، كل من مدير إدارة التعاون الدولي بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية صقر المقيد، ومديرة الشرطة النسائية بوزارة الداخلية البحرينية العقيد منى علي عبدالرحيم، ورئيسة جمعية الشرطة النسائية بدولة الإمارات العربية المتحدة بإمارة بأبوظبي الرائد آمنة البلوشي، وقائد المستشفى العسكري بمملكة البحرين العميد بدرية سلمان سالم، وأستاذ مساعد بكلية التربية بقسم المناهج وطرق التدريس بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، سيف المعمري.
واستعرضت أوراق العمل عدة محاور أبرزها مسيرة المرأة الخليجية في القطاع العسكري من خلال رصد أهم العوامل التي ساهمت في إقبالها على العمل في هذا المجال، وتسليط الضوء على أفضل السياسات والممارسات والتطبيقات التي من شأنها التأثير بشكل إيجابي على تعزيز دور المرأة في المؤسسات العسكرية، بالإضافة إلى بيان التحديات التي تواجه المرأة وتحدّ من مشاركتها في القطاع العسكري، وأهمية إتاحة المزيد من الفرص لتطوير دورها القيادي في القطاع.
كما تناولت أوراق العمل موضوع مشاركة المرأة الخليجية في القطاعات العسكرية «التحديات والفرص»، وتبادل الخبرات الخليجية في المجال العسكري - نموذج تأسيس الشرطة النسائية بدولة الكويت، والمرأة في العمل الشرطي «نموذج من الامارات العربية المتحدة»، والآليات المشجعة لعمل المرأة في القطاع العسكري - نموذج الخدمات الطبية بالمستشفى العسكري بمملكة البحرين، وتطور عمل المرأة في المجال العسكري - نموذج سلطنة عمان.
العدد 4468 - الأحد 30 نوفمبر 2014م الموافق 07 صفر 1436هـ