عين حويص، تقع شمال قرية بوري وسط منطقة زراعية بداخل حدود أملاك خاصة. هي من العيون القديمة في البحرين والمتميزة بكبر حجمها ويرجح أنها تعتبر العين الرئيسية بالمنطقة آنذاك يقصدها الأهالي إذا اشتد الحر ليتضعنون بقربها. يعود تاريخها لمئات السنين فمصادر مياهها قديمة تعود للفترة الدلمونية.

ومازالت آثار البناء القديم من الحجر بارزة فيما بقي من ملامحها. أما سبب تسميتها بـ «حويص» فنسبة للمنطقة الواقعة فيها والتي كان اسمها «عالي حويص» قبل أن تصبح هذه المنطقة تابعة لقرية بوري نظراً لقربها من بوري القديمة.

ورغم قدمها وتاريخها ورصيدها التراثي إلا أنه لم يتحدث عنها أحد لإدراجها ضمن قائمة التراث الوطني أسوة بزميلتها عين الحكيم التي تمت حمايتها مؤخراً بموجب حكم المرسوم بقانون رقم (11) لسنة 1995 بشأن حماية الآثار.

«حويص» لم يحمِها لا القرار سابق الذكر ولم يشملها كذلك مشروع إحياء العيون الطبيعية الذي أخذته على عاتقها وزارة البلديات واسفتادت منه عين عذاري وعين أم شعوم والذي تم فيه إحياء العيون بصور اصطناعية. وعوضاً عن ذلك جفت المياه الدلمونية فيها لتحل محلها مياه المجاري.

«الوسط» تحدثت مع الرئيس السابق لمجلس بلدي الشمالية يوسف البوري وسألته عن هذه العين، فقال: «هذه العين موقعها في بوري القديمة جهة الشمال، أُهملت مع تحول الأهالي للسكن في بوري الجديدة باتجاه الجنوب. فانسدت ووقف تدفق المياه فيها والآن هي من ضمن أملاك خاصة. وللأسف لا يوجد لدينا توجه وتحركات جادة للحفاظ على العيون التراثية لذلك اندثرت ومنهم عين حويص».

وواصل «كانت مرتعاً للأهالي وأُهملت شأنها شأن باقي العيون. وآخر مرة رأيتها كان أثناء حملة تنظيف في القرية، واندهشت حين رأيت أن مياه المجاري تصبّ فيها. العين الآن سُدّت والماء الذي فيها يأتيها عن طريق أنابيب الصرف الصحي.

وفي سؤال عما إذا كانت ثمة محاولات لحمايتها وإدراجها ضمن قائمة التراث الوطني أسوة بعين الحكيم أجاب: «لم تحدث أي محاولات لذلك والسبب أنها داخل حدود أملاك خاصة وتقع بمنطقة يوجد فيها عمال يستخدمون الماء المملوءة به لري الزرع. ولو كنا نشك أن مالك الأرض ليس لديه وثائق تؤكد ملكيته لها لسعينا ولكن على ما يبدو أن لديه ما يؤكد ذلك».

من جانبه، قال الباحث التاريخي الشيخ بشار العالي عن عين حويص: «حويص نسبة إلى منطقة حويص في عالي القديمة. فعالي القديمة تنقسم لقسمين، عالي معن وعالي حويص. والعين تقع في حويص من جهة الغرب. وقد ذكرها الشيخ إبراهيم آل مبارك في كتاب حاضر البحرين وهي قديمة بقدم القرية ويعود تاريخها لمئات السنين، والظاهر أنها كانت العين الرئيسية آنذاك. ونسبت لبوري لأن الأهالي هناك كانوا «يظعنون» بالقرب منها لقربها منهم فنسبت لهم لكن الأصل نسبتها لعالي».

وواصل «تعتبر من أقدم العيون الموجودة حالياً بعد اندثار عين بوري الكبيرة وهذه العين موجودة في الوثائق التاريخية كوثائق السيد عدنان وقد أعيد حفرها من جديد وترميمها وتوسعتها قبل أن تدخل في حدود أملاك خاصة. سابقاً كانت من أملاك البحارنة القاطنون في المنطقة قبل تهجيرهم واستقرارهم في البصرة. حاولنا التواصل معهم لكننا للأسف لم نستطع».

واختتم العالي، بالقول إن «مصادر مياه هذه العين والعيون القديمة في البحرين مصادر قديمة تعود للفترة الدلمونية وفي ذلك إشارة لقدم هذه العين التي وللأسف لم يسعَ أحد للحفاظ عليها وحمايتها».