أظهرت الدائرة التاسعة بالمحافظة الشمالية وضعاً استثنائياً، في ظل لجوء مترشحيها النيابيين لتكتيك الاستقلالية، عوضاً عن الترشح بأسماء جمعياتهم السياسية.
وفي حديثهم إلى «الوسط»، أكد المترشحان المتنافسان على المقعد النيابي حسن طيب وعبدالحميد النجار، انتماءهما العضوي لجمعية الأصالة والإصلاح، مع إصرارهما رغم ذلك على الترشح مستقلين.
وتعيش الجمعيات السياسية تراجعاً في النفوذ، في دائرة هي في الأصل مختلطة مذهبياً وسياسياً، ما حدا بالمترشحين لخلع عباءة الانتماءات السياسية «مؤقتاً»، هرباً من التأثيرات السلبية المتوقعة لذلك.
بدوره، قال المترشح النيابي حسن طيب: إن «انتمائي العضوي لجمعية الأصالة لا بل أنا أحد مؤسسيها، ولا سر في ذلك، إلا أن ترشحي جاء مستقلاً بسبب رؤية جماعتي لأفضلية ذلك»، لافتاً إلى أن «الترشح مدعوماً من جمعية ليس عيباً، لكن يبقى الأمر بيد الجماعة التي دعمتني في عملية الترشح».
وفيما إذا كان ينوي الالتحاق بقائمة «الأصالة» النيابية حال فوزه بالمقعد، قال طيب: «ننتظر النتائج، وفي جميع الأحوال يبقى الأمر غير محسوم، فهو بيد المكتب السياسي في الجمعية، وأنا أحترم رأيهم وقرارهم في جميع الأحوال».
وأقر طيب بصعوبة المرحلة التي تعيشها جمعية الأصالة بعد خوضها انتخابات 2014، معترضاً رغم ذلك على مفردة «انتكاسة» ومضيفاً «أتفق مع الحديث عن صعوبة المرحلة، فرغم حظوظ مترشحي الجمعية الجيدة إلا أننا شهدنا خروج اثنين منهم من الجولة الأولى، وعطفاً على ذلك يمكننا القول أن إثني عشر عاماً من العمل النيابي، أوجدت اتجاهات حديثة لدى الناخبين الناقمين على أداء مجلس النواب، ولم تعد وصاية الجمعيات حاضرة بنفس القوة، الأمر الذي أدى لتزايد مطالب التغيير».
وشدد على أهمية التقييم والمراجعة لمواقف الجمعيات السياسية، معقباً «لا شك في أن ذلك مطلب ثابت لأية جمعية سياسية، وصولاً لقراءة الشارع قراءة صحيحة، والتحقق قبل ذلك من أسباب خسارة بعض المترشحين».
وتفسيراً لانخفاض نسبة التصويت في الجولة الثانية عن ما كانت عليه في الجولة الأولى، أوضح طيب «ذلك يعود لجملة أسباب، أبرزها أن بعض الناخبين لا يدري بوجود جولة ثانية، إذ يعتقدون أن الانتخابات انتهت بنهاية الجولة الأولى، وبسبب ذلك فإننا بحاجة للمزيد من الوعي»، مطالباً الجانب الرسمي والإعلام بالقيام بمهامهم في هذا الصدد.
وفي سياق عمله كمترشح، نفى طيب لجوءه لتكتيك التحالف مع المترشحين الخاسرين، من أجل الحصول على أصوات ناخبيهم، مضيفاً «لم أقدم على ذلك، فأنا أحترم الشارع ورأيه، ولا أعتقد بأي حال من الأحوال أن حصول مترشح على أصوات ناخبين يعني احتكاره لها، والتجارب السابقة خير برهان».
وأرجع طيب سبب استخدامه لمفردة الحرب وهو يتحدث عن المنافسة الانتخابية، إلى شدة هذه المنافسة بين جميع المترشحين، قبل أن يستدرك «لكنني أؤكد هنا على علاقة الأخوة التي تربطنا جميعاً».
وفيما يتعلق بجدلية الحديث عن دخول الإسلاميين وأئمة المساجد للدخول في العمل السياسي، قال «الجانب السياسي جانب واحد، وهنالك جوانب أخرى كثيرة ومتعددة لا يجب إغفالها»، مستشهداً على ذلك بما أسماه «مصطلح السياسة الشرعية، والذي أسست له القواعد المذكورة في القرآن والسنة».
وأضاف «إمام المسجد لديه من العلم بحيث يقف في البرلمان بكل اتزان بل بكل قوة، وصحيح أن العمل السياسي لون متقلب، بينما العمل الديني لون واحد، إلا أن السياسة تبقى ممارسة، واتقانها يبقى متاحاً أمام الجميع، لرجال الدين وغيرهم»، مردفاً «الناخبون لايثقون في غير أهل الدين، بعد أن اختبروهم وجربوهم».
رغم ذلك، أكد طيب فصله لنشاطه الخيري عن نشاط ترشحه، مبيناً أن استئناف ذلك لن يتم إلا بعد صدور النتائج.
وعن أبرز الملفات التي سيسعى لطرحها عبر البرلمان بعد فوزه، أشار إلى أن المستوى المعيشي والإسكان والوضع الصحي يتصدرون القائمة، دون أن يغفل الإشارة إلى عزمه على التشاور مع الأهالي في التفاصيل.
وتعليقاً على «تاسعة الشمالية» التي تمثل خليطاً من الانتماءات، قال «دائرتنا مختلطة، ووجود مقاطعين فيها هو تحدي لنا، لكننا ورغم ذلك نجد تفهماً لتنوع الآراء حتى مع اختلاف القناعات والمذاهب، ونجدد تأكيدنا على عملنا من أجل الجميع»، مشدداً على أن المقاطعة تبقى خياراً خاطئاً، متسائلاً «أمامك أربع سنوات ماذا ستفعل خلالها وقد عزلت نفسك؟».
من جهته عبر المترشح النيابي في «تاسعة الشمالية» عبدالحميد النجار، عن ثقته في الفوز رغم فارق الأصوات بينه وبين منافسه طيب، والبالغة 30 صوتاً حسب نتائج الجولة الأولى للانتخابات.
وتعليقاً على مسألة الترشح مستقلاً رغم انتماءه لجمعية الإصلاح، قال: «لا خلاف على انتمائي للجمعية، لكنني أؤكد استقلالية ترشحي، وفي حال قدر لي الفوز فسأبقى مستقلاً إلا إذا اقتضت مصلحة المواطن الانضمام لكتلة معينة تتوافق وانتمائي الفكري».
وبين أن تراجع نفوذ الجمعيات يدفع بعض المترشحين لخيار الاستقلالية، وهو «خيار سليم ليتمكن النائب من تمثيل جميع المواطنين بمختلف انتماءاتهم»، على حد تعبيره.
- اتصال هاتفي تلقاه أحد المترشحين من ناخب يقول فيه: نريد عمرة جماعية مقابل أصواتنا.
- ناخب أكد وهو يدلي بصوته: صوتي لمن يساعدني في التقاعد.
- المترشح البلدي خليل زينل يرد على ناخب يطلب فطوراً مقابل صوته: الراشي والمرتشي في النار.
- روح الدعابة بين المترشحين النيابيين عبدالحميد النجار ومنافسه حسن طيب كانت حاضرة، وكل منهما يتنافس على ضيافة الآخر.
- ناخبون كثر خلطوا الحابل بالنابل، وضعوا استمارة النيابي في صندوق البلدي والعكس.
العدد 4467 - السبت 29 نوفمبر 2014م الموافق 06 صفر 1436هـ